سعر الجنيه السوداني شهد حالة من الاستقرار أمام الدولار خلال تعاملات بنك السودان المركزي يوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، مسجلاً توازنًا ملحوظًا في السوق لتعكس حركة العملة الوطنية وضعًا اقتصاديًا متأرجحًا، مع متابعة دقيقة لقيمته عالمياً ومحلياً. نستعرض فيما يلي تفاصيل سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار، وتاريخه، وآثاره على الاقتصاد الوطني.
سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار في بنك السودان المركزي اليوم
استقر سعر الجنيه السوداني أمام الدولار في بنك السودان المركزي عند مستويات محددة خلال ختام التعاملات الحالية، حيث بلغ سعر الشراء نحو 445.39 جنيهاً، فيما سجل سعر البيع 448.73 جنيهاً، في مشهد يعكس تمسك البنك المركزي بسعر الصرف وترسيخ الاستقرار النقدي. هذا التوازن يشير إلى جهد مراقبة مستمر وحذر من قبل السلطات المالية للحفاظ على قيمة العملة السودانية في وجه التحديات الاقتصادية.
تعرف على الجنيه السوداني تاريخيًا وفئات العملة المتداولة
يُعد الجنيه السوداني العملة الرسمية لجمهورية السودان، ويرمز له بالرمز SDG، ويصدره بنك السودان المركزي وهو المعتمد في كافة المعاملات المالية داخل البلاد. يعود تاريخ الجنيه السوداني إلى عام 1956، عقب استقلال السودان عن الحكم الثنائي المصري البريطاني، حينما استبدل الجنيه السوداني الأول بالجنيه المصري المُتداول سابقاً. في عام 1992، تم استبدال الجنيه بالدينار السوداني بسبب موجة تضخم حادة، لكنه عاد مجدداً عام 2007 بعد السلام الشامل ليحمل اسم “الجنيه السوداني الجديد” (SDG). طوال هذه السنوات، واجه الجنيه تقلبات في قيمته نتيجة لأوضاع اقتصادية وسياسية متشابكة، أبرزها فقدان إيرادات النفط بعد انفصال جنوب السودان عام 2011.
للفئات النقدية الورقية والمعدنية أهمية كبرى في تداول العملة، حيث يصدر بنك السودان المركزي الأوراق النقدية بتصاميم مستوحاة من التراث والمعالم الوطنية، أهمها:
- 10 جنيهات (أخضر) تُجسد مناظر زراعية ورموز إنتاجية
- 20 جنيهاً (أزرق) تعكس الصناعات الوطنية
- 50 جنيهاً (بنفسجي) تتناول مشاهد التنمية والبنية التحتية
- 100 جنيه (أحمر) تبرز شخصيات وطنية ورموز تاريخية
- 200 جنيه (أصفر) تمثل الاقتصاد والنهضة الحديثة
- 500 جنيه (بني) أكبر فئة نقدية حالياً وترمز للوحدة الوطنية والتقدم
أما العملات المعدنية فتتوفر بفئات جنيه، 2 جنيه، و5 جنيهات، وتحمل رموزاً وطنية مثل شعار السودان “الصقر الجريح” وأشكال من التراث الزراعي والحيواني، حيث ينقسم الجنيه إلى 100 قرش.
دور سعر الجنيه السوداني في الاقتصاد الوطني والتحديات التي تواجهه
يمثل سعر الجنيه السوداني مرآة حقيقية للواقع الاقتصادي والسياسي في السودان، إذ تأثر خلال العقود الماضية بتحولات كبرى وأحداث مفصلية. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية المتواصلة، خاصة التضخم وتراجع الصادرات والاعتماد الكبير على إيرادات الذهب والزراعة والثروة الحيوانية، يظل البنك المركزي يبذل جهوداً مكثفة لتطبيق سياسات نقدية تسعى إلى تثبيت سعر الجنيه وتحسين ثقة المواطنين والمستثمرين في النظام المالي.
تعتمد الخرائط الاقتصادية السودانية بشكل كبير على تنمية موارد الزراعة والثروة الحيوانية إلى جانب جذب الاستثمارات الأجنبية لتحقيق نمو مستدام، ما ينعكس إيجاباً على سعر الجنيه السوداني ويحقق له مزيداً من الاستقرار.
| عامل | تأثير على سعر الجنيه السوداني |
|---|---|
| تقلب أسعار النفط | تأثير سلبي بفقدان الإيرادات |
| انفصال جنوب السودان 2011 | فقدان جزء كبير من عائدات النفط |
| التضخم الاقتصادي | هبوط قيمة العملة |
| الجهود الحكومية | محاولة لرفع الثقة واستقرار العملة |
يبقى الجنيه السوداني أكثر من مجرد وسيلة للتداول والتبادل الاقتصادي، فهو رمز وطني يعكس مسيرة السودان وطموحات شعبه التي تتعاظم مع كل تحدٍ يواجه البلاد، حيث يتجسد فيه إرادة الصمود والنهوض نحو مستقبل أكثر استقراراً واقتصاداً أقوى.
