تستعد دور العرض السينمائي في مصر لاستقبال تجربة درامية إنسانية فريدة يوم الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري، حيث يطرح العمل الجديد قضايا اجتماعية هامة بأسلوب يمس القلوب والمشاعر، ويركز الفيلم على حياة أصحاب متلازمة داون وكيفية مواجهتهم للتحديات المفاجئة في الحياة، مما يجعله واحدًا من الأعمال المرتقبة التي تعد بتقديم وجبة فنية دسمة ومختلفة عن السائد.
قصة فيلم خريطة رأس السنة وموعد العرض
تدور أحداث العمل في إطار درامي مشوق حول فتاة شابة تعاني من متلازمة داون تجسد شخصيتها النجمة ريهام عبدالغفور، وتجد هذه الفتاة نفسها فجأة أمام اختبارات قاسية للحياة بعد تعرض عائلتها لأزمة كبرى تقلب استقرارها، وتبدأ العقدة الدرامية بوفاة الوالد بشكل صادم تلاه اختفاء غامض للأم، مما يضع البطلة في مواجهة مباشرة مع قسوة العالم الخارجي.
تضطر الفتاة إلى خوض رحلة طويلة وشاقة للبحث عن والدتها المفقودة واستعادة أمانها النفسي المفقود، ولا تخوض هذه الرحلة بمفردها بل تتحمل مسؤولية ابن شقيقتها الطفل “آسر” الذي يصبح رفيق دربها في هذه المغامرة، وتواجه خلال بحثها سلسلة من العقبات التي تفوق قدراتها الذهنية والبدنية وتتطلب منها شجاعة استثنائية للتعامل معها.
تتضمن الحبكة الدرامية للفيلم مجموعة من المحاور الإنسانية التي تجذب المشاهد وتثير تعاطفه مع الشخصيات، ونستعرض أبرز ملامح القصة في النقاط التالية:
- رحلة البحث المستميتة عن الأم الغائبة وسط ظروف غامضة.
- تحدي الفتاة لقدراتها الخاصة من أجل رعاية الطفل الصغير.
- اكتشاف البطلة لقوة داخلية لم تكن تدرك وجودها سابقًا.
- المواقف الإنسانية المؤثرة التي تجمع البطلة بالمحيطين بها.
أداء ريهام عبدالغفور في خريطة رأس السنة
تقدم الفنانة ريهام عبدالغفور واحدًا من أصعب أدوار مسيرتها الفنية بتجسيدها لشخصية من ذوي الهمم، حيث يتطلب الدور دراسة نفسية وجسدية عميقة لتقمص انفعالات أصحاب متلازمة داون بصدق وواقعية، وتبتعد في أدائها عن المبالغة لتقدم صورة إنسانية حقيقية تلامس مشاعر الجمهور، وتؤكد من خلال هذا العمل نضجها الفني الكبير وقدرتها على التلون في أدوار مركبة.
يعتبر هذا الدور استمرارًا للتحول النوعي الذي تشهده اختيارات ريهام الفنية في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت تميل إلى الأعمال التي تحمل رسائل مجتمعية هامة وتناقش قضايا شائكة، ويراهن صناع العمل على أدائها الاستثنائي ليكون العنصر الأساسي في جذب الجمهور، حيث تنقل مشاعر الخوف والحب والمسؤولية عبر تعبيرات وجهها ولغة جسدها ببراعة فائقة.
أبطال وصناع فيلم خريطة رأس السنة
يشارك في بطولة هذا العمل السينمائي نخبة متميزة من النجوم الذين يضيفون ثقلًا فنيًا للقصة، حيث تتكامل أدوارهم مع رحلة البطلة لتقديم نسيج درامي مترابط يعزز من قوة الرسالة المطروحة، وقد حرص المخرج رامي الجندي على اختيار فريق عمل قادر على تجسيد المشاعر الإنسانية المعقدة التي يزخر بها السيناريو الذي صاغه ببراعة المؤلف يوسف وجدي.
تضم قائمة الأسماء المشاركة في الفيلم مجموعة من الممثلين الذين برعوا في أداء الأدوار الدرامية المؤثرة، وهم:
- الفنان المبدع محمد ممدوح في دور محوري.
- الفنانة الموهوبة أسماء أبواليزيد.
- الفنانة الشابة هنادي مهنا.
- الطفل آسر الذي يلعب دورًا رئيسيًا في الأحداث.
لماذا تشاهد فيلم خريطة رأس السنة؟
يكتسب هذا العمل أهميته من كونه يسلط الضوء على فئة غالية في المجتمع تحتاج إلى مزيد من الدعم والتفهم، حيث يقدم الفيلم معالجة سينمائية راقية تبتعد عن الشفقة وتركز على القدرة والإرادة، ويمنح المشاهد فرصة للغوص في العالم الداخلي لأصحاب متلازمة داون ورؤية الحياة من منظورهم الخاص المليء بالبراءة والتحدي في آن واحد.
يمثل الفيلم دعوة صريحة للمجتمع لإعادة اكتشاف طاقات ذوي الهمم والإيمان بقدرتهم على تحمل المسؤولية إذا أتيحت لهم الفرصة، كما يقدم وجبة بصرية وإخراجية متميزة تخدم السياق الدرامي، وتجعل من مشاهدة هذا العمل تجربة ملهمة تترك أثرًا طيبًا في النفوس وتعزز القيم الإنسانية النبيلة.
يقدم هذا العمل السينمائي رسالة راقية ومؤثرة حول التحدي والإرادة، ويعد فرصة ممتازة للاستمتاع بأداء تمثيلي صادق ومختلف يلامس الوجدان، لذا ننصحكم بعدم تفويت مشاهدته في دور العرض لعيش تجربة شعورية فريدة، فهل تعتقدون أن السينما قادرة على تغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي الهمم؟
