في أقل من 72 ساعة، 13 مليون مقيم في السعودية يواجهون خطر الترحيل بسبب نظام العقوبات الجديد الذي أعلنت عنه الجوازات، حيث يُفرض غرامة مالية تبدأ من 500 ريال وتتدرج حتى الترحيل النهائي، وهو الأمر الذي يثير القلق والخوف بين آلاف الأسر والعاملين بالداخل. هذا النظام الحاسم يستهدف مراقبة انتهاء إقامة المقيمين بشكل صارم، ما يجعل الجميع في حالة ترقب مستمرة تحيط بها مخاوف فقدان العمل والعيش بكرامة داخل المملكة.
نظام العقوبات الجديد وتأثيره على 13 مليون مقيم في السعودية
أطلقت المديرية العامة للجوازات نظام العقوبات الذي يُعد من الأكثر صرامة في تاريخ المملكة، حيث تبدأ العقوبة بالغرامة المالية 500 ريال عند المخالفة الأولى؛ قيمة تعادل خُمس راتب العامل العادي الذي يعيل أسرته، وتتضاعف الغرامة إلى 1000 ريال في المخالفة الثانية، أما الثالثة فتعني الترحيل الفوري بلا استثناء مهما طالت مدة إقامة الموظف داخل البلاد. أحمد المصري، عامل بناء أربعيني، يروي معاناته أثناء محاولته تجديد رخصة القيادة وصدوره نبأ انتهاء الإقامة فجأة، معتبراً أن هذه الغرامة تهدد توفير لقمة أبنائه اليومية، فيما يؤكد المحامي عبدالرحمن الإدريسي أن هذا النظام يشكل صدمة كبرى للعائلات التي تكافح للوقوف على قدميها.
رؤية السعودية 2030 ودور نظام “3 فرص” في محاربة الفوضى وتأمين المجتمع
يحمل هذا النظام الجديد بصمة رؤية السعودية 2030 التي تستهدف تحقيق نظام قانوني صارم يحكم مملكة المستقبل بلا تساهل مع مخالفات الإقامة، حيث يكشف خبير الهجرة الدكتور محمد العتيبي أن النظام يذكر بقوانين الهجرة الأمريكية الصارمة في عهد الرئيس ترامب لكنه أكثر سرعة وحزماً في التطبيق داخل المملكة. المفارقة واضحة عبر منح مهلة 60 يوماً للقطاع الحكومي مقابل 3 أيام فقط للقطاع الخاص لإكمال الإجراءات، مؤشراً على من تحميه الدولة ومن تستهدفه بالعقوبات. وفي ظل هذه الرؤية، تعيش الكثير من الأسر قصصاً مأساوية، مثل سارة الفلبينية التي قضت 15 عاماً في خدمة عائلة سعودية، والتي تجد نفسها مهددة بفقدان كل شيء بينما تعمل المستشار القانوني د. فاطمة على تقديم خدمات طوارئ قانونية للمقيمين المستغيثين طوال الساعة.
التأثير الاجتماعي والإنساني لنظام 3 فرص على المقيمين
الوضع الراهن يترجم إلى مشاهد إنسانية مؤلمة تقف خلفها مخاوف متصاعدة لدى نحو 13 مليون مقيم، تعكسها طوابير الانتظار الطويلة أمام مراكز الجوازات، وتكرار التنبيهات الحمراء عبر تطبيق “أبشر”، ما يحول حياة الكثيرين إلى كابوس حقيقي. أبو سعد، سائق تاكسي من باكستان، شهد العديد من اللحظات الحزينة في المطار حين عائلات كاملة تنهار بالبكاء ويطلب الأطفال تفسير سبب هذا الاضطرار للرحيل. النظام لا يسمح بأي استثناءات أو تأجيلات، حيث تتوالى العقوبات حتى النهاية التي تعني فقدان المقيم لوظيفته واستقراره. من هنا، تكمن أهمية مراجعة الوثائق الشخصية وتفعيل التنبيهات عبر التطبيقات الرسمية لتجنب الوقوع في شرك هذا النظام، وسط حالة من التوتر التي تجمع بين الخوف والحيرة حول المستقبل.
- الغرامة عند المخالفة الأولى: 500 ريال
- المخالفة الثانية: 1000 ريال
- المخالفة الثالثة: الترحيل النهائي
- مهلة القطاع الحكومي: 60 يوماً
- مهلة القطاع الخاص: 3 أيام فقط
| نوع العقوبة | التفاصيل |
|---|---|
| المخالفة الأولى | غرامة مالية قدرها 500 ريال |
| المخالفة الثانية | غرامة مالية قدرها 1000 ريال |
| المخالفة الثالثة | الترحيل النهائي بلا استثناء |
كما أن واقع هذا النظام يفرض السير بحذر شديد؛ فمحمد الخطيب، المهندس المصري الذي خدم 12 عاماً في بناء مدن الرياض، وجد نفسه محاصراً بالوقت حين انتهت إقامته أثناء محاولته السفر لزيارة والده المحتضر، مما يؤكد أن 72 ساعة تقع كحكم قاسٍ لا يرحم أحداً. التأهب ومراقبة مواعيد الوثائق باتا ضروريتين لكل مقيم يعيش على هذه الأرض، لأن المملكة الجديدة صاغت معايير صارمة لا تعرف التساهل أو التأجيل في مواجهة مخالفات نظام الإقامة.