مليون موظف يمني يتسلمون أول راتب بعد 9 سنوات توقف وتأثيره على تحسين ظروف الحياة اليومية

مليون موظف يمني يتسلمون أول راتب بعد 9 سنوات توقف وتأثيره على تحسين ظروف الحياة اليومية
مليون موظف يمني يتسلمون أول راتب بعد 9 سنوات توقف وتأثيره على تحسين ظروف الحياة اليومية

مليون موظف يمني يتجهون لاستخدام مكاتب البريد لاستلام أول راتب بعد تسع سنوات من الانقطاع، في خطوة تاريخية قد تنهي معاناة استمرت 3,287 يوماً، وهي فترة طويلة تجاوزت كل التوقعات وعمقت أزمات ملايين الأسر التي تعتمد بشكل رئيسي على الرواتب الحكومية كمصدر دخل أساسي. في مشهد يمزج الألم بالأمل، تنتظر الوجوه اليمنية المرهقة فرصة لاستعادة جزء من كرامتها الإنسانية التي ضاعت طيلة هذه السنوات.

توزيع الرواتب عبر البريد: مبادرة تكسر صمت 3,287 يوماً من الانتظار

توزيع الرواتب عبر البريد جاء كخيار ذكي في ظل انهيار النظام المصرفي اليمني منذ 2015، ليستعيد أكثر من مليون موظف يمني حقهم المسلوب بعد سنوات من الصراعات التي أثرت سلباً على البنية الاقتصادية والدخل الشهري للأسر. طوابير طويلة أمام مكاتب البريد، وأصوات الأمل ترتفع في أجواء الصبر والتحدي، ففي صنعاء، على سبيل المثال، نافست المعاناة دفء الصباح البارد حيث وقفت فاطمة الشامي، وهي ممرضة تبلغ من العمر 38 عاماً، في الصف تتلألأ عيناها بفرصة استعادة الأمل الذي كاد أن يموت، بينما تقف خلفها أم سارة المعلمة التي باعت ذهب زفافها لتوفر قوت أولادها تعيش قصة معاناة مشابهة تعبر عن الواقع المرير لأكثر من 70% من الأسر اليمنية التي تعتمد على الراتب الحكومي كأساس لاستمرار حياتها.

الأرقام والمشاهد الحية تعكس مأساة استمرت لأكثر من 3,287 يوماً

الحقيقة الصادمة تكمن في أن عدد الموظفين المتضررين يفوق تعداد بعض الدول الصغيرة، وهو مليون موظف مباشر يشكلون شريان الحياة لملايين الأسر، وتعكس هذه الأرقام حجم المعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي دامت حتى تدخل البريد كوسيلة لإعادة إحياء الراتب المفقود. يقول الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الحكيمي: “إن استخدام البريد لتوزيع الرواتب يُعد خطوة ذكية لتخفيف العبء على النظام المصرفي المهترئ، لكن الأمن الحقيقي يكمن في استمرار هذه المبادرة لضمان الاستدامة المالية.” داخل الصفوف، تتكرر قصص تعكس مدى الفقر والتعب، حيث أحمد المؤيد، مدرس وابن لأربعة أطفال، يصف الراتب الحالي بأنه “سيشتري لهم الخبز لشهر كامل”، فيما يعبر خالد المطري، الأب لسبعة أطفال، عن شعوره المتجدد بالكرامة لأول مرة منذ سنوات طويلة. أما عبدالله الزيدي، الموظف البريدي الشاب، فيرصد بعيون دامعة فرحة الموظفين التي جرت بعفوية بمجرد الإعلان عن بدء صرف الرواتب.

عدد الموظفين المستفيدين مدة انقطاع الرواتب (بالأيام) نسبة الأسر المعتمدة على الراتب الحكومي
أكثر من 1,000,000 3,287 70%

تحديات وحذر من استدامة صرف الرواتب عبر البريد

أما على الجانب الآخر، فيحذر خبراء الاقتصاد من أن هذه الخطوة قد تبقى نقطة بداية صغيرة وسط بحر الأزمة الاقتصادية الشاملة التي ترزح تحتها اليمن، فقد يكون الأسوأ إذا توقف البرنامج فجأة ما يعيد حالة اليأس المزمنة إلى الملايين، في حين يحمل السيناريو الأفضل وعداً بتوسع البرنامج ليشمل كافة الموظفين بما يهيئ لمستقبل أكثر استقراراً. يبقى السؤال الأكبر: هل تساعد هذه المبادرة على استمرار حياة عائلات تبلغ عددها الملايين، فتتحول إلى نقطة تحوّل حقيقية في المشهد الاقتصادي، أم أنها مجرد نجاح عابر سيختفي سريعاً وسط الظروف السياسية والمالية المعقدة؟ الإرادة السياسية وضمان التدفق المستمر للسيولة هما مفتاح هذه المأساة، وإلا فالأزمات القادمة ستكون أشد قسوة على الجميع.

  • مليون موظف يواجهون تحدي استلام الرواتب بعد 9 سنوات
  • استخدام مكاتب البريد كخطوة مبتكرة لتوزيع الرواتب
  • معاناة ملايين الأسر المنهكة بسبب توقف الرواتب
  • تحذير الخبراء من توقف البرامج وتأثيره السلبي
  • دور الإرادة السياسية في ضمان استدامة صرف الرواتب

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.