ثقة الطفل بنفسه لا تولد معه هبة ثابتة، بل تُبنى تدريجيًا من خلال سلوكياتنا اليومية وتفاعلنا مع مشاعره. كثير من الأباء يخطئون دون قصد بتصرفات بسيطة مثل التقليل من مخاوف الطفل أو إجراء مقارنات مستمرة بين أبنائهم، وهذه الأخطاء تهدد ثقة الطفل بنفسه بهدوء، مما يترك أثرًا سلبيًا يمتد لفترات طويلة في حياته النفسية والاجتماعية.
تجاهل مشاعر الطفل وتأثيره على ثقة الطفل بنفسه
أحد أشهر الأخطاء التي يرتكبها الآباء دون قصد هو التقليل من مشاعر الطفل والسخرية من مخاوفه، معتبرين إياها مسائل بسيطة لا جدوى من الالتفات إليها؛ وهذا السلوك لا يمنح الطفل القوة، لكنه يعزز لديه الشعور بأن مشاعره غير مهمة أو خاطئة، ويعزز الخوف من التعبير عما يشعر به. الطفل في هذه الحالة يتعلم أن يشكك في قدراته وأحاسيسه الذاتية قبل أي شيء آخر، مما يؤثر سلبًا على بناء ثقة الطفل بنفسه ويضعفها تدريجيًا، وفقا لمصادر مثل «the new york times».
المقارنة بين الأطفال وأثرها المدمر على ثقة الطفل بنفسه
المقارنة بين الأبناء من الآفات الشائعة التي يتعرض لها الطفل خلال مراحل نموه، ويرتكبها الآباء دون قصد أحيانًا أثناء تربية أطفالهم. حين يتم تكرار مقارنة طفل بآخر، يُرسل الطفل رسالة مفادها أن هناك من هو أفضل منه، مما يولد مشاعر الدونية وعدم الرضا بالنفس. هذه الممارسة تولد قلقًا دائمًا وتراجعًا في الثقة الذاتية، حيث يبدأ الطفل يشعر بأنه أقل قيمة من أشقائه، ويفقد الدافع لتطوير ذاته بسبب الإحساس المستمر بالفشل وعدم الكفاية.
الإفراط في حماية الطفل وأثره على بناء ثقة الطفل بنفسه
رغبة الأهل في حماية أطفالهم أمر طبيعي، ولكنه يتحول إلى مشكلة عندما يكون هناك إفراط في الحماية، فحجب الطفل عن خوض تجارب واختبار مواقف جديدة يمنعه من تنمية مهاراته وقوته الداخلية. الحرمان من الفرصة لاستكشاف العالم حوله يولّد شعورًا بالعجز وعدم الثقة بالنفس، لأن الطفل يصبح غير قادر على خوض التحديات بنفسه، ويعتمد بشكل مفرط على من حوله. كما أن الانتقاد المستمر والتركيز على الأخطاء بدون تقديم التقدير اللازم عند تحقيق النجاح يتسبب في تآكل ثقة الطفل بنفسه. فالطفل الذي يسمع كثيرًا عن زلاته ويغفل عن الإنجازات، يشعر بأن الفشل جزء من كينونته، وليس مجرد حادثة عابرة تحتاج إلى تجاوز.
- السخرية من مخاوف الطفل تُضعف ثقة الطفل بنفسه
- المقارنات المستمرة بين الأطفال تهدد سلامتهم النفسية
- الإفراط في الحماية يقلل من قدرة الطفل على الاستقلال
- الانتقاد الدائم بدلاً من التشجيع ينعكس سلبيًا على البناء النفسي
- تجاهل النجاحات يقلل من تقدير الطفل لذاته
إنّ إرساء ثقة الطفل بنفسه يحتاج إلى الوعي الكامل بأثر كل تصرف صغير نقوم به. ثقة الطفل بنفسه تتشكل من الاحتضان الإيجابي، والدعم المستمر لتجربته دون تقليل من شأن مشاعره أو فرض مقارنات محبطة عليه. كما يجب منح الطفل حيزًا لاستكشاف ذاته وعالمه من دون حجب أو حماية زائدة، مع توظيف الانتقاد بشكل بناء ومحفّز. بهذه الطريقة فقط تنمو ثقة الطفل بنفسه بشكل صحي ومستدام.
