خصائص مقلقة في سلالة الإنفلونزا الجديدة تسرّع من انتشارها عالميًا

خصائص مقلقة في سلالة الإنفلونزا الجديدة تسرّع من انتشارها عالميًا

يثير متحور الانفلونزا الجديد H3N2 قلقًا متزايدًا بين خبراء الصحة العالميين مع اقتراب موسم العدوى المقبل، إذ تشير بيانات الترصد الدولية إلى ظهور سلالة متحورة ذات قدرة انتشار عالية تفوق السلالات المعتادة، وقد بدأت هذه السلالة رحلتها من المملكة المتحدة؛ مما يضع العالم في حالة تأهب قصوى تحسبًا لموجة وبائية قد تكون أشد من المتوقع.

ما هي خصائص متحور الانفلونزا الجديد H3N2 ولماذا هو مقلق؟

بدأت المؤشرات المقلقة بالظهور من المملكة المتحدة، حيث سجلت أنظمة الترصد زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بالفيروس، خاصة بين فئات المراهقين وتلاميذ المدارس، وبحسب تقرير لموقع Medscape، فإن هذا النشاط المتسارع يعود إلى تحورات جينية اكتسبها الفيروس خلال فصل الصيف، فقد كشفت التحاليل الوراثية عن وجود سبع طفرات جديدة أدت إلى تغييرات جوهرية في بنية الفيروس، وهذا التغيير جعل متحور الانفلونزا الجديد H3N2 مختلفًا بشكل كبير عن النسخة التي تم تصميم لقاحات الموسم الحالي لمواجهتها؛ وهو ما يخلق فجوة مناعية قد تسمح للفيروس بالانتشار بسهولة أكبر بين المجتمعات التي فقدت جزءًا من مناعتها المكتسبة.

السمة التفاصيل
الاسم العلمي سلالة متحورة من فيروس H3N2
مكان الظهور الأولي المملكة المتحدة
السلالة الفرعية المقلقة المتحور المعروف باسم السلالة K
عدد الطفرات المرصودة سبع طفرات جينية جديدة

يشير أطباء الأمراض المعدية إلى أن التهديد لا يكمن فقط في سرعة الانتشار، بل في قدرة هذه التحورات على الالتفاف حول خطوط الدفاع المناعية التي بناها الجسم من عدوى سابقة أو من خلال التطعيم، ورغم أن هذه المكاسب الوراثية لا تعني بالضرورة زيادة في خطورة المرض نفسه، إلا أنها تمنح الفيروس ميزة استراتيجية للتحرك بحرية أكبر داخل الفئات السكانية الأكثر حساسية، كما يضيف موسم هجرة الطيور بعدًا آخر من القلق، إذ يزيد من احتمالية امتزاج فيروسات الإنفلونزا البشرية مع فيروسات الطيور، وهو سيناريو يتطلب مراقبة دقيقة لتجنب ظهور متغيرات جديدة بخصائص غير متوقعة ومدمرة، مما يجعل فهم طبيعة متحور الانفلونزا الجديد H3N2 أولوية قصوى.

سلالة K: هل يفلت متحور الانفلونزا الجديد H3N2 من اللقاحات؟

تتجه أنظار العلماء حاليًا نحو سلالة فرعية محددة تُعرف باسم “المتحور K”، والتي تم تحديدها لأول مرة خلال موسم الإنفلونزا في نصف الكرة الجنوبي لعام 2025، ورغم أن هذا المتحور ليس فيروسًا جديدًا بالكامل، إلا أن التغيرات الوراثية التي طرأت عليه منحته سمات مميزة تختلف عن النسخة المستهدفة في لقاحات العام الحالي، وتشير التقارير الواردة من دول الجنوب إلى أن هذه السلالة كانت المحرك الرئيسي وراء موجات العدوى الشديدة التي شهدتها تلك المناطق؛ ويتوقع المتخصصون أن يواصل هيمنته ليصبح السلالة السائدة في بلدان الشمال خلال موسم 2025–2026، مما يطرح تساؤلات جدية حول فعالية الاستراتيجيات الوقائية الحالية ضد متحور الانفلونزا الجديد H3N2.

وفي سياق متصل، أعلنت اليابان بالفعل عن انتشار واسع للإنفلونزا هذا الخريف، ولكن الصورة لا تزال غير مكتملة، حيث أن حصة المتحور K من هذه الحالات غير واضحة تمامًا بسبب نقص البيانات التفصيلية المتاحة، ويرى علماء الفيروسات أن هذه الفجوات المعلوماتية تجعل مهمة تقدير حجم التهديد الحقيقي أكثر صعوبة وتعقيدًا، فغياب البيانات الدقيقة والموحدة يمنع تكوين رؤية شاملة حول سلوك الفيروس وقدرته على الانتشار، ويحد من القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة في مجال الصحة العامة لمواجهة التحديات التي يفرضها متحور الانفلونزا الجديد H3N2.

تحديات تتبع متحور الانفلونزا الجديد H3N2 ونصائح الخبراء

لا تقتصر تحديات الرصد على اليابان وحدها، ففي الولايات المتحدة تبدو الصورة ضبابية وغير واضحة المعالم، حيث أدى الإغلاق الحكومي الأخير والتغييرات الإدارية داخل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى إضعاف تدفق البيانات الوطنية، مما جعل المؤشرات الرسمية تبدو مستقرة بشكل خادع، وذلك على الرغم من وجود إشارات متزايدة من السلطات الصحية المحلية في ولايات الجنوب تفيد ببدء النشاط الفيروسي الفعلي، وهذا الوضع يسلط الضوء على خطورة الاعتماد على الأرقام المنخفضة حاليًا، لأن موسميات الإنفلونزا معروفة بتقلباتها السريعة وغير المتوقعة، وبالتالي فإن متحور الانفلونزا الجديد H3N2 قد ينتشر بصمت قبل أن تعكسه البيانات الرسمية.

تؤكد اختصاصية اللقاحات لوري هاندي أن محدودية التقارير لا تعني أبدًا غياب المشكلة، وتشدد على أن الوقت المناسب لتلقي التطعيم لا يزال الآن، حتى لو لم يكن اللقاح متوافقًا بنسبة 100% مع السلالة المتداولة، فاللقاحات، رغم تفاوت فعاليتها من موسم لآخر، تظل أداة حيوية قادرة على تخفيف شدة الأعراض وتقليل احتمالية الحاجة إلى دخول المستشفيات، ويقدم الخبراء مجموعة من التوصيات الأساسية للتعامل مع الفترة المقبلة في ظل غموض البيانات المحيطة بانتشار متحور الانفلونزا الجديد H3N2.

  • ضرورة تلقي التطعيم الموسمي حتى مع وجود فجوة في التوافق لتقليل شدة المرض.
  • أهمية متابعة المؤشرات والبيانات المحلية بدلًا من الاعتماد على الأرقام الوطنية العامة.
  • الانتباه الشديد لأي تغير في أنماط انتشار العدوى، خاصة في المدارس والأماكن المزدحمة.
  • دور الأطباء والمختبرات المحلية في الرصد المبكر للحالات لتعويض نقص البيانات الموحدة.

إن غياب البيانات الموحدة يجعل دور الأطباء والمختبرات المحلية أكثر أهمية من أي وقت مضى في اكتشاف الحالات مبكرًا، وتتبع انتشار متحور الانفلونزا الجديد H3N2 بدقة، مما يساهم في حماية المجتمعات المحلية.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.