بعد توقف القلب للفنان طارق الأمير عدة مرات، تعرّض لحالة صحية طارئة أثناء تواجده في أحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر، حيث أثارت هذه الأزمة حالة من القلق والحزن بين أسرته ومتابعيه الذين لا يزالون يتذكرون دوره المؤثر في فيلم «عسل أسود». توقف القلب المفاجئ يعد من الحالات الحرجة التي تتطلب مداخلة طبية فورية لإنقاذ الحياة؛ إذ أن أي تأخير في إعادة القلب لوظيفته الطبيعية قد يُسبب أضراراً بالغة في الدماغ، ويصل إلى حد الوفاة إذا تجاوز التوقف ثماني دقائق، ولكن في بعض الحالات يمكن النجاة بفضل الإسعافات السريعة والمتخصصة.
الأعراض الصامتة التي تنذر بتوقف القلب المفاجئ
يركز استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية الدكتور وليد العوضي على ضرورة الانتباه إلى بعض العلامات التي قد تسبق توقف عضلة القلب، ومنها الشعور بحرقان في الصدر أو إحساس بالامتلاء شبيه بعسر الهضم بالإضافة إلى ضيق التنفس والدوخة المستمرة، وهي أعراض صامتة يمكن أن تكون مؤشراً لتدهور الحالة الصحية. لذلك، تُعد معرفة هذه الأعراض خطوة هامة للسيطرة على توقف القلب قبل تفاقمه، إذ يجب التحرك فوراً عند حدوث أي منها لتقديم الإسعافات الضرورية التي قد تنقذ الحياة وتقي من المضاعفات الخطيرة.
فرص النجاة بعد توقف عضلة القلب وتأثير العوامل الطبية
وفقاً للموقع الرسمي للمعاهد الوطنية للصحة الأمريكية، يُعتبر توقف القلب مشكلة طبية رئيسية تثير تحديات كبيرة في مجال العلاج، وقد أظهرت دراسات حديثة أن معدلات البقاء على قيد الحياة بعد توقف القلب لم تتطور بشكل ملحوظ رغم التقدم الطبي الكبير خلال الأربعين عاماً الماضية. سجلت وحدات العناية المركزة انخفاضاً واضحاً في نسب البقاء مقارنة بالمرضى الذين يعانون من توقف القلب خارج المستشفى، خاصة عند توقف القلب المصحوب بنشاط كهربائي غير منتج لنبضات أو انعدام الانقباض العضلي للقلب. وتعتمد توقعات الوفاة خلال الأربع والعشرين ساعة بعد توقف القلب في الوحدة على عوامل مثل نوع التوقف، والنظام القلبي الأصلي، ومدة الإنعاش القلبي الرئوي، بينما يُؤثر العمر ومدة هذا الإنعاش بشكل أكبر في احتمالات النجاة على المدى البعيد.
الخطوات الأساسية للإسعاف والوقاية من توقف القلب المفاجئ
التمكن من معرفة الخطوات الهامة للإسعاف الأولي للحالات التي تعاني من توقف عضلة القلب يعد عاملاً محورياً في زيادة فرص النجاة وتقليل أضرار توقف القلب المفاجئ، ومنها:
- التأكد من سلامة مجرى الهواء والتنفس لدى المصاب
- البدء بالضغط القلبي الرئوي بشكل فوري وبقوة مناسبة حتى وصول المساعدة الطبية المتخصصة
- استخدام جهاز مزيل الرجفان القلبي (Defibrillator) عند توفره لإعادة تنظيم نبضات القلب الكهربائية
- تقديم الدعم الطبي المستمر داخل وحدات العناية المركزة مع مراقبة دقيقة للمريض
| العامل الطبي | التأثير على فرص النجاة |
|---|---|
| نوع توقف القلب | يؤثر بشكل كبير على نتائج العلاج الفوري |
| مدة الإنعاش القلبي الرئوي | كلما كانت أقصر، زادت فرص النجاة |
| العمر | الأصغر سناً يتمتع بنسبة أفضل للنجاة |
يبقى توقف القلب حالة طبية طارئة تتطلب استجابة سريعة ومعرفة دقيقة بالأعراض والعوامل المؤثرة، لتعزيز فرص بقاء المريض على قيد الحياة والحد من المضاعفات. كما أن متابعة الحالة الصحية بانتظام والكشف المبكر عن علامات المرض من شأنه تقليل المخاطر المرتبطة بتوقف القلب المفاجئ، وهو ما ينطبق على جميع الأشخاص، لا سيما أصحاب الأمراض القلبية المزمنة، مفسحاً المجال لتدخلات علاجية فعالة ومبكرة.