القبض على صدام حسين في 13 ديسمبر 2003: كيف كشفت المخابرات الأمريكية هويته من خلال استجواب لا يملك غيره إجابة أسئلته

القبض على صدام حسين في 13 ديسمبر 2003: كيف كشفت المخابرات الأمريكية هويته من خلال استجواب لا يملك غيره إجابة أسئلته
القبض على صدام حسين في 13 ديسمبر 2003: كيف كشفت المخابرات الأمريكية هويته من خلال استجواب لا يملك غيره إجابة أسئلته

عملية القبض على صدام حسين في 13 ديسمبر 2003 تظل من أبرز الأحداث التي شهدها العراق منذ الاحتلال الأمريكي، حيث حرصت المخابرات الأمريكية على التأكد من هوية المعتقل عبر استجوابه بأسئلة لا يعرف إجابتها إلا هو، لضمان أن الرجل المقبوض عليه هو الرئيس العراقي بالفعل، قبل الإعلان رسمياً عن نجاح أكبر عملية استهداف قامت بها القوات الأمريكية في البلاد

تفاصيل عملية القبض على صدام حسين وأهمية التأكد من هويته

كانت الساعة السابعة مساءً حين بدأت قوة أمريكية تفاصيل عملية مداهمة للقبض على أهم مستهدف في العراق، وهو صدام حسين، الذي قاد مقاومة سرية ضد الاحتلال الأمريكي منذ أبريل 2003، كما ذكر «جون نكسون» في كتابه «استجواب الرئيس»؛ حيث عمل منذ 1998 محللاً ضمن مجموعة الشأن العراقي، وانتقل في 2003 ليعمل على أرض العراق مباشرة ويشارك في استجواب صدام بعد القبض عليه. العملية انطلقت بعد أن تمكنت القوات الخاصة من اعتقال محمد إبراهيم عمر المسلط، رئيس حراس صدام الشخصيين، الذي حاول في البداية إنكار معرفته بمكان صدام، لكن مكافأة 25 مليون دولار جعلته يكشف الموقع الحقيقي للمخبأ، وهو المزرعة ذاتها التي لجأ إليها صدام عام 1959 عقب محاولة اغتيال الرئيس عبد الكريم قاسم

التشكيك بفكرة شبيه صدام وإجراءات التأكد من هويته

تناولت التحقيقات مع «جون نكسون» مسألة وجود شبيه لصدام، حيث نصحه المسؤولون بضرورة التأكد من أن الرجل المقبوض عليه هو الرئيس الحقيقي، وليس بديلاً يشبهه؛ إذ كان هذا الأمر من الأساطير المزمنة بين أوساط متابعة صدام، وقد قابل نكسون هذه الفكرة بسخرية، وبعد أسابيع من استجوابه لصدام نفسه، سأله عن استخدام بديل، فرد ضاحكاً: «كيف تعرفون أنكم لا تتحدثون مع أحدهم الآن؟ قد أكون أنا البديل وصدام الحقيقي مختبئ» ثم أضاف بثقة: «لا يوجد سوى صدام حسين واحد»، وفي سبيل التأكد طلب منه إعداد قائمة بأسئلة لا يعرف إجابتها إلا صدام، لتقديم الأدلة الواضحة قبل إعلان القبض النهائي، علمًا بأن القوات كانت تنقل الرجل إلى المطار حيث ستتم المصادقة على هويته

استجواب صدام حسين وما كشفه عن واقعة القبض عليه

قاد «نكسون» فريقًا من خمسة أفراد شاركوا في استجواب صدام عبر المترجم، وكانت البداية بسؤال عن آخر مرة رأى فيها ولديه على قيد الحياة، فأبدى صدام استغرابه وسألهم عن انتمائهم، مما أكد سرعة تأقلمه مع وضعه الجديد كأسير. لاحظ نكسون الوشم القبلي على يده اليمنى، وأثر الجرح القديم الذي حدث في محاولة الاغتيال عام 1959، وعندما رفع صدام جلبابه أظهر ساقه اليسرى التي تحمل جروحا وخدوشا ندد بها بسبب المعاملة القاسية التي تلقاها وقت الاعتقال. تجمعت كل الأدلة لهذه هوية الرجل، وعاد نكسون إلى مقر الوكالة في الفجر ليؤكد للقيادة أن صدام حسين قد تم القبض عليه فعليًا، فتم الإعلان الرسمي عن ذلك في 13 ديسمبر 2003

  • تفكيك شبكة الحراسة الخاصة بصدام من خلال اعتقال محمد المسلط
  • التحقق من هويات المشتبه بهم عبر أسئلة سرية لا يعرف إجابتها سواه
  • مواجهة أسطورة وجود بديل عن صدام حسين والتأكد من الواقعية
  • إجراء الاستجواب المباشر لرؤية الجروح والوشوم التي تثبت الهوية
  • نقل صدام جواً للمطار لإتمام الفحص النهائي قبل الإعلان الرسمي
الحدث التاريخ
القبض على صدام حسين 13 ديسمبر 2003
الإعلان الرسمي لواشنطن نفس اليوم

كانت عملية القبض على صدام حسين محاطة بالغموض والشكوك، إلا أن المخابرات الأمريكية استطاعت من خلال خطوات دقيقة وأسئلة سرية بحرية فريدة التأكد من هوية الرجل الذي ظل يقود المقاومة حتى لحظة الاعتقال، لتتحول تلك اللحظة إلى نقطة فارقة في تاريخ العراق الحديث، حيث كشف استجواب صدام عن ردود أفعاله وحقيقته بالرغم من الإذلال الذي تعرض له، مما عاد بالنهاية ليجعل الصورة واضحة أمام العالم بالكامل للتأكيد على نجاح هذه العملية الأكثر أهمية في الحملة الأمريكية بالعراق

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.