موضوع خطبة الجمعة اليوم 12 ديسمبر 2025 بعنوان «التطرف ليس في التدين فقط» يعكس أهمية التوعية بخطورة التعصب بجميع أشكاله، خصوصًا التعصب الرياضي، حيث يمثل هذا السلوك الانحرافي تهديدًا للتوازن الاجتماعي والإنساني، ويستوجب منا فهم جذوره ومحاولة معالجته بحكمة ووعي. موعد أذان الظهر اليوم الجمعة في عدة محافظات يوضح الجدول التالي:
| المدينة | موعد أذان الظهر |
|---|---|
| القاهرة | 11:49 صباحاً |
| شرم الشيخ | 11:37 صباحاً |
| الغردقة | 11:38 صباحاً |
| الإسكندرية | 11:54 صباحاً |
أثر التطرف ليس في التدين فقط بل في جوانب الحياة كافة
الحمد لله الذي فطر الكون في كمال عظمته، وأنزل كلمته على أنبيائه بأحكام واضحة، نحمده على نعمة الإسلام الذي جاء بالدعوة إلى الوسطية والاعتدال، ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. إن التطرف ظاهرة ليست مرتبطة فقط بالنصوص الشرعية بل هي انحراف في السلوك وفقدان للبوصلة العقلية والقيمية، تظهر حين يغيب الاعتدال وتشوه الموازين، فتتجلى في كل مكان؛ من العبادة إلى الحياة الاجتماعية وحتى الملاعب الرياضية والخلافات الشخصية والعائلية. هذا الانحراف يجعل من الاختلاف تفة خصومة، ومن الرأي المختلف سم زعاف، فالتطرف مرض يعصف بالعقول ويفسد البصيرة، فجعلنا الله من المعتدلين القائمين على العدل، مستندين إلى قول الحق: ﴿وكذٰلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا﴾. وإن منهج نبينا الكريم ينهى عن الغلو ويرتضي الاعتدال، مستضيء بنور الوحي الذي حض على حفظ الذات والعقل والروح، مؤكداً دخول الإنسان في ميزان الخير حين يمشي على النهج القويم، كما وصف الله عباد الرحمن بأنهم: ﴿والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذٰلك قواما﴾.
التطرف الرياضي وأضراره على المجتمع
لقد بات التطرف الرياضي ظاهرة واضحة، تتجسد في سلوكيات متطرفة وعصبية مفرطة تتخطى جميع الحدود الإسلامية والأخلاقية، فتصل إلى السخرية والتنابز بالألقاب وإطلاق عبارات السب والشتائم، بل وأحيانًا تتطور إلى اشتباكات جسدية تخرج الرياضة من إطارها النبيل كفن تنافسي نبيل. المؤمن الواعي يعرف أن حفظ اللسان وصون الكرامات جزء أصيل من عقيدته، فلا تجوز المبالغة في التعصب الرياضي الذي يقود إلى فقدان الأخلاق والمبادئ، وقد قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسىٰ أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسىٰ أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولٰئك هم الظالمون﴾. لذا يجب أن يدرك الشباب أن الرياضة ليست ميدانًا للتنازع والبغضاء بل فرصة للتلاقي والتنافس الشريف بما يرسخ روح الأخوة والتسامح في القلوب.
الوسطية في مواجهة التطرف الرياضي وغير الرياضي
من الضروري أن نغرس في نفوس شباب الأمة أن روح الشريعة الإسلامية تقوم على المحبة والوئام، فهي تحث على ما يربط القلوب ويقوي أواصر المحبة بين أفراد المجتمع، وتدين كل ما يثير النزاعات ويفسد العلاقات الاجتماعية، داعية إلى الوحدة ونبذ العصبية والفرقة. لا بد من تذكير الجميع بأن محبة الرياضة لا تعني تجاوز حدود الشرع والآداب، فالرياضة مرآة للأخلاق، والتعصب الرياضي يفضح معدن النفوس ويعرّي العقل، والعلاج يبدأ بضبط الألسنة، واحترام المنافس، وتعميق الوعي بأبعاد الرياضة كفن وبناء للجسد والروح. فما يقيس فضل الإنسان وتفاضله هو التقوى والأخلاق الحميدة لا التهويد الأعمى أو انتماءات زائلة، قال تعالى: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين﴾.
- احترام الآخرين في ميادين الحياة المختلفة
- الابتعاد عن التعصب بجميع أشكاله
- اتخاذ الاعتدال منهجًا في السلوك والتميز الشخصي
- تعميق الوعي الديني بثقافة الوسطية والرحمة
