الزلازل في اليابان: كيف تمكنت الدولة من تفادي الوفيات رغم قوة الهزة الأكبر منذ 2011؟

الزلازل في اليابان: كيف تمكنت الدولة من تفادي الوفيات رغم قوة الهزة الأكبر منذ 2011؟
الزلازل في اليابان: كيف تمكنت الدولة من تفادي الوفيات رغم قوة الهزة الأكبر منذ 2011؟

زلزال اليابان القوي الذي بلغ 7.5 درجات على مقياس ريختر أثار حيرة العالم بفضل صمود المباني وعدم تسجيل أي وفيات، مما يعكس تفوق اليابان في مواجهة الكوارث الطبيعية؛ إذ ما يزال سر قدرة اليابان على تحمل مثل هذه الهزات دون خسائر بشرية وأضرار جسيمة محط اهتمام عالمي.

أسباب غياب الخسائر البشرية في زلزال اليابان الأخير

يعتبر هذا الزلزال الأشد منذ كارثة تسونامي عام 2011، حيث رافقه تحذيرات من احتمال حدوث موجات تسونامي مع ظهور العديد من الهزات الارتدادية، مما دفع السلطات اليابانية إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى، وبالرغم من قسوة الزلزال إلا أن الأضرار ظلت محدودة والإصابات لم تتجاوز 33 حالة دون تسجيل أي حالات وفاة، وهذا الوضع يسلط الضوء على المعايير الهندسية الصارمة التي تعتمدها اليابان في مقاومة الزلازل، كما ذكرت وكالة «رويترز»؛ فسر القدرة الفائقة لمقاومة المباني يعود إلى تطبيق أكواد بناء متطورة وذكية تفرضها الحكومة بصرامة، مما جعل البلاد نموذجًا يحتذى في هندسة مقاومة الزلازل.

تقنيات اليابان المتقدمة في مقاومة زلزال اليابان

تختلف اليابان عن باقي الدول في اعتمادها على تقنيات حديثة توفر مرونة للبناء بدلاً من الهياكل الصلبة التقليدية، فتستخدم قواعد عزل المباني عن الأرض بواسطة محامل مطاطية وأنظمة تخميد وامتصاص؛ بالإضافة إلى الهياكل الخرسانية المحوسبة التي تزيد من مقاومة الهزات الزلزالية وتخفف من آثارها، هذه الابتكارات أوجدت معيارًا جديدًا للأمان في المناطق الزلزالية على مستوى العالم، ويشير لوبكوفسكي، المتخصص في الزلازل بجامعة كوليدج لندن، إلى أهمية تصميم المبنى بشكل منتظم بتماثل الارتفاعات والمسافات بين الأعمدة لتحسين الأداء أثناء وقوع الزلازل.

تحديات وابتكارات في دمج مقاومة الزلازل مع التصميم المعماري

غالبًا ما تتداخل متطلبات مقاومة الزلازل مع الرؤى الإبداعية للمهندسين المعماريين، مما يولد توترات بين تخصصات الهندسة، ويشرح نوريهيرو إيجيري، المدير التنفيذي لشركة إيجيري في طوكيو، أن المهندسين المعماريين في اليابان يتلقون تدريبات حول الزلازل مما يسهل الحوار الفعّال بينهم وبين المهندسين الإنشائيين، ويسلط ساتو، أستاذ الهندسة الإنشائية بجامعة طوكيو، الضوء على الطرق التي يعتمدها لدمج عناصر المقاومة ضمن التصميم بدون الإخلال بالجمالية، مثال ذلك تصميمه لهياكل شفافة وشبكية توزع القوى وتمنع انبعاج الدعامات مما يقوي المبنى.

  • استخدام محامل مطاطية لعزل المباني عن اهتزازات الأرض
  • تطبيق أنظمة تخميد وامتصاص الطاقات الزلزالية
  • تصاميم معمارية متناغمة تجمع بين المقاومة والابتكار الجمالي
  • الهياكل الشبكية التي توزع وتحمل القوى الزلزالية ضمن المبنى
الخاصية التأثير في مقاومة الزلزال
التصميم المنتظم للمبنى تحسين توزيع القوى وتقليل الضرر
الهياكل الشفافة دمج المقاومة دون التضحية بالتصميم الجمالي
استخدام محامل مطاطية عزل المبنى وامتصاص الاهتزازات

تجسّد تجربة اليابان في مقاومة الزلازل نموذجا يجمع بين العلم والهندسة والتصميم، حيث تؤكد قدرة بناء المنازل اليابانية على الصمود أمام أقوى الزلازل بشكل متكرر على أهمية الاستراتيجية الشاملة المتبعة، والتي تعتمد على تطبيق أفضل المعايير واحتضان الابتكارات الهندسية، ليظل آمان السكان هدفًا حيويًا ومتقدمًا ضمن أولويات تخطيطها العمراني.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.