كروموسوم «Y» المسبب في تناقص الذكور على الأرض يضع جنس الرجال أمام تهديد الانقراض

كروموسوم «Y» المسبب في تناقص الذكور على الأرض يضع جنس الرجال أمام تهديد الانقراض
كروموسوم «Y» المسبب في تناقص الذكور على الأرض يضع جنس الرجال أمام تهديد الانقراض

الاختفاء المحتمل للكروموسوم Y وتأثيره على الرجال هو موضوع شغل اهتمام العلماء بشدة في السنوات الأخيرة؛ حيث أظهرت دراسات أن كروموسوم Y، المسؤول الرئيسي عن تحديد الجنس الذكري، فقد معظم جيناته الأصلية على مدى ملايين السنين، مما يثير التساؤلات حول مستقبل الرجال ودور هذا الكروموسوم الحيوي. لكن الموقف ليس كما تصورته بعض وسائل الإعلام، إذ يحمل العلم تفاصيل أكثر تعقيدًا.

أحدث تصريحات الباحثة حول اختفاء كروموسوم Y وتأثيره على الرجال

توضح عالمة الأحياء التطورية جيني غريفز أن فكرة انقراض الرجال خلال ملايين السنوات القادمة تبالغ فيها التوقعات، مؤكدة أن البشر المعاصرين ظهروا منذ 100 ألف عام فقط، وأن النجاة من التحديات الحالية هي الأهم. أما فقدان كروموسوم Y فيُعد ظاهرة بطيئة وعبر فترات زمنية طويلة وغير محسومة بدقة، ويشير ذلك إلى أن المسألة ليست انقراض الرجال فورًا، بل ربما تغييرات تطورية مستمرة على مدى بعيد.

هل اختفاء كروموسوم Y يعني اختفاء الرجال من على الكوكب؟

ظهور فقدان جينات أو كروموسوم Y حدث فعليًا في عدة أنواع من الحيوانات دون أن تختفي الذكور، مثل فأر الخلد الذي فقد كروموسوم Y بالكامل، حيث حلت جينات أخرى على كروموسومات مختلفة مكانه لأداء وظيفة تحديد الجنس؛ وكذلك الحال في الجرذان الشوكية اليابانية التي استبدلت كروموسوم Y بنسخة جديدة تقوم بنفس الدور. وتشير غريفز إلى أن الطفرات أو المتغيرات الجديدة التي تؤدي عملًا أفضل من كروموسوم Y قد تتطور سريعًا، وربما حدثت بالفعل، إلا أن دراسات الجينات لا تركز عادة على هذه التفاصيل المتعلقة بتحديد الجنس، مما يجعل اكتشافها صعبًا.

الصراع العلمي بشأن مستقبل كروموسوم Y وتصريحاته حول الرجال

تتناقض وجهتا نظر بارزتان في المجتمع العلمي حول مستقبل كروموسوم Y:

  • رؤية جيني غريفز: تؤكد أن كروموسوم Y ما زال يتدهور، واستبداله بجين آخر أو كروموسوم جديد هو أمر محتمل في المستقبل القريب نسبيًا.
  • رؤية جين هيوز من معهد MIT: ترى أن كروموسوم Y مستقر منذ ملايين السنين، وأن الجينات المتبقية عليه تقوم بوظائف حيوية لا يمكن فقدانها بسهولة، والضغط التطوري يحافظ عليها.

هيوز تعتقد أن فقدان جينات كروموسوم Y تم بشكل سريع في مراحله الأولى، ورغم ذلك فإن وجود هذه الجينات المهمة يشير إلى استقرار طويل الأمد؛ لكن غريفز تؤكد أن استدامة هذه الجينات لا تعني عدم إمكانية استبدالها في المستقبل المنظور.

لماذا ينخفض عدد جينات كروموسوم Y وكيف يؤثر ذلك على الرجال؟

تشير الدراسات إلى أن كروموسومَي X وY كانا متطابقين قبل نحو 200 مليون عام ويحويان حوالي 800 جين، إلا أن كروموسوم Y انفصل وتخصص في تحديد الجنس الذكري، ما جعله يتوقف عن تبادل الجينات مع كروموسوم X؛ ونتيجة هذا التوقف، فقد Y معظم محتواه الجيني، بينما ظل كروموسوم X ثابتًا بفضل عمليات إعادة التركيب الجيني لدى الإناث. واليوم، يمثل ما تبقى من كروموسوم Y حوالي 3% فقط من الجينات الأصلية، وهو ما يوضح سبب تعرض الرجال لمخاطر محتملة، لكنه ليس قريبًا من الانقراض الحتمي.

الكروموسوم عدد الجينات الأصلي النسبة الحالية من الجينات المتبقية
كروموسوم X 800 جين 94%
كروموسوم Y 800 جين 3%

هل يمكن اعتبار اختفاء كروموسوم Y ونهاية الرجال أمرًا وشيكًا؟

تعترف جيني غريفز بأن التقديرات التي تقول باختفاء كروموسوم Y خلال 6 ملايين عام هي تقريبية وغير دقيقة، وتصف هذه العملية بأنها “تتراوح بين الحدوث والجمود”، بينما يرى آخرون أن التدهور قد توقف ويعيش الكروموسوم فترة مستقرة طويلة تمتد لملايين السنين؛ لكنها تؤكد أنه لا يوجد سبب يجعل هذا التدهور يتوقف تمامًا يومًا ما، مشددة على أن السؤال المركزي “ليس هل سينقرض كروموسوم Y” بل “متى يحدث ذلك”.

هذه التفاصيل تظهر أن موضوع اختفاء كروموسوم Y وتأثيره على الرجال معقد ويتضمن عوامل تطورية متعددة؛ ومع استمرار الأبحاث، تبقى المعرفة حول مستقبل الجينات والكروموسومات مفتوحة للتطور.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.