تمثال الألباستر لأمنحتب الثالث يحتل مكانة فريدة بين المعالم التاريخية في الأقصر، حيث شهدت المحافظة مؤخرًا رفع وتركيب تمثالين من حجر الألباستر داخل معبد ملايين السنين بالبر الغربي، في مشهد يؤكد عظمة الإرث المصري القديم ويجسد لحظة تاريخية ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، لما له من أهمية في إعادة تشكيل المشهد التاريخي المصري على الصعيد العالمي.
أهمية تمثال الألباستر لأمنحتب الثالث في تاريخ الأقصر العريق
كانت الأقصر دائمًا رمزًا خالدًا لفكرة البقاء والخلود لدى المصري القديم، وبرزت منطقة البر الغربي باعتبارها بوابة إلى العالم الآخر، حيث تغرب الشمس وتبدأ رحلة الروح، ومن هنا شُيدت معابد ملايين السنين، وعلى رأسها معبد الملك أمنحتب الثالث، الذي يُعدّ أحد أضخم وأعظم إنجازات الدولة الحديثة في التاريخ المصري، كما يؤكد الخبير الأثري محمد الشراكي في تصريحاته لـ«الوطن»؛ إذ يرمز هذا التمثال إلى ملك السلام والاستقرار والقوة، الذي قاد مصر في ذروة رخائها السياسي والاقتصادي والفني، وكان الأب للملك إخناتون وجَدّ الملك توت عنخ آمون، بصمة تعد الأبرز في عصور الدولة الحديثة حيث يشكل معبده الجنائزي أكبر وأفخم معابد طيبة، إلى جانب تمثالي ممنون اللذين يقفان كحراس أبديين للمعبد.
ما بين تمثالي ممنون وتمثال الألباستر لأمنحتب الثالث
عرف الإغريق تمثالي المعبد باسم «ممنون» تيمناً ببطل أسطوري، لما كان يصدر عن أحدهما صوت غامض عند شروق الشمس، الأمر الذي أضفى عليه هالة من الأساطير الخرافية وجعله موضوعًا مميزًا في التاريخ الفني، إلا أن هذين التمثالين كانا جزءًا صغيرًا من مشهد معماري ضخم عبارة عن عشرات التماثيل العملاقة لأمنحتب الثالث، بعضها جالس والبعض الآخر واقف، مصطفة بعناية في ممرات وساحات المعبد، مما يعكس ثراء الفن والدقة في التصميم.
التمثال العائد حاليًا من تحت الرمال، والذي يبلغ وزنه عشرات الأطنان، تم اكتشافه مكسورًا ومدفونًا على عمق بعيد، وقد تطلب ترميمه سنوات طويلة من الجهد الدقيق والتقنيات العلمية المتطورة، مع الالتزام التام بالقواعد الأثرية للحفاظ على المشهد الأصلي للتمثال.
لماذا يعتبر تمثال الألباستر لأمنحتب الثالث حدثًا فريدًا وجديدًا؟
تأتي هذه الخطوة في إعادة الاعتبار إلى معبد أمنحتب الثالث، الذي تعرض للدمار بفعل الزلازل والفيضانات في قرون مضت، وتعطي رسالة قوية من الماضي تنبض بالحياة في الحاضر، خاصة مع استخدام قطعة التمثال المصنوعة بالكامل من حجر الألباستر، والذي كان يُعتبر من الفنون الدقيقة في النحت عند المصريين القدماء، نظراً لصلابة الحجر والحاجة إلى جهد كبير وحرفية عالية للنحت عليه مقارنة بباقي الأحجار.
حجر الألباستر يتميز بتنوع ألوانه ما بين الأبيض، الوردي، البني، الرمادي، الأسود، والأخضر، وكانت صناعة هذا الحجر ترتكز بشكل رئيسي في منطقة وادي الملوك ومعبد الملكة حتشبسوت في غرب الأقصر، مما يعكس أيضًا عراقة الحرف اليدوية التي لازالت تبهر الباحثين والمهتمين بتاريخ مصر القديم.
- تمثال الألباستر لأمنحتب الثالث يمثل رمزية القوة والسلام في التاريخ المصري
- يستلزم النحت على حجر الألباستر مهارة فائقة وجهدًا مميزًا مقارنة بأنواع الأحجار الأخرى
- ترميم التمثال استغرق سنوات طويلة عبر استخدام أحدث التقنيات والالتزام بالأصول الأثرية
- ارتباط التمثال بمعبد ملايين السنين في البر الغربي يعزز قيمة المنطقة التاريخية في الأقصر
