فن التشكيلي عند «ناجي» السبّعيني يحوّل الوحدة والألم إلى ملاذ روحي وواجهة إبداع مستمرة

فن التشكيلي عند «ناجي» السبّعيني يحوّل الوحدة والألم إلى ملاذ روحي وواجهة إبداع مستمرة
فن التشكيلي عند «ناجي» السبّعيني يحوّل الوحدة والألم إلى ملاذ روحي وواجهة إبداع مستمرة

موهبة فنان تشكيلي في السبعين من عمره، تحولت لدى ناجي عفيفي إلى نافذة يهرب من خلالها من وحدة الحياة ومعاناتها، حيث يمسك بريشته في ساعات الليل المتأخرة ليعبّر عن مشاعره ويبرز إبداعه في الرسم الذي اكتشفه بعد أن تجاوز السبعين من عمره؛ وتعكس لوحاته تعبيرًا فنيًا نادرًا أضاء بيته القديم المتهالك في منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة.

ناجي بين بائع مناديل وفنان تشكيلي يعكس معاناة السبعينيات

يبدأ ناجي يومه بعد الظهيرة عند الساعة الثانية عشرة، متجهًا إلى منطقة مصر الجديدة ليبيع أوراق الآيات القرآنية والمناديل الورقية التي تكاد تكون مصدر رزقه الوحيد، ويعود مساءً متعبًا من مشقة السير؛ ومع ذلك، لا يفارقه شغف الفن التشكيلي، حيث يبدأ بالرسم ليلاً ليبوح بما يعانيه، فقد عايش الوحدة وفقد زوجته ولم يُرزق بأبناء، مما دفعه للاجتماع مع ألوانه وفرشاته للتخلص من العناء، مستعيدًا طاقته الإبداعية التي منحته إياها القدر حديثًا منذ حوالي ست سنوات، ولاقى عمله الفني إعجاب الجميع ممن شاهدوه.

قبل التحوّل إلى الفن التشكيلي، عمل ناجي لسنوات طويلة في تصميم موديلات الأحذية، لكن حادثاً سيرياً قبل عشرين عاماً حرمه من القدرة على الاستمرار في هذا المجال، وسط وفاة زوجته التي أعمقت محنته؛ ولطالما كان عكازه ولوحاته رفيقه الدائم في مواجهة حياة الوحدة.

رحلة تدشين معارض ناجي في أتليه القاهرة ودوره في الفن التشكيلي

نجح ناجي في إقامة خمسة معارض فنية داخل أتيليه القاهرة، جذب من خلالها الزوار والسياح الأجانب الذين اندهشوا من موهبته واهتموا بشراء لوحاته، مما أعطاه شعورًا بالإنجاز والتقدير؛ لكن حالة الركود أعقبت انتهاء تلك الفعاليات، وتوقفت مبيعاته، حيث يكشف الرجل العجوز عن معاناته المالية التي تمنعه من تحمل تكلفة المعارض الجديدة، ويصف حاليًا دخله بالكاد يكفي لنفقات أكله وعلاجه في ظل إعاقته.

قبل شهرين، نصحه أصدقاؤه بإنشاء صفحة على موقع فيسبوك لعرض أعماله فهو قرر تنفيذ ذلك، وبدأ يحصل على بعض المشترين رغم قلّة الطلب، مما يعد بالنسبة له أملًا في استمرار ممارسة الفن التشكيلي والاستفادة من موهبته.

كيفية دعم فنان تشكيلي مسن وتحقيق استمراريته الفنية

دعم فنان تشكيلي في مثل حالة ناجي يتطلب خطوات عملية ومساندة مجتمعية للفنانين المسنين الذين يعبرون عن تجارب حياتهم بالفن؛ يمكن التركيز على:

  • توفير منصات عرض دائمة وميسرة التكلفة لبيع أعمالهم الفنية
  • إنشاء حملات ومبادرات لتعريف المجتمع بموهبتهم وتشجيع الشراء
  • تقديم الدعم المالي والطبي اللازم للفنانين المعاقين أو من ذوي الدخل المحدود
  • تشجيع التفاعل المجتمعي وتدريبهم على استثمار وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة مبيعاتهم

ويوضح الجدول التالي مقارنة توضح أبرز التحديات التي يواجهها ناجي مقابل الحلول المقترحة:

التحدي الحل
تكلفة المعارض مرتفعة إقامة معارض إلكترونية ومنصات بيع رقمية
وحدة وافتقاد الدعم تنظيم فعاليات مجتمعية تزيد التفاعل والتأييد
عجز جسدي بسبب الحادث الدعم الطبي وتوفير وسائل مساعدة للرسم
قلة المبيعات رغم الجودة تسويق مستمر عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية

هذا المسار الذي يسير فيه ناجي يعكس كيف أن الفن التشكيلي يمكن أن يكون علاجًا وعشقًا يستمر رغم الأزمات، ويُبرهن على قدرة الإنسان على تحويل الألم إلى إبداع يُلامس الحسّ الإنساني ويشدّ القلوب إلى عالم من الألوان والخيال العميق.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.