رسوم زيارة الأم في السعودية أثارت جدلاً واسعًا بين المغتربين بعد قرار رفعها بنسبة 50% لتصل إلى 300 ريال طوال 90 يومًا، ما يعادل أجر أسبوع كامل للعامل البسيط، هذا القرار فرض عبئًا ماليًا جبارًا على آلاف الأسر التي لم تكن تتوقع هذه الزيادة المفاجئة، حيث يعبر الكثير منهم عن معاناتهم الحقيقية بين الرغبة في رؤية أمهاتهم والتكاليف الباهظة التي باتت تحول دون ذلك
كيف أثرت رسوم زيارة الأم الجديدة في السعودية على حياة المغتربين؟
الرسوم المرتفعة على زيارة الأم لم تغير فقط من القدرة المالية للمغتربين بل خفضت كذلك فترة الإقامة إلى 40% فقط مما يؤدي إلى تضاؤل الوقت المخصص لكل زيارة، أحمد المصري، عامل مصنع في الرياض، اتضح له هذا الواقع المرير حين قال: “لم أر أمي منذ سنتين، والآن أحتاج لدفع 400 ريال على الأقل للحصول على تأشيرة وتمديد”، وهذا التحدي المالي والنفسي يضيفه الكثير من العمال البسطاء الذين يجدون أنفسهم أمام حواجز غير متوقعة. مريم، العاملة الفلبينية وأم لثلاثة أطفال، تمضي ساعات في تعبئة النماذج الإلكترونية فقط لتجد نفسها مضطرة لدفع مبالغ إضافية لأجل منصب وسطاء لمساعدتها على إكمال الإجراءات
القرار الجديد ضمن رؤية 2030 وتأثيره على سوق العمل وعلاقات الأسر المغتربة
يندرج رفع رسوم زيارة الأم ضمن إطار رؤية المملكة 2030 والتحول الرقمي بهدف تنظيم سوق العمل وضبط حركة زيارات الوافدين، إلا أن المفاجأة في تطبيق القرار فجرت موجة من الصدمة بين المغتربين، وأكد الخبير القانوني د. محمد العنزي أن النظام الجديد يحتاج إلى مرونة أكثر لاستيعاب ظروف الأسر، حيث شهدت معدلات الزيارات العائلية تراجعًا حادًا بنسب بين 30 و40%، في حين توسعت بشكل غير مسبوق سوق الخدمات الاستشارية التي تزيد العبء المالي، ويبرز تأثير ذلك على الروابط الاجتماعية مؤكدًا أن عديد الأسر تواجه dilemma بينها دفع رسوم باهظة تُرهق مدخراتها أو المقاطعة والبعد عن أهلها لفترات طويلة
اقتراحات للحلول الإنسانية للتخفيف من أعباء رسوم زيارة الأم في السعودية
تتزايد الدعوات لتقديم حلول أكثر إنسانية وواقعية تضمن تيسير لقاءات المغتربين بأمهاتهم دون أن يُكبدهم ضغوطًا مالية قاسية، ويشير الخبراء إلى أهمية فرض تدابير مثل:
- تخفيض تدريجي في رسوم الزيارة تمنح الأسر محدودة الدخل فرصة للالتقاء
- إدخال فترات انتقالية تسمح بالتكيف مع التغييرات الجديدة في النظام
- توفير دعم إلكتروني مجاني وتسهيلات في تعبئة النماذج لتقليل الاعتماد على الوسطاء والتكاليف الإضافية
في خضم ذلك كله، يستمر آلاف المغتربين في تحمّل مشقات الفراق، وأمهاتهم المسنات في انتظار مؤلم يعكس مدى هشاشة النسيج الاجتماعي أمام هذا الحاجز المالي الصارم الذي بات يفصل بين الأحبة ويزيد من أعباء القلق والشوق معهم
| الرسوم الجديدة | مدة الزيارة | النسبة المئوية للتغيير |
|---|---|---|
| 300 ريال | 90 يومًا | زيادة 50% بالرسوم، تقليل 60% في مدة الإقامة |
هذا الواقع المؤلم يلقي بظلاله على ملايين الأسر التي تنتظر تجاوب الجهات الرسمية مع أصواتها لتخفيف المعاناة المستمرة، وما يزال السؤال يطرح نفسه: هل سيتمكن النسيج الاجتماعي من الصمود أمام هذا التحدي المالي القاسي؟ مطالبات كثيرة ترنو إلى حلول عملية وحوكمة مرنة توازن بين التنظيم وحقوق الإنسان في ظل التحولات القائمة.
