إن علاقة تسلخ الشريان العنقي بالسكتة الدماغية قد تبدأ بألم رقبة بسيط، وهو شعور شائع لدى الكثيرين بسبب وضعيات الجلوس الخاطئة أو الاستخدام المطول للأجهزة الذكية، ورغم أن هذا الألم لا يكون خطيرًا في العادة، إلا أنه قد يتحول إلى مؤشر على حالة طبية طارئة، حيث يعتبر تمزق شرايين الرقبة، أو ما يعرف طبيًا بتسلخ الشريان العنقي، من الأسباب الرئيسية للسكتات الدماغية لدى الأفراد تحت سن الخمسين.
ما هي طبيعة علاقة تسلخ الشريان العنقي بالسكتة الدماغية؟
إن فهم طبيعة علاقة تسلخ الشريان العنقي بالسكتة الدماغية يبدأ من معرفة وظيفة الشرايين العنقية، وهي زوجان من الأوعية الدموية في الرقبة (الشرايين السباتية والفقرية) مسؤولة عن نقل الدم المحمل بالأكسجين إلى الدماغ، ويحدث التسلخ عندما تتمزق البطانة الداخلية لأحد هذه الشرايين؛ مما يسمح للدم بالتسرب بين طبقات جدار الشريان وتكوين جلطة دموية، وهذه الجلطة قد تنمو لتسد الشريان بالكامل أو قد ينفصل جزء منها لينتقل إلى شرايين أصغر داخل الدماغ، وفي كلتا الحالتين، ينقطع تدفق الدم عن جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى سكتة دماغية، وقد زاد الوعي بهذه الحالة الطبية خلال العقدين الماضيين بالتزامن مع ملاحظة ارتفاع معدلات السكتات الدماغية بين فئة الشباب بشكل خاص، مما يسلط الضوء على خطورة تسلخ الشريان العنقي.
أسباب توضح علاقة تسلخ الشريان العنقي بالسكتة الدماغية لدى الشباب
تُلاحظ علاقة تسلخ الشريان العنقي بالسكتة الدماغية بشكل متكرر لدى البالغين الأصغر من خمسين عامًا لسببين أساسيين، الأول يرجع إلى أن نسبة محدودة من الأشخاص يعانون من اضطرابات وراثية كامنة تؤثر على قوة النسيج الضام في أجسامهم؛ وهو ما يجعل شرايينهم أكثر هشاشة وعرضة للتمزق في سن مبكرة، أما السبب الثاني، وربما الأكثر تأثيرًا، فيتعلق بنمط حياة الشباب الأكثر نشاطًا وميلهم لممارسة أنشطة بدنية عنيفة قد تتضمن حركات رقبة مفاجئة أو مفرطة تسبب هذا التمزق، حيث تم تسجيل حالات تسلخ الشريان العنقي بعد ممارسة رفع الأثقال، أو أداء حركات رقص اهتزازية للرأس، وحتى بعض وضعيات اليوجا المتقدمة مثل الوقوف على الكتف إذا لم تُؤدَ بالشكل الصحيح، ورغم ذلك، لا تقتصر الإصابة على الشباب، فقد أظهرت دراسة في مجلة علم الأعصاب أن واحدًا من كل 14 مصابًا كان عمره ستين عامًا أو أكثر.
ممارسات يومية قد تسبب تسلخ الشريان العنقي المؤدي للسكتة الدماغية
هناك العديد من الممارسات التي قد تبدو عادية لكنها تحمل خطر التسبب في تسلخ الشريان العنقي، ومن أبرزها ما يُعرف بـ”متلازمة سكتة صالون التجميل”؛ وهي حالة نادرة تحدث نتيجة فرط تمدد الرقبة عند إمالة الرأس للخلف لغسل الشعر، ولتجنب ذلك يُنصح بطلب وسادة داعمة للرقبة، كما أن إصابات الرقبة الناتجة عن حوادث السيارات تعد سببًا مباشرًا محتملاً، وفي سياق مختلف، قد تسبب حركات الرقبة السريعة والقوية التي يطبقها بعض ممارسي تقويم العمود الفقري، والمعروفة بالعلاج التلاعبي العنقي، حدوث تمزق، وإن كان من غير الواضح تمامًا ما إذا كان العلاج نفسه هو المسبب أم أن الألم الناتج عن تمزق موجود مسبقًا هو ما يدفع الشخص لطلب هذا النوع من العلاج، ما يؤكد أهمية فهم علاقة تسلخ الشريان العنقي بالسكتة الدماغية لاتخاذ الحيطة.
| الشريان المصاب | موقع الألم المميز |
|---|---|
| الشريان السباتي | يمتد على طول جانب الرقبة وصولًا إلى الزاوية الخارجية للعين |
| الشريان الفقري | إحساس بوجود شيء حاد عالق في قاعدة الجمجمة |
يتميز ألم الرقبة الناجم عن تسلخ الشريان العنقي بأنه غير عادي ومستمر، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بصداع حاد، فإذا شعرت بألم من هذا النوع، خصوصًا إذا تزامن مع أعراض أخرى للسكتة الدماغية، يجب طلب المساعدة الطبية فورًا.
- الدوخة أو الدوار الشديد.
- ازدواج الرؤية أو مشاكل بصرية مفاجئة.
- حركات العين المتشنجة اللاإرادية.
- عدم الثبات أثناء المشي أو فقدان التوازن.
- التلعثم أو صعوبة في التحدث.
عند ظهور هذه الأعراض مجتمعة مع ألم الرقبة الحاد، يصبح التوجه إلى أقرب مستشفى أو الاتصال بالإسعاف أمرًا حاسمًا لتقليل الأضرار الناتجة عن السكتة الدماغية المحتملة.
