تتصاعد المخاوف في بريطانيا بسبب انتشار الإنفلونزا القاتلة وسط دعوات لإعادة ارتداء الكمامات كإجراء وقائي، ما أثار جدلاً واسعًا حول عودة الجائحة وإجراءات الصحة العامة المتبعة. هذا الجدل الصحي والسياسي يحيط بسلالة شديدة الخطورة من الإنفلونزا، مما يضع البلاد أمام تحديات كبيرة تستوجب الانتباه والحذر.
الجدل السياسي حول إعادة ارتداء الكمامات والحالة الصحية في بريطانيا
في بريطانيا، أثار إعلان المسؤولين الصحيين ضرورة ارتداء الكمامات من جديد جدلاً محتدمًا؛ حيث حثت السلطات العاملين المصابين بالسعال والعطس على ارتداء الكمامة أو البقاء في المنزل لوقف انتشار الإنفلونزا السريعة. دانيال إلكيليس، المدير التنفيذي لخدمات الـNHS، شدد على أهمية إعادة تطبيق إجراءات مكافحة العدوى التي كانت معمولاً بها خلال جائحة كوفيد، مشيرًا إلى انتشار سلالة خطيرة من الإنفلونزا وصلت قبل موعدها المعتاد في ظروف مثالية للانتشار، ما أدى إلى إغلاق بعض المدارس. على الجانب الآخر، أبدت كيمي بادينوتش، زعيمة حزب المحافظين، قلقها من احتمالية فرض الكمامات، مشيرة إلى أنها قد تعيق التفاعل الاجتماعي ووصفت فرض الكمامات بأنه غير ضروري، معتبرة أن الأفراد قادرون على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم مع التركيز على أن المرضى الحقيقيين يجب أن يتجنبوا استخدام وسائل النقل العامة. كذلك شهد النقاش مواقف نقدية من نايجل فاراج وزعيم حزب إصلاح المملكة المتحدة، واعتبر ارتداء الكمامات «هراءً»، بينما تساءل السير جاكوب ريس موغ عن الأدلة العلمية التي تدعم فرض الكمامات، خاصة وأن فعاليتها كانت محل شك سابقًا.
تفاصيل السلالة القاتلة المسيطرة على بريطانيا وتأثيرها الصحي
تنتشر في إنجلترا سلالة متحورة من الإنفلونزا A(H3N2) المعروفة بـ«الإنفلونزا الفائقة»، التي أسفرت عن ارتفاع قياسي في أعداد المصابين والمُعالَجين في المستشفيات، وسط توقعات بأن يتم تسجيل أعلى معدلات انتشار خلال أيام قليلة. ورغم ذلك، تؤكد بيانات وكالة الأمن الصحي البريطانية أن لقاح الإنفلونزا لهذا العام يقدم حماية جيدة ضد هذه السلالة. بالإضافة إلى ذلك، أوضح دانيال إلكيليس أن الطقس الدافئ والرطب يساهم في سهولة انتقال الفيروس، داعيًا إلى العودة لإتباع الإجراءات الصحية المُتبعة خلال جائحة كوفيد، وأكد على ضرورة ارتداء الكمامة لمن يعاني أعراض السعال أو العطس عندما يتواجد في الأماكن العامة حتى وإن لم يكن المرض بحده الذي يستدعي البقاء في المنزل. وأكد أن هذه السلالة شديدة الخطورة وتنتشر بسرعة كبيرة بين الناس، مما يُبرز ضرورة الحرص على الالتزام بالتدابير الوقائية.
الإرشادات الحكومية ودور اللقاح في مواجهة انتشار الإنفلونزا
أكدت الحكومة البريطانية على أن هناك إرشادات طويلة الأمد للاستجابة لأمراض الشتاء التي تشمل التدابير التي يمكن للناس اتباعها للحد من انتشار الإنفلونزا، مشددة على أن هذه الإرشادات ليست تعليمات جديدة أو إلزامية، بل توصيات تهدف إلى حماية المجتمع. وأبرزت الحكومة أهمية اللقاح كأفضل وسيلة دفاعية للوقاية من الإنفلونزا. وفي ظل تصاعد أعداد المصابين، أصبحت الالتزام بالإجراءات الوقائية أمرًا حيويًا لتقليل الضغط على المستشفيات والحد من تفشي المرض.
- ضرورة ارتداء الكمامات عند ظهور أعراض السعال أو العطس
- البقاء في المنزل في حالة المرض الشديد
- تشجيع تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمي لتعزيز المناعة
- اتباع الإرشادات الحكومية الوقائية باستمرار