تأهب محافظة الإسكندرية لاستقبال التقلبات الجوية الجديدة
تستعد محافظة الإسكندرية لاستقبال موجة جوية مضطربة خلال الساعات المقبلة تزامناً مع بدء تأثير أحد أقوى التقلبات الجوية الموسمية المعتادة في هذا الوقت من العام، حيث تشير التوقعات إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة مصحوباً بنشاط للرياح المثيرة للأتربة واضطراب في حركة الملاحة، لذا رفعت الأجهزة التنفيذية درجات الاستعداد القصوى للتعامل مع أي تداعيات محتملة وحماية المواطنين وممتلكاتهم من مخاطر الطقس السيئ.
موعد وتأثير نوة قاسم على الطقس
تشهد عروس البحر المتوسط بداية من الغد تغيرات مناخية حادة تؤثر على كافة الأنحاء، إذ يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يسود طقس بارد في الصباح الباكر يميل للبرودة ليلاً، وتنشط الرياح بشكل ملحوظ مما يزيد من الإحساس ببرودة الجو العامة خاصة في المناطق الساحلية، ولا يقتصر الأمر على انخفاض الحرارة بل يمتد ليشمل اضطرابات بحرية قوية تؤثر على حركة الصيد والملاحة.
تسجل المدينة درجات حرارة منخفضة تصل العظمى فيها إلى إحدى وعشرين درجة بينما تنخفض الصغرى إلى اثنتي عشرة درجة مئوية، ويترافق ذلك مع رياح قوية تصل سرعتها إلى ستين كيلومتراً في الساعة، مما يؤدي إلى ارتفاع أمواج البحر المتوسط وتجاوزها الحواجز الخرسانية في بعض المناطق، وهو ما دفع الجهات المسؤولة لاتخاذ تدابير احترازية عاجلة.
خريطة سقوط الأمطار المصاحبة لنوة قاسم
تتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على السواحل الشمالية الغربية وشمال الوجه البحري، وتشير التنبؤات إلى فرص هطول أمطار متفاوتة الشدة قد تكون رعدية وغزيرة أحياناً على فترات متقطعة، وتتركز هذه الفرص بشكل كبير مساءً على مناطق السلوم ومطروح والإسكندرية مما يستدعي توخي الحذر أثناء القيادة.
يجب الانتباه إلى احتمالية تساقط حبات البرد بنسبة تصل إلى أربعين بالمائة، وذلك نتيجة تأثر البلاد بمنخفض جوي قادم من طبقات الجو العليا، كما تمتد فرص الأمطار الخفيفة التي قد تتحول لمتوسطة لتشمل مناطق من جنوب الوجه البحري ومدن القناة، وتصل أحياناً إلى القاهرة الكبرى وشمال الصعيد على فترات متباعدة.
ملامح الاضطراب البحري خلال نوة قاسم
يؤدي المنخفض الجوي القادم من أوروبا إلى نشاط رياح قوي على مناطق متفرقة، مما يثير الرمال والأتربة في بعض المناطق المفتوحة ويقلل من مستوى الرؤية الأفقية للسائقين على الطرق الصحراوية، وتعد حالة البحر المتوسط غير مؤهلة لأعمال الصيد والملاحة البحرية خلال فترة الذروة.
تتنوع مظاهر عدم الاستقرار البحري التي رصدتها خرائط الطقس لتشمل عدة ظواهر طبيعية قوية، وفيما يلي أبرز ملامح حالة البحر المتوقعة:
- ارتفاع أمواج البحر المتوسط ليتراوح بين مترين إلى ثلاثة أمتار.
- سرعة الرياح السطحية تتراوح ما بين 40 إلى 50 كيلومتراً في الساعة.
- اضطراب كامل في حركة الملاحة من السلوم غرباً وحتى بلطيم شرقاً.
- نشاط الرياح الهابطة من السحب الرعدية مما يزيد من هيجان البحر.
لماذا سميت نوة قاسم بهذا الاسم؟
تعد هذه الحالة الجوية واحدة من أشد النوات التي تواجهها المدينة الساحلية سنوياً، حيث تأتي عادة في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر وتستمر لمدة خمسة أيام متواصلة تصاحبها رياح جنوبية غربية وعواصف شديدة القوة، وقد جاءت النوة متأخرة هذا العام عن موعدها المعتاد بسبب تأثير المرتفع الجوي الذي سيطر على البلاد مؤخراً.
تعود تسميتها بهذا الاسم إلى قصة تراثية قديمة يتداولها أهل الإسكندرية، وتنسب إلى أحد أبناء الصيادين ويدعى قاسم الذي تعرض للغرق وفقد حياته خلال هذه الأجواء العاصفة في البحر، فأطلق الصيادون اسمه عليها تخليداً لذكراه وتحذيراً من شدتها وخطورتها على مراكب الصيد الصغيرة.
إجراءات الصرف الصحي لمواجهة نوة قاسم
أعلنت شركة الصرف الصحي حالة الطوارئ القصوى ونشرت سيارات الشفط والمعدات اللازمة في المناطق الساخنة والمعروفة بتجمع المياه، لضمان سرعة التعامل مع أي تراكمات قد تعيق حركة المرور أو تهدد سلامة المارة، وتم وقف الإجازات والراحات لجميع العاملين بالقطاعات التشغيلية.
تعمل الفرق الميدانية على مدار الساعة لتطهير الشنايش والمطابق في الشوارع الرئيسية والجانبية، مع تخصيص الخط الساخن 175 لاستقبال شكاوى المواطنين والتحرك الفوري لحلها، وتأتي هذه التحركات الاستباقية لتقليل الأضرار المحتملة التي قد تنجم عن غزارة الأمطار المتوقعة.
أهم النصائح للتعامل مع نوة قاسم
تهيب الجهات المعنية بالمواطنين ضرورة اتباع تعليمات السلامة العامة لتجنب المخاطر الناجمة عن سوء الأحوال الجوية، والحفاظ على الأرواح والممتلكات خلال فترة عدم الاستقرار، خاصة مع وجود فرص لحدوث العواصف الرعدية والبرق في بعض الأوقات.
يجب عليكم الالتزام بالإرشادات التالية بدقة لضمان سلامتكم وسلامة أسركم أثناء هطول الأمطار:
- تجنب القيادة بسرعات عالية والحفاظ على مسافة أمان مضاعفة.
- الابتعاد تماماً عن أعمدة الإنارة والأسوار المعدنية تجنباً للصعق الكهربائي.
- عدم الوقوف أسفل اللوحات الإعلانية أو الشرفات القديمة المتهالكة.
- ترشيد استهلاك المياه لتخفيف الضغط على شبكات الصرف الصحي واستيعاب الأمطار.
- تقليل التحرك بالسيارات إلا للضرورة القصوى لإفساح الطريق لمعدات الطوارئ وتصريف المياه.
يتبين لنا أن الأيام القادمة تتطلب حذراً شديداً نظراً لتقلبات الطقس وانخفاض الحرارة المتوقع، لذا ننصحكم بارتداء الملابس الثقيلة ومتابعة النشرات الجوية اليومية قبل الخروج من المنزل لتجنب أي مفاجآت غير سارة قد تعكر صفو يومكم.
برأيكم هل تؤثر التغيرات المناخية العالمية على زيادة حدة النوات في الإسكندرية هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة؟