أوروبا تواجه خطر الكارثة النووية بعد الهجوم الروسي على تشيرنوبيل، الذي أعاد إلى الواجهة مخاوف الحرب العالمية الثالثة وأثار انذارات دولية حول تدهور السلامة النووية بعد عقود من كارثة 1986، في ظل تحذيرات من تعرض ملايين المدنيين لخطر الإشعاع نتيجة الأضرار التي لحقت بالمحطة الحيوية.
بعد الهجوم الروسي على تشيرنوبيل: ذاكرة كارثة 1986 تعود بقوة
يُعيد الهجوم الروسي على تشيرنوبيل إلى الأذهان كارثة 1986 النووية التي شهدها العالم، والتي خلفت أثارا إشعاعية واسعة النطاق امتدت لآلاف الكيلومترات في الأراضي الأوكرانية والروسية، وما تبعها من نزوح ملايين السكان قسريًا. تعرضت المحطة لهجوم في فبراير العام الماضي بواسطة طائرات مسيرة مفخخة، مما أثر سلبًا على الهيكل الخارجي لما يعرف بالاحتواء الآمن الجديد (NSC)، المصمم لضمان الاحتواء الفعال للنشاط الإشعاعي للمفاعل المدمر، دون حدوث تسرب إشعاعي مباشر فور الهجوم، إلا أن هذا الحادث ترك المحطة دون وظائف سلامة حيوية. تعكس هذه التطورات تصاعد الخطر النووي، وسط تبادل الاتهامات بين أوكرانيا وروسيا بشأن مسؤولية السيطرة والإدارة، مع بقاء إدارة المحطة تحت إشراف السلطات الأوكرانية.
تدهور الوضع الأمني في محطة تشيرنوبيل بعد الهجوم الروسي
تشير بشكل واضح الحالة الأمنية للمحطة النووية بعد الهجوم إلى خسارة فعالية وظائف السلامة الأساسية، رغم الإبلاغ عن تفتيش لم يسجل أضرارًا دائمة في هيكل الاحتواء أو أنظمة المراقبة. وصف رافائيل جروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحالة بأنها تتطلب جهودًا عاجلة لاستعادة الهيكل بشكل كامل، حيث تم تنفيذ إصلاحات جزئية مؤقتة على السقف فقط، مما يجعل المحطة عرضة لأي تدهور مستقبلي قد يشكل تهديدًا محتملاً بكارثة نووية أخرى. يعكس هذا الموقف حاجة ملحة للحفاظ على السلامة النووية طويلة الأمد، والتعامل مع الفجوات الأمنية التي خلفها الهجوم.
توصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحد من مخاطر السلامة النووية في تشيرنوبيل
قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجموعة من الإجراءات العاجلة لضمان الحد من المخاطر الناجمة عن تدهور السلامة النووية في تشيرنوبيل، وهي:
- استمرار أعمال الصيانة والبنية التحتية، مع التركيز على السيطرة على الرطوبة وتنفيذ برامج مراقبة التآكل الحديثة
- تحديث النظام الآلي للمراقبة في المنطقة المحمية فوق المفاعل لضمان مراقبة دقيقة مستمرة
- التخطيط لإصلاحات مؤقتة إضافية خلال عام 2026 لدعم استعادة وظائف الاحتواء، تمهيدًا لعمليات ترميم شاملة عقب انتهاء النزاع العسكري القائم
تهدف هذه الخطوات إلى منع أي تسرب إشعاعي محتمل، وتوفير الوقت الكافي للسلطات الأوكرانية والدولية للحفاظ على استقرار الوضع الأمني بعيدًا عن مخاطر كارثية على السكان المحيطين.
تداعيات الهجوم الروسي على تشيرنوبيل وخطورة الأزمة النووية على أوروبا والعالم
يتجاوز تأثير الهجوم على تشيرنوبيل كونه حادثًا محليًا، ليشكل تهديدًا استراتيجيًا وأمنيًا عالميا، إذ يمكن لأي حادث إشعاعي جديد أن يؤدي إلى انتشار الغبار النووي عبر الحدود الأوروبية، مما يشكل تحديات جسيمة على الصحة العامة، الأمن الغذائي، والبيئة. يحذر الخبراء من أن أي تصعيد عسكري حول المحطات النووية، مع استمرار التوتر بين روسيا وأوروبا، قد يؤدي إلى أزمة نووية أوسع وأشد خطرًا من كارثة تشيرنوبيل لعام 1986. وهذا التصعيد قد يفتح المجال أمام عواقب كارثية غير مسبوقة تزيد من احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة يُخشى تداعياتها على السلم العالمي ومصير البشرية.
