عادة الجلوس الطويل أمام الشاشات يؤثر على نمو الأطفال بشكل مباشر مما يجعل من الضروري توخي الحذر حول هذه العادة التي يمارسها الكثير من الأطفال يوميًا دون وعي من الأهل، إذ تؤثر هذه السلوكيات على نموهم الجسدي والعقلي، خصوصًا مع الانشغالات الكثيرة التي تواجه الأمهات في حياتهن اليومية.
تأثير عادة الجلوس الطويل أمام الشاشات الإلكترونية على نمو الأطفال
تُعد عادة الجلوس الطويل أمام الشاشات الإلكترونية من العوامل التي تهدد تطور دماغ الطفل خاصة في سنواته الأولى، حيث ينصح خبراء الصحة مثل منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم تعريض الرضع تحت عمر السنتين لأي نوع من الشاشات؛ أما الأطفال من عامين إلى خمسة أعوام فيجب ألا تتجاوز مدة استخدامهم الساعة يوميًا فقط، وذلك لحماية نمو دماغهم بشكل سليم. تشير الأبحاث إلى أن التعرض المفرط لهذه الشاشات يؤدي إلى تأخر في مهارات الكلام، وضعف في التركيز، وانخفاض الذكاء العاطفي والاجتماعي عند الأطفال، إلى جانب اضطرابات النوم التي تؤثر سلبًا على صحتهم العامة. يحتاج دماغ الطفل في هذه المرحلة إلى التفاعل الحي مع البيئة المحيطة من خلال الحركة واللعب والاستماع إلى الأهل، فذلك يُعزز نمو الروابط العصبية بشكل طبيعي وسليم.
كيف تؤثر عادة الجلوس الطويل أمام الشاشات الإلكترونية على التواصل الاجتماعي للطفل؟
يعتبر التواصل الاجتماعي من العناصر الأساسية لنمو الأطفال؛ فالجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية يقلل من فرص التفاعل المباشر مع الأسرة والأقران، مما يؤدي إلى ضعف المهارات الاجتماعية والذكاء العاطفي لديهم. عندما يقضي الطفل وقتًا طويلاً أمام الهاتف أو الأجهزة اللوحية أو التلفاز، تتراجع فرصه في تطوير مهارات اللغة، والتعبير، والتفاعل، وهذا ينعكس على النمو العقلي والنفسي. من الضروري تشجيع الأطفال على المشاركة في أنشطة تفاعلية خارج العالم الرقمي مثل اللعب الجماعي والحديث مع الوالدين وأفراد الأسرة، لما لذلك من دور جوهري في بناء شخصياتهم وتعزيز ذكائهم الاجتماعي.
تأثير عدم النوم الكافي على نمو الأطفال المرتبط بالجلوس الطويل أمام الشاشات الإلكترونية
قلة ساعات النوم تعتبر أيضًا من العادات السلبية التي تؤثر على نمو الطفل، حيث يحتاج الطفل إلى نوم يتراوح عادة بين 12 و15 ساعة يوميًا لضمان النمو الصحي والسليم؛ ويؤدي الاستخدام المكثف للشاشات الإلكترونية، خاصة قبل النوم، إلى اضطرابات في جودة النوم وتجعله أقل عمقًا. يؤثر هذا الحرمان من النوم على مزاج الطفل وقدرته على التركيز والانتباه خلال يومه، ما يجعله أكثر عرضة للتشتت والانزعاج. لذلك، من الضروري وضع جدول زمني منظم للنوم مع تحديد وقت خالٍ من الشاشات لحماية نوم الطفل وضمان حصوله على الراحة الكافية التي يحتاجها لنمو دماغه وتطوره السليم.
- تحديد مدة زمنية لا تتجاوز الساعة اليومية لتعرض الأطفال للشاشات
- تشجيع اللعب التفاعلي والحركي لتعزيز التطور العقلي
- تنظيم مواعيد النوم بحيث تضمن من 12 إلى 15 ساعة نوم يوميًا
- توفير بيئة خالية من الشاشات قبل النوم بساعتين على الأقل
| العمر | المدة المسموحة للجلوس أمام الشاشات |
|---|---|
| أقل من 2 سنة | عدم التعرض للشاشات تمامًا |
| من 2 إلى 5 سنوات | ساعة واحدة يوميًا كحد أقصى |
