تشهد باكستان عودة قوية للشركات إلى سوق الأسهم، مع تسارع موجة الصعود التي جذبت أعداداً كبيرة من المستثمرين الأفراد، مما يمهد لعام 2026 الذي يتوقع أن يكون استثنائيًا في الاكتتابات العامة، وفقًا لتقارير مصرفية ووكالة بلومبرج الشهيرة، ما يعكس تحولات إيجابية في المشهد المالي والاقتصادي للبلاد.
ارتفاع مكاسب الأسهم الباكستانية وتوقعات الاكتتابات العامة
سجل مؤشر “كيه إس إي-100” مكاسب تجاوزت 47% خلال العام الحالي، ليصبح من بين أفضل المؤشرات أداء حول العالم، مدعومًا بزيادة المناخ الإيجابي والثقة لدى المستثمرين المحليين، مما مدد السوق الصاعدة للعام الثالث على التوالي، وحقق التقييمات مستوى قريب من متوسطها طويل الأجل، مما يهيئ البيئة المناسبة لعودة قوية للاكتتابات العامة. كشف شاهيد علي حبيب، الرئيس التنفيذي لبنك “عارف حبيب”، عن جاذبية التقييمات الحالية للأسهم كفرصة لاستقطاب رأس مال جديد، مشيرًا إلى أن استقرار الروبية الباكستانية وأسعار الفائدة المواتية تضيف ديناميكية قوية لأسواق رأس المال، مع توقع البنك إدارة ما يصل إلى ثمانية اكتتابات عامة بحلول يونيو المقبل.
الطرح الأولي للاكتتابات العامة في باكستان خلال 2026
تتجه بعض الشركات إلى السوق المالية لجمع الأموال تمويلًا لخطط توسيع الطاقة الإنتاجية، في ظل توقعات بنمو اقتصادي متصاعد، وتشمل هذه الطروحات شركات من قطاعات متنوعة كالسِلع الاستهلاكية، الصناعات الدوائية، وصناعة السيارات وغيرها. يشير نشاط بنك الاستثمار “كيه تريد سيكيوريتيز” إلى إدارة اكتتابات عامة لـ6 شركات خلال النصف الأول من العام، بينما تستعد “جيه إس جلوبال كابيتال” لإدراج عدد مماثل في العام المقبل، وفقًا لخليل عثماني الرئيس التنفيذي. من أبرز هذه الاكتتابات المتوقعة شركة “سيرفس لونغ مارش تايرز”، مشروع مشترك مع شركة صينية تستهدف جمع 6.5 مليار روبية باكستانية بحلول أبريل المقبل، وهو ما قد يصنفها كأكبر اكتتاب عام بالبلاد منذ سنوات. كذلك، تخطط شركة “سراف” الناشئة في توريد السلع الأساسية لطرح أسهمها للاكتتاب، بعدما جمعت 1.5 مليار روبية عبر برنامج تمويل في 2024، فضلاً عن رغبة “ماتكو فودز” في فصل وحدة “فلك فودز” لطرح أسهمها.
نمو نشاط السوق الأولية وثقة المستثمرين في باكستان
مع ارتفاع أسعار الأسهم بأكثر من أربعة أضعاف خلال الثلاث سنوات الماضية، ظلت سوق الاكتتابات الأولية شبه متوقفة، إلا أن زيادة ثقة المستثمرين الأفراد أحدثت تحولاً تدريجيًا في هذا الاتجاه، مما وفر السيولة الضرورية للشركات الراغبة في الخوض بسوق الطروحات العامة. تعددت المؤشرات الدالة على هذا النشاط، حيث طبق “توبلاين سيكيوريتيز” تسجيل فتح 36 ألف حساب تداول جديد في الربع المنتهي سبتمبر، مقارنة بـ23.6 ألف حساب في الربع السابق، كما ارتفع متوسط قيمة التداول اليومية في بورصة باكستان ليبلغ 200 مليون دولار في أكتوبر — الأعلى منذ 2017. يرى عمر صلاح أحمد، العضو المنتدب في “كيه تريد”، أن عام 2026 سيكون عامًا قياسيًا للاكتتابات العامة، مع جاذبية التقييمات بما يكفي لرفع حماسة المساهمين والبدء في إدراج شركاتهم.
| المؤشر | القيمة الحالية |
|---|---|
| ارتفاع مؤشر كي إس إي-100 | 47% (سنة 2025) |
| عدد الحسابات الجديدة المفتوحة (ربع ثالث 2025) | 36 ألف حساب |
| متوسط التداول اليومي في البورصة (أكتوبر 2025) | 200 مليون دولار |
| عدد الطروحات المتوقعة حتى يونيو 2026 | 16 طرحاً عاماً (8 منها عند بنك عارف حبيب) |
يلعب التحسن الاقتصادي في باكستان دورًا محوريًا في هذه الانتعاشة، حيث استعادت الدولة عافيتها بعد اقترابها من التخلف عن سداد ديونها في 2023، ورفعت وكالتا تقييم الائتمان “ستاندرد أند بورز جلوبال” و”فيتش” تصنيفاتها، مع دعم مستمر من الحكومة وبرنامج صندوق النقد الدولي بقيادة رئيس الوزراء شهباز شريف. تُضاف إلى ذلك الجهود المستمرة التي يقودها المشير آصف منير، الشخصية الأقوى في البلاد، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة، حيث يُنظر إلى دوره المستمر حتى 2030 كعامل استقرار إضافي يدعم ثقة المستثمرين ويُعزز الأسواق المالية.
- عودة قوية للشركات إلى سوق الأسهم باكستان
- توقع تحقيق عام 2026 رقماً قياسياً في الاكتتابات العامة
- ارتفاع ملحوظ في حجم التداول وفتح حسابات جديدة
- تحسن التصنيف الائتماني ودعم الإصلاحات الاقتصادية
- مبادرات لتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد
أسهم هذا المناخ المالي المتجدد في تعزيز نشاط السوق وتوفير فرص تمويل ثمينة للشركات، ما يعكس ديناميكية متجددة واستثمارات واعدة تسهم بنمو مستدام لسوق الأسهم الباكستانية.