فيلم فلسطين 36 يفتتح الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية بحضور مخرجته وكامل الباشا كان الحدث الأبرز في افتتاح الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية، حيث عُرض الفيلم وسط تفاعل جماهيري كبير، بحضور المخرجة آن ماري جاسر والنجم الفلسطيني كامل الباشا، ما أضفى على المناسبة طابعًا مميزًا يعكس عمق وجذور العمل السينمائي الفلسطيني الراهن.
تفاصيل عرض فيلم فلسطين 36 في مهرجان أيام قرطاج السينمائية
شهد عرض فيلم فلسطين 36 في افتتاح الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية حضورًا لافتًا من صناع الفيلم وعدد كبير من جمهوره، بينما شهد الغياب الفنان ظافر العابدين والفنانة هيام عباس، اللذين كان من المقرر حضورهما. قدمت المخرجة آن ماري جاسر كلمة عبرت فيها عن مدى سعادتها بالمشاركة، ولاحظت الصدفة التي جمعت بين عنوان الفيلم «فلسطين 36» ورقم الدورة السادسة والثلاثين، معلنة عن «اللقاء الجميل بين الذاكرة والسينما» الذي يجسده هذا التزامن.
تبدأ قصة فيلم فلسطين 36 في عام 1936، في فترة حساسة من التاريخ الفلسطيني حين انطلقت الثورة ضد الحكم البريطاني مع المطالبة بالاستقلال، ويركز الفيلم على شخصية يوسف الذي يتنقل بين قريته ومدينة القدس المتوترة؛ محاولًا البحث عن أفق إنساني ومصير مختلف، في ظل تصاعد الاضطرابات وتزايد الهجرة اليهودية من أوروبا، التي كانت تمر بصعود الفاشية في تلك الأيام.
مسيرة مخرجة فلسطين 36 وتألقها العالمي في السينما الفلسطينية
تأتي أهمية فيلم فلسطين 36 في سياق مسيرة آن ماري جاسر، التي تُعتبر من الأصوات البارزة في السينما الفلسطينية المعاصرة، حيث كتبّت وأخرجت أكثر من ستة عشر عملًا تنوعت بين الوثائقي والروائي، وعُرضت أعمالها في أهم المهرجانات العالمية ككان وبرلين والبندقية وتورونتو، التي شهدت العرض العالمي الأول لهذا الفيلم.
اختير فيلم فلسطين 36 ليمثل فلسطين في الدورة الثامنة والتسعين من جوائز الأوسكار ضمن فئة الفيلم الدولي الطويل، مما يعزز مكانة المخرجة وأهمية إنتاجها الفني في المشهد السينمائي العالمي، علمًا بأن أفلامها الروائية الأربعة السابقة مثّلت فلسطين كذلك في مسابقات الأوسكار بدءًا من «ملح هذا البحر» عام 2007، مرورا بـ«لما شفتك» الحاصل على جائزة أفضل فيلم آسيوي في مهرجان برلين 2012، و«واجب» الذي نال 36 جائزة دولية.
أيام قرطاج السينمائية ودورها في دعم السينما العربية والأفريقية
تُعد الدورة 36 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية من أهم التظاهرات السينمائية في المنطقة، حيث يُعرض خلالها 165 فيلمًا تتوزع بين 96 فيلمًا روائيًا و69 فيلمًا قصيرًا، تمثل 23 دولة، ويشارك 54 منها في المسابقات الرسمية بمختلف فئاتها، على 14 شاشة عرض. وتبرز السينما التونسية بحضور قوي من 46 فيلما، موزعة بين 23 طويلًا و23 قصيرًا.
تضم لجان التحكيم في هذه الدورة خبراء بارزين من السينما العربية والأفريقية والدولية، حيث تترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة المخرجة الفلسطينية نجوى نجار، بينما يرأس لجنة الأفلام الوثائقية الطويلة المخرجة التونسية رجاء عماري، كما يرأس لجنة المسابقات الخاصة بالأفلام القصيرة وقرطاج للسينما الواعدة المخرج والمنتج العراقي حكمت البيضاني.
| لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة | لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة |
|---|---|
| نجوى نجار (رئيسة) | رجاء عماري (رئيسة) |
| جون ميشال فرودون | إليان الراهب |
| لطفي عاشور | لورا نيكولوف |
| لطفي بوشوشي | نادية الكعبي لينكي |
| كانتاراما غاهيغيري | الحسن دياغو |
- 165 فيلمًا يُعرض خلال المهرجان على 14 شاشة
- تنافس 54 فيلما في المسابقات الرسمية
- تمثيل 23 دولة في المهرجان
- 46 فيلمًا تونسياً منها 23 طويلًا و23 قصيرًا
يبرز فيلم فلسطين 36 بقوة في هذا المشهد لغناه التاريخي والإنساني وطريقة عرضه المدروسة، ما يجعله نموذجًا سينمائيًا يمثل تحولات تاريخية عميقة، ويعكس فكرًا سينمائيًا فلسطينيًا معاصرًا نابضًا بالحياة، نجح في جمع رمزية الذكرى مع قوة السرد والتمثيل، ليُثبت حضورًا مبهرًا في أهَم مهرجانات العالم.
