العملية العسكرية الخاصة التي أعلنتها روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين ستستمر دون توقف حتى تحقيق أهدافها النهائية، مع التأكيد بأن دونباس جزء لا يتجزأ من الأراضي الروسية وفقًا للحقائق التاريخية، وهو ما يشكل نقطة محورية في سياق النزاع الحالي بين الروس والأوكرانيين.
تأكيد بوتين على استمرار العملية العسكرية الخاصة حتى تحقيق الأهداف
أكد بوتين خلال اجتماع مجلس تنمية المجتمع المدني وحقوق الإنسان الروسي، ووفقًا لما نقلته وكالة “سبوتنك”، أن العملية العسكرية الخاصة التي تخوضها روسيا لن تنتهي إلا بتحقيق جميع أهدافها المحددة دون استثناء، مسلطًا الضوء على أن هذه المسألة تحمل أهمية استراتيجية كبرى. أوضح بوتين أن هذه الأراضي وخاصة منطقة دونباس تمثل جزءًا تاريخيًا من روسيا منذ تأسيسها، مما يبرر التصرفات الروسية ضمن سياق استعادة ما يُعتبر من الحقوق التاريخية التي يجب الدفاع عنها، مؤكدًا أن التصعيد العسكري جاء كرد فعل حتمي على انقلاب وقع في أوكرانيا، مما أجبر روسيا على استخدام القوة مجبرين بهدف إنهاء النزاع.
الدوافع التاريخية والجيوسياسية لروسيا في دونباس
أكد بوتين أن دونباس ليست مجرد منطقة نزاع عادية، بل هي جزء أصيل من روسيا تأصلت فيه الروابط التاريخية والسياسية منذ زمن طويل؛ مشيرًا إلى أن موسكو تراها أراضيها بحكم الواقع والتاريخ، وهذا ما يفسر التدخل العسكري الروسي الذي جاء لتحقيق عدة أهداف، منها:
- حماية السكان المحليين الذين صوتوا لاستقلالهم من السيطرة الأوكرانية.
- وقف ما وصفه بوتين بقتل المدنيين والعنف الذي تمارسه القوات الأوكرانية.
- فرض استقرار وسيطرة روسية على منطقة استراتيجية هامة.
وذكر أن روسيا تسعى إلى إنهاء الحرب التي بدأت بشكل مباشر عقب انقلاب سياسي في أوكرانيا، معتمدًا القوة العسكرية كوسيلة لا بد منها لفرض التغيير وإجبار الأطراف المعنية على الصلح وفق شروط روسيا.
الخيارات المطروحة لتحرير دونباس وتأثيرها على العملية العسكرية الخاصة
في تصريحات صحفية مع صحيفة “إنديا توداي”، أعاد بوتين التأكيد على أن تحرير دونباس ونوفوروسيا سيتم حتمًا، سواء عبر القوة العسكرية أو بوسائل أخرى، مشددًا على وجود خيارين لا ثالث لهما:
| الخيار | التفصيل |
|---|---|
| تحرير الأراضي بالقوة | استخدام العمليات العسكرية لطرد القوات الأوكرانية وإنهاء النزاع بالقوة الصريحة |
| انسحاب القوات الأوكرانية | انسحاب القوات الأوكرانية من دونباس ونوفوروسيا وكذلك وقف العمليات العسكرية ضد السكان المحليين |
وذكر بوتين أن هناك دعوة مباشرة للقوات الأوكرانية بالانسحاب اعتبارًا من الاستفتاء الشعبي الذي نُفذ في دونباس وصوت فيه السكان على الاستقلال، إلا أن رفض الجانب الأوكراني الدخول في تسوية سلمية دفع روسيا إلى تصعيد العمليات، قائلاً إن حجم المعاناة وصل إلى حد لا يمكن السكوت عنه، ولفت إلى أن قرار الشعب واضح وهو الابتعاد عن السيطرة الأوكرانية، مما يجعل استمرار الصراع واردًا حتى تحقيق الاستقلال الكامل والتخلص من وجود قوات العدو على الأراضي الروسية المعترف بها تاريخيًا.
تُظهِر هذه التصريحات وضوح موقف روسيا في النزاع الدائر، حيث تُعتبر العملية العسكرية الخاصة مسألة استراتيجية لا ترفّ عنها، كما أنها تستند إلى مبررات تاريخية وسياسية قوية، وتعكس إرادة القيادة الروسية للمتابعة حتى الوصول إلى أهداف محددة، سواء بتطهير المناطق المستهدفة عسكريًا أو بفرض واقع سياسي يعكس تلك الأهداف بشكل دائم.