موجة البرد القارس تبدأ مع أول أيام شهر كيهك وأقصر نهار في العام

شهر كيهك وأقصر نهار في العام من أبرز الظواهر التي تميز بداية ديسمبر في مصر، حيث يبدأ الأول من كيهك 1742 في التقويم القبطي يوم الأربعاء 10 ديسمبر 2024، ليعلن بداية فصل بارد وقصير النهار، يستمر هذا الشهر حتى الثامن من يناير 2026، محافظًا على تراثه التاريخي العميق، فهو يُكتب “كيهك” وينطق “كياك”، مستمدًا اسمه من العبارة المصرية القديمة “كا-حر-كا” التي تعني “اجتماع الأرواح”، إشارة إلى عيد ديني قديم كان يُحتفل به منذ آلاف السنين.

ظاهرة كيهك وأقصر نهار في العام وتأثيرها على الحياة اليومية

يُعرف شهر كيهك ببرودة الجو القارسة وقصر النهار الملحوظ، لينعكس ذلك في أقوال الحكم الشعبية التي يرددها الفلاح المصري عبر الأجيال، مثل: «كيهك صباحك مساك.. تقوم من فطورك تحضّر عشاك»، أو «صباحك مساك، شيل إيدك من غداك، حطها في عشاك»، تعبيرات تحمل دلالة واضحة على قصر الفترة الزمنية بين وجبتي الإفطار والعشاء، حيث تكون ساعات النهار قليلة، ويبدأ الليل مبكرًا. ويكتمل هذا المشهد الفلكي في الانقلاب الشتوي الذي يحدث في 21 ديسمبر الموافق 12 كيهك، وهو أطول ليل وأقصر نهار في السنة بالعالم، بحسب تصريحات المهندس عصام جودة، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم الفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء، مما يجعل كيهك وأقصر نهار في العام ظاهرة طبيعية تتكرر كل سنة.

كيهك وأقصر نهار في العام… شهر الخير والوفرة بين الأنهار والثروة الحيوانية

شهر كيهك الذي يتزامن مع أقصر نهار في العام، لا يقتصر على البرودة وقصر النهار فحسب؛ بل يُعد أيضًا فترة غنية بالخيرات، إذ تحفل الأسواق بوفرة المنتجات الموسمية التي ترتبط بالمثل الشعبي «سمك كيهك» الذي يعكس تزايد صيد السمك في هذه الفترة، مما ينعكس على توفره بأسعار مناسبة على الموائد المصرية. وتنقل الأمثال مثل «كيهك برد فوق وبرد تحت» و«كياح يرقِّد الكلب النباح» مدى تأثير هذا الشهر من حيث شدة البرد وطول الليل. وتشمل كيهك وأقصر نهار في العام خيراته أيضًا الثروة الحيوانية، حيث يشهد نبات البرسيم ذروة جودته، فيعد هذا الوقت الأمثل لتغذية المواشي، فالحيوانة التي تتغذى جيدًا في كيهك تُنتِج أكثر من الحليب، ما يدعم الصناعة المحلية مثل إنتاج الزبدة والجبن، ويؤكد مثل «البهايم اللي متشبعش في كيهك.. ادعي عليها بالهلاك» الأهمية الاقتصادية لهذا الموسم.

• أهمية تغذية المواشي خلال شهر كيهك
• تأثير قصر النهار وبرودة الطقس على الحياة اليومية
• وفرة الأسماك والأسواق المحلية في كيهك

كيهك وأقصر نهار في العام في التراث القبطي وروحانياته

يحظى شهر كيهك وأقصر نهار في العام بمكانة روحية تتمثل في طقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يعرف هذا الشهر بالشهر المريمي، لتزامنه مع عيد الميلاد القبطي في 29 كيهك. ويقوم الأقباط بتأدية تسابيح منتصف الليل ابتهاجًا بتجسد الرب وتعظيم مريم العذراء، ويُعد كيهك من أشهر التسابيح والصلوات خلال السنة. كما يُربط هذا الشهر بالتسابيح السبعة والأربعة التي تبدأ معه، وتستمر خلال فترة صوم الميلاد، ويقع هذا الشهر بين ديسمبر ويناير، ما يمنحه طابعًا خاصًا يجمع بين البرد والخير والروحانية.