شعور البرودة في المنزل أكثر من الشارع في فصل الشتاء ظاهرة يعاني منها الكثيرون، وهذا الإحساس ليس مجرد شعور عابر بل نتيجة أسباب علمية متعلقة بكيفية انتقال الحرارة من الجسم والمكان المحيط. قد تبدو درجة الحرارة مماثلة أو أقل في الخارج، لكن داخل المنزل نشعر ببرودة أشد لأسباب تتعلق بطريقة تفاعل أجسامنا مع البيئة المحيطة وخصائص البناء ذاته.
لماذا نشعر ببرودة في المنزل أكثر من الشارع رغم التشابه في درجات الحرارة؟
الشعور بالبرودة أو الدفء لا يعتمد فقط على درجة الحرارة المسجلة، بل يتأثر بشكل رئيسي بكيفية فقدان أجسامنا للحرارة أو اكتسابها لها، والاختلاف بين الحرارة الخارجية والداخلية له تأثير كبير؛ في الخارج، يمكن للشمس أن تسخن الهواء والأجسام المحيطة ما يمنح إحساسًا دفئًا نسبيًا، أما في المنزل، فغياب أشعة الشمس المباشرة يجعلنا نشعر ببرودة أكثر، كما أن جدران المنزل تفقد حرارتها بسرعة مع نهاية النهار، خاصة في الشتاء الطويل عندما تبرد بشكل تدريجي لتفقد كل الحرارة المخزنة، الأمر الذي يسرع فقدان الدفء في الهواء الداخلي ويزيد من الإحساس بالبرودة.
تأثير ضعف العزل على الشعور بالبرودة داخل المنزل في الشتاء
غالبًا ما يكون ضعف العزل أحد الأسباب الأساسية التي تجعلنا نشعر ببرودة في المنزل أكثر من الشارع؛ فإذا كان المنزل غير معزول جيدًا أو به فتحات غير محكمة في الأبواب والنوافذ، يسمح ذلك بدخول الهواء البارد وتسرب الهواء الدافئ خارجًا بسرعة، وهذا يؤدي إلى تهفير الحرارة وتدهور الشعور بالدفء، وخاصة عند الأرضيات والجدران الخارجية التي تكون نقطة ضعف كبيرة في عدم الاحتفاظ بالحرارة. العزل الحراري الجيد ضروري للحفاظ على حرارة المنزل ثابتة وتقليل الفاقد، وإلا ستزداد البرودة الداخلية بشكل ملحوظ.
كيف يؤثر الهواء الجاف والثابت داخل المنزل على برودة الشتاء؟
جفاف الهواء داخل المنازل في فصل الشتاء يلعب دورًا بارزًا في زيادة الإحساس بالبرودة، لأن أنظمة التدفئة تؤدي إلى خفض رطوبة الهواء بشكل كبير؛ هذا يجعل تبخر الرطوبة من سطح الجلد أسرع، وبالتالي يخسر الجسم حرارته بسرعة أكبر ويشعر بالبرد بشكل أوضح، على عكس الهواء الخارجي الذي يكون غالبًا أكثر رطوبة ويحتوي على حركة ورياح خفيفة تمنح إحساسًا نسبيًا بالدفء، مع أن درجات الحرارة قد تكون منخفضة. أما داخل المنزل، فالهواء ساكن ولا يحمل حركة تساعد الجسم على الحفاظ على دفئه، مما يزيد الشعور بالبرد.
- غياب أشعة الشمس داخل المنزل يخفف من إحساس الدفء
- تسرب الهواء البارد بسبب ضعف العزل يزيد فقدان الحرارة
- جفاف الهواء الداخلي يسرع تبخر الرطوبة من الجلد
- ثبات الهواء داخل المنزل يقلل التبادل الحراري الذي يشعر به الجسم
