ما السبب الحقيقي وراء الـ 40 دقيقة في مكالمات ترامب؟

ما السبب الحقيقي وراء الـ 40 دقيقة في مكالمات ترامب؟
ما السبب الحقيقي وراء الـ 40 دقيقة في مكالمات ترامب؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعقد مكالمات هاتفية مع قادة دول مختلفة، يلتزم معظمها بمدة 40 دقيقة، مما يثير تساؤلات حول سر تحديد هذه المدة، هل هو بروتوكول محدد أم مرتبط بمدى تعقيد الملفات المطروحة للنقاش، علماً بأن مدة بعض المكالمات كانت أطول أو أقصر، مثل المكالمة التي استغرقت 90 دقيقة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وأخرى أقل من 15 دقيقة مع رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، وذلك ضمن تنسيق دقيق يشمل جلسات إحاطة ومسؤولين متعددين لإطلاع ترامب على جميع التفاصيل قبل إجراء المكالمة.

سر تحديد فترة المكالمات الهاتفية للرئيس ترامب مع القادة العالميين

تثير المكالمات الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اهتمام المتابعين، خاصة تحديد معظمها لمدة 40 دقيقة بدقة مع قادة مثل فلاديمير بوتين، كير ستارمر، فريديريش ميرتس، فولوديمير زيلينسكي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وبنيامين نتانياهو؛ ما يطرح تساؤلات عن سبب هذه الدقة الزمنية في المكالمات الهاتفية للرئيس ترامب مع القادة العالميين، وهل يعكس بروتوكولاً رسمياً يتبع داخل البيت الأبيض، أم يرتبط بطبيعة الملفات والقضايا التي يتم بحثها خلال هذه الاتصالات. واستثناءً، جاءت مكالمته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ التي استغرقت وقتاً أطول، محددة بـ90 دقيقة، مما يدل على أن المدة قد تختلف حسب حجم الملفات.

قبل أي مكالمة مع قادة أجانب، يتم عقد جلسات إحاطة يشارك فيها مسؤولون من مناصب مختلفة، لتزويد الرئيس بكل التفاصيل المتعلقة بموضوع الاتصال، ما يعكس دقة الاستعداد وتنظيم الوقت في المكالمات الهاتفية للرئيس ترامب مع القادة العالميين، ويؤكد حرصه على الاستفادة القصوى من الوقت المحدد.

آلية إجراء المكالمات الهاتفية للرئيس ترامب في البيت الأبيض

وفقاً لموقع «يو إس إيه توداي» الأمريكي، فإن تقاليد البيت الأبيض تفرض وجود مسؤولين من مجلس الأمن القومي إلى جانب الرئيس خلال أي مكالمة هاتفية، حيث يُحضر دائماً اثنان على الأقل لدعم الرئيس ترامب أثناء المكالمات؛ بالإضافة إلى تواجد مسؤولين في غرفة مجاورة للبيت الأبيض يتولون مهمة الاستماع وتدوين الملاحظات بدقة، وتحضير ما يُعرف بـ«مذكرة محادثة هاتفية» لتوثيق تفاصيل الاتصال.

منذ توليه الرئاسة، يعتمد ترامب على دعم فريق متنوع الخبرات لتزويده بالمستجدات بشكل سريع وقبل إجراء المكالمات، بما يضمن نجاح التواصل وفاعلية النقاشات، وهذا الأسلوب يعكس كيف تُدار المكالمات الهاتفية للرئيس ترامب مع القادة العالميين ضمن منظومة منظمة تتحكم بدقة في الوقت والمضمون.

أبرز المكالمات الهاتفية للرئيس ترامب وتأثيرها على العلاقات الدولية

شهدت المكالمات الهاتفية للرئيس ترامب مع القادة العالميين عدة لقاءات إلكترونية مبنية على المحاور السياسية والأمنية والاقتصادية؛ فعلى سبيل المثال، أجرى مكالمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريديريش ميرتس استغرقت 40 دقيقة، لبحث إمكانية إحراز تقدم في الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، وذلك بعد اجتماع القادة الأوروبيين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن.

أما في 19 أغسطس، أجرت مكالمة بُنيت على الصراحة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استمرت 40 دقيقة، حيث أطلع ترامب بوتين على محادثاته مع القادة الأوروبيين، ولم يخفِ نيته ترتيب لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي. في يوليو، ناقش ترامب وزيلينسكي خلال مكالمة ذات نفس المدة ملفات أمنية، ومنها الأسلحة الأمريكية المزمع إرسالها لأوكرانيا.

كما اتصل ترامب ببنيامين نتانياهو، وأبلغ من خلالها أن الولايات المتحدة قدمت عرضاً معقولاً لطهران في ملف البرنامج النووي الإيراني، وكان الحوار أيضاً لمدة 40 دقيقة، فيما تلقى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اتصالاً متفقاً مع ترامب على تعزيز التعاون في مكافحة الجريمة المنظمة خلال نفس المدة الزمنية.

في المقابل، كانت المكالمة مع نيكولاس مادورو قصيرة للغاية، أقل من 15 دقيقة، حيث رفض ترامب معظم طلبات مادورو وأبلغه بموعد مغادرته فنزويلا.

الزعيم مدة المكالمة موضوع النقاش
شي جين بينغ (الصين) 90 دقيقة الحرب في أوكرانيا، الصادرات الزراعية
فلاديمير بوتين (روسيا) 40 دقيقة الحوار الأوروبي-الأوكراني، اللقاء المرتقب بين بوتين وزيلينسكي
نيكولاس مادورو (فنزويلا) أقل من 15 دقيقة رفض الطلبات، الإجلاء من فنزويلا
  • جلسات إحاطة مفصلة قبل كل مكالمة
  • وجود مسؤولين من مجلس الأمن القومي بجانب ترامب
  • توثيق المحادثات عبر مذكّرات خاصة
  • تنويع مدة المكالمات حسب المواضيع والقادة

تكشف المكالمات الهاتفية للرئيس ترامب مع القادة العالميين عن نظام عمل دقيق يوازن بين السياسة والوقت، إذ يحرص ترامب على إدارة الوقت بحنكة لضبط النقاشات ضمن أطر زمنية محددة تكفل تغطية القضايا الجوهرية، مع استثناءات تدل على أهمية بعض الملفات؛ وهو أسلوب يعكس تجربة متزايدة في التعامل مع الملفات الدولية المعقدة وتنسيق التواصل بين اللاعبين الرئيسيين على الساحة العالمية.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.