ارتفاع استهلاك الكهرباء في الرياض إلى 45% يعزز زيادة فاتورة الكهرباء في السعودية بنسبة 6% خلال 2024

استهلاك الكهرباء في السعودية يتصدر المشهد في 2024 مع تسجيل رقم قياسي بلغ 161.2 ألف جيجاوات ساعة، حيث كانت منطقة الرياض تتصدر القائمة بمفردها مستهلكة 45 ألف جيجاوات ساعة، ما يعادل 28% من إجمالي استهلاك المملكة، ما يعكس تفاوتاً صارخاً بين المناطق المختلفة، وارتفاعاً نسبته 6% في استهلاك الكهرباء مقارنة بعام 2023، الأمر الذي يثقل كاهل الأسر ويوجه الضوء نحو ضرورة اتخاذ خطوات فعالة نحو ترشيد الاستهلاك والبحث عن حلول مستدامة.

التفاوت الحاد في استهلاك الكهرباء بين مناطق السعودية وأسبابه

يشير استهلاك الكهرباء في السعودية لعام 2024 إلى فجوة كبيرة بين المناطق، حيث تمثل الرياض وحدها نسبة ضخمة من الاستهلاك الوطني، مقابل مناطق أخرى مثل الباحة التي سجلت أقل استهلاك بـ1.43 ألف جيجاوات ساعة، أي أقل بحوالي 30 مرة، لكنهم يدفعون ذات التعرفة الكهربائية، ما يطرح تساؤلات حول العدالة في توزع الأعباء المالية على المواطنين. يعود هذا التفاوت إلى عدة عوامل، منها الفروقات الجغرافية، الاقتصادية، وكثافة السكان، إضافة إلى افتقار 54% من الأسر لعزل حراري فعال، كما تروي أم سارة من الرياض التي ارتفعت فاتورتها فجأة من 600 إلى 800 ريال. أكد المهندس أحمد الغامدي، خبير الطاقة في وزارة الطاقة، أن هذا الارتفاع في استهلاك الكهرباء طبيعي نتيجة ازدياد المشاريع الإسكانية وتحسن الأوضاع الاقتصادية، لكن التفاوت الجغرافي يظل القضية الأبرز التي تحتاج معالجة.

ارتفاع فاتورة الكهرباء وتأثيره على الأسر السعودية في 2024

مع ارتفاع استهلاك الكهرباء في السعودية بنسبة 6% خلال 2024، تتزايد الضغوط على ميزانيات الأسر وسط حالة تضخم متزايدة. تعتمد غالبيتها على الكهرباء في التبريد والتدفئة، وفي الوقت نفسه، تعاني ملايين المنازل من عدم وجود عزل حراري يحد من فقد الطاقة، ما يؤدي إلى ارتفاع غير متوقع في الفواتير. تعكس هذه الزيادة مشكلة على مستوى السياسات، حيث أن 91.5% من الأسر مهتمة بترشيد الاستهلاك، لكن نسبة قليلة فقط تفكر جدياً في التحول للطاقة الشمسية البديلة بنسبة 40.8%، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تحفيزات وبرامج توعوية لتعزيز اعتماد مصادر الطاقة المتجددة وتحديث البنية التحتية المنزلية للحد من الهدر.

خطوات مهمة لترشيد استهلاك الكهرباء وتحقيق الاستدامة في السعودية

تقف المملكة اليوم أمام مفترق طرق مهم لكبح ارتفاع استهلاك الكهرباء، حيث تحقق تغطية شاملة لخدمات الكهرباء ومعتمدة بنسبة 86.4% من المساكن على الغاز للطبخ، لكن الحاجة أصبحت ملحة لتطوير برامج كفاءة الطاقة التي تعتمد على:

• تركيب العزل الحراري في المنازل للحد من فقد البرودة والحرارة
• التحول لاستخدام الطاقة الشمسية كحل بديل ومستدام
• تغيير عادات الاستهلاك اليومي وتجنب الاستهلاك غير الضروري

يعتبر تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمواطنين ضرورياً لمواجهة هذا التحدي، ولضمان أن تتحول فواتير الكهرباء من عبء إلى رمز لاستدامة الطاقة وتحقيق رفاهية حقيقية لجميع أبناء المملكة.