الإرهاق عند تغير الطقس: كيف تؤثر تقلبات الحرارة والهرمونات على جسمك وعقلك

الإرهاق عند تغير الطقس: كيف تؤثر تقلبات الحرارة والهرمونات على جسمك وعقلك
الإرهاق عند تغير الطقس: كيف تؤثر تقلبات الحرارة والهرمونات على جسمك وعقلك

شعور بالإرهاق عند تغير الطقس هو حالة يعاني منها الكثير من الناس، وهي ليست مجرد انزعاج نفسي عابر؛ بل تعود لأسباب علمية تتعلق بكيفية تكيف الجسم مع المتغيرات البيئية والحرارية المختلفة، مما يؤثر على وظائفه الحيوية وطريقة استجابته للتغيرات في درجات الحرارة والضوء.

كيف يؤثر تغير الطقس على الجسم ويسبب شعور الإرهاق؟

تشير الأبحاث إلى أن تغير درجات الحرارة يقوم بتعديل الدورة الدموية ودرجة حرارة الجسم الداخلية، ففي حالة الانتقال من بيئة دافئة إلى أخرى باردة، يحدث انقباض في الأوعية الدموية بالأطراف، مما يقلل تدفق الدم ويسبب شعورًا بالخمول والبرد. وعلى العكس، يؤدي الطقس الحار إلى توسع الأوعية الدموية وفقدان السوائل بسبب التعرق المفرط، ما يسبب جفاف الجسم ويؤثر سلبًا على مستويات الطاقة، مما يزيد من إحساس التعب والإرهاق. وبحسب الدكتورة إيناس علي، استشاري الصحة النفسية، فإن انخفاض ضوء الشمس في فصل الشتاء، خصوصًا في الأيام الغائمة، يؤدي إلى اضطراب إنتاج الميلاتونين والسيروتونين، وهما الهرمونان المسؤولان عن النوم والمزاج، ما يجعل الأشخاص يشعرون بالخمول، في حين أن طول ساعات النهار في الصيف قد يؤثر على جودة النوم بشكل سلبي.

التغيرات الهرمونية وتأثيرها على المزاج خلال تغير الطقس

تلعب التغيرات في مستويات هرموني السيروتونين والميلاتونين دورًا أساسيًا في شعور الإنسان بالإرهاق خلال اختلافات الطقس؛ إذ ينخفض السيروتونين في الأيام الغائمة، مما يعزز الشعور بالخمول، بينما يزداد إنتاج الميلاتونين في الطقس المظلم أو البارد، ما يحث الجسم على النوم ويزيد التعب الجسدي والعقلي. لهذا السبب، يصبح الطقس الملبد بالغيوم أو المنخفض درجات حرارته أكثر تأثيرًا وإرهاقًا على البعض، ويجعلهم أكثر عرضة للشعور بالخمول والتعب المزمن.

طرق فعالة للتعامل مع شعور الإرهاق عند تغير الطقس

يمكن التخفيف من آثار الإرهاق الناتج عن تغير الطقس باتباع مجموعة من الإجراءات التي توازن حالة الجسم وتساعده على التأقلم مع التغيرات، مثل:

  • الترطيب المستمر: يساعد شرب المياه بانتظام في تعويض السوائل المفقودة وتنظيم درجة حرارة الجسم، مما يقلل من الشعور بالتعب.
  • النشاط البدني: ممارسة التمارين الخفيفة أو المشي يحسن الدورة الدموية ويحافظ على مستويات الطاقة مرتفعة.
  • اختيار الملابس المناسبة: ارتداء ملابس دافئة أو متعددة الطبقات يسهل التكيف مع تغير درجات الحرارة ويحد من التعب.
  • النوم المنتظم: الحصول على ساعات كافية من النوم يعزز قدرة الجسم على مقاومة إرهاق الطقس والتقلبات البيولوجية.
  • التعرض للضوء الطبيعي: يساعد التعرض لأشعة الشمس في ضبط الساعة البيولوجية وتنشيط الدماغ والجسم.

هذه الخطوات البسيطة تساهم في التكيف السريع مع تغيرات الطقس والحد من أعراض الخمول والإرهاق المرتبطة بها، مما يحافظ على نشاط الجسم وقوته.

الإرهاق المرتبط بتغير الطقس ليس مجرد حالة عابرة، بل هو تعبير طبيعي عن التفاعل العصبي والهرموني لجسم الإنسان مع البيئة المحيطة، ويختلف تأثيره باختلاف درجة الحرارة، وشدة الضوء، والاستعداد النفسي لكل فرد؛ ولهذا السبب ينصح بالحرص على اتباع أساليب تساعد الجسم على التكيف ويقينًا ستشعر بالفرق في مستويات نشاطك طوال اليوم.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.