برد العظام في الشتاء يمثل ظاهرة يختبرها الكثير من الناس ويبحثون عن تفسيرها، إذ يتسبب صقيع الشتاء في شعور الآلاف بتيبس وألم في المفاصل والعظام، وهذا الألم له أسباب بيولوجية واضحة تتعلق بنقص التروية الدموية وزيادة حساسية الأعصاب إضافةً إلى تراجع مرونة الأنسجة التي تحيط بالمفاصل، ما يجعلها أكثر عرضة للانزعاج خلال الأيام الباردة والرطبة.
أسباب برد العظام في الشتاء وتأثير صقيع الشتاء
برد العظام ينجم عن عدة عوامل مرتبطة بتغيرات الجسم في البرودة الشديدة، إذ يزيد هذا النوع من الألم مع انخفاض درجات الحرارة وبحلول الطقس الرطب، ويبرز بشكل واضح في مناطق مثل الركبتين، الظهر، الكتفين، واليدين؛ إذ تؤثر برودة الجو على العظام بشكل مباشر من خلال انقباض الأوعية الدموية الطرفية التي تقلل من تدفق الدم، مما يؤدي إلى نقص وصول الأكسجين والعناصر الغذائية إلى المفاصل ويسبب شعورًا بالألم والتيبس. كما تؤدي الأجواء الباردة إلى تراجع مرونة الأنسجة المحيطة بالمفاصل التي تفتقد للتغذية الكافية، ما يزيد من احتكاك الأجزاء الداخلية ويزيد الشعور بالألم عند الحركة.
تأثير صقيع الشتاء على تيبس المفاصل وزيادة الحساسية للألم
تيبس المفاصل في فصل الشتاء شائع جدًا، خاصة في الصباح وبعد فترات الراحة الطويلة، حيث يصعب تحريك المفصل في البداية لكن يبدأ التيبس في التحسن تدريجيًا مع الحركة والدفع الذاتي للدم إلى المناطق المتأثرة، وهذا هو رد فعل الجسم الطبيعي للتغلب على البرودة. إضافةً إلى ذلك، تزداد حساسية الأعصاب للألم بسبب نقص التروية الدموية، إذ تصبح النهايات العصبية أكثر استجابة للمنبهات، ما يجعل الشعور بالألم مكثفًا حتى مع أقل حركة أو تغيير بالطقس. تتفاقم هذه الحالة عند الأشخاص المصابين بحالات مزمنة مثل خشونة المفاصل والروماتويد أو هشاشة العظام، حيث يصبح الألم أكثر حدة بسبب تأثير البرودة على الأنسجة الضعيفة.
آليات برد العظام وصقيع الشتاء وتأثيرها على الجسم
يحدث برد العظام نتيجة تأثيرات متعددة تتكامل لتسبب الألم المصاحب لصقيع الشتاء، وهو ما وصّفه الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، بأنه ناتج عن انقباض الأوعية الدموية الطرفية داخل الجسم، ما يقلل من التروية الدموية وبالتالي قلة وصول الدم المحمل بالأكسجين والغذاء للمفاصل والعظام؛ مما يضعف من تغذية الأنسجة ويزيد من الإحساس بعدم الراحة. كما أن ضعف التغذية الدموية يؤدي إلى انخفاض مرونة الأربطة والغضاريف التي تساعد على تحسين حركة المفاصل، فتزداد الاحتكاكات، وهذا يفسر ظهور الألم مع بدء الحركة. يشير ذلك إلى أن الصقيع ليس مجرد شعور نفسي بالبرد، بل تأثير عضوي واضح يسبب تغيرات حقيقية في الجسم.
- انقباض الأوعية الدموية يؤدي لتقليل تدفق الدم إلى الأطراف والمفاصل
- نقص التروية الدموية يزيد من حساسية الأعصاب خاصة في فصل الشتاء
- انخفاض مرونة الأنسجة المحيطة بالمفاصل يجعلها أكثر عرضة للألم والتيبس
- تيبس المفاصل يظهر بوضوح في الصباح أو بعد فترات الراحة الطويلة ويخف مع الحركة
- تفاقم آلام الأمراض المزمنة مثل خشونة المفاصل والروماتويد خلال الطقس البارد
تفسير أسباب برد العظام في الشتاء يعكس بالتالي أن سبب الشعور بالألم العميق أو التيبس الصباحي هو البرودة التي تقلص الأوعية الدموية الطرفية وتقلل من تدفق الدم، وهو ما يجعل الحركة والدفء عاملين مهمين لإعادة تنشيط الدورة الدموية وتحسين الحالة. لذلك، فإن فهم آليات برد العظام عند مواجهة صقيع الشتاء يساهم في التعامل الصحيح مع هذه الأعراض وتخفيف حدتها بطرق بسيطة مثل التدفئة وتحريك المفاصل بانتظام.
