قلة كلام بعض الأطفال فجأة من الظواهر التي تثير قلق الكثير من الأهالي، فهي قد تشير إلى تغير في مراحل نمو الطفل اللغوي والتواصلي فجأة، رغم تسارعه في البداية. هذا التراجع المفاجئ في قدرة الطفل على استخدام الكلمات أو توضيح نطقه يتطلب فهم أسبابه لمعرفة طريقة التعامل معها بشكل صحيح.
ماهي الأسباب التي تجعل قلة كلام بعض الأطفال فجأة؟
أكد الدكتور علي عادل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أنّ قلة كلام بعض الأطفال فجأة قد تكون مرتبطة بما يُعرف بـ«الحرمان البيئي» أو «الفقر البيئي»، وهو وضع يعاني فيه الطفل من ضعف في المحيط اللغوي والاجتماعي، رغم نموه الطبيعي السابق، نتيجة ظروف بيئية أو اجتماعية تغيرت فجأة. مثل هذه الحالات تؤدي إلى تراجع ملحوظ في قدرة الطفل على الكلام والتواصل، مما يجعل الأهل يبحثون عن السبب وراء هذا التغيير المفاجئ.
العوامل المؤثرة على قلة كلام بعض الأطفال فجأة
تعدّ قلة كلام بعض الأطفال فجأة من المشاكل التي تُعزى في كثير من الأحيان إلى عدة عوامل أساسية، أبرزها التعرض المفرط لشاشات الهواتف المحمولة أو التلفاز، وهذا الأمر يقلل من التفاعل اللفظي والاجتماعي، بحيث يميل الطفل إلى الانعزال أو التراجع في التفاعل مع أقرانه؛ ما ينعكس بشكل مباشر على نشاطه اللغوي. بالإضافة لذلك، توجد أسباب صحية قد تؤدي إلى ضعف سمع الطفل تدريجيًا مثل حساسية الأنف، تضخم اللحمية، أو وجود ارتشاح خلف طبلة الأذن، وكلها تؤثر سلبًا على قدرة الطفل على التفاعل والكلام.
كيفية دعم وتحفيز الطفل لتجاوز قلة كلامه فجأة
يُوصي الأطباء بضرورة دمج الطفل في بيئات اجتماعية مناسبة لعمره، مثل الحضانات ودور اللعب التي تعزز مهارات التواصل والتفاعل، وبالتالي تدعم نمو لغته وتقلل من تأثير العوامل السلبية. كما يجب الحد من استخدام الشاشات الإلكترونية التي تبعد الطفل عن معايشة طبيعته التفاعلية مع محيطه. ينصح باتباع الإجراءات التالية لتحسين وضع الطفل:
- تشجيع الحديث المستمر مع الطفل وتنشيط الحوار بشكل غير قسري
- التأكد من سلامة السمع من خلال الفحوصات الطبية والمتابعة الدورية
- توفير بيئة غنية محفزة تشتمل على اللعب الجماعي والتواصل مع الأطفال في نفس العمر
- تقليل الوقت المخصص للأجهزة الإلكترونية والتركيز على الألعاب التفاعلية
قلة كلام بعض الأطفال فجأة ليست بالضرورة علامة على وجود مشكلة خطيرة، لكنها دعوة للبحث المتأني عن العوامل المسببة، سواء كانت بيئية أو صحية، لمعالجتها بدقة، ما يضمن عودة الطفل إلى نسق نموه اللغوي الطبيعي وممارسة طفولته بحيوية وتفاعل مع العالم من حوله.
