مارك زوكربيرج يوقف استثمارات «الميتافيرس» بعد خسارة 77 مليار دولار ويركز على الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء

مغامرة بـ77 مليار دولار.. مارك زوكربيرج ينهي عصر «الميتافيرس» من أجل الذكاء الاصطناعي باتت محور اهتمام واسع في عالم التكنولوجيا حيث قرر زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، تحويل استراتيجيات الشركة بعيدًا عن مشروع الميتافيرس الذي انطلق برهانات عملاقة استثمرت فيه ميتا نحو 77 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية، إلى تركيز أعمق على تقنيات الذكاء الاصطناعي وأجهزة الواقع المختلط القابلة للارتداء.

تحول استراتيجي لما بعد الميتافيرس برؤية مارك زوكربيرج

منذ إعلان ميتا تغيير اسم فيسبوك إلى الشركة الأم في 2021، ظل الميتافيرس حجر الأساس في رؤية زوكربيرج المستقبلية، حيث كان الميتافيرس عالمًا رقميًا ثلاثي الأبعاد يسمح بالتفاعل بين المستخدمين عبر شخصيات رقمية في بيئات افتراضية متشابكة تدمج الواقع الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات المفتوحة لإنشاء وتبادل المحتوى. ومع ذلك، كشفت السنوات الماضية أن الاستثمار الضخم في قسم Reality Labs لم يثمر عن العائدات المنتظرة، مما دفع ميتا باتجاه تقليص فريق العمل في هذا القسم بنسبة تصل إلى 30%، وضمّن ذلك تخفيضًا أوسع للنفقات يصل إلى 10%، مع احتمالية بدء عمليات تسريح الموظفين في يناير المقبل حسب تقارير بلومبرغ.

ويرى محللون أن قرار ميتا الانسحاب من الميتافيرس خطوة واعية تهدف إلى مواءمة التكاليف مع توقعات الإيرادات الفعلية، وعلى صعيد المنتجات، أُعلن عن تأجيل إطلاق نظارات الواقع المختلط Phoenix إلى 2027 بدلاً من 2026، مع تأكيدات داخلية بأن التأجيل يمنح مزيدًا من الوقت لتحسين تجربة المستخدم ورفع جودة المنتج دون التفريط في التفاصيل التقنية، ما يعكس حرص ميتا على تقديم منتج متكامل.

تداعيات تأجيل إطلاق Phoenix وإعادة ترتيب أولويات ميتا

تصميم نظارة Phoenix يتبنى مظهرًا يشبه النظارات الواقية التقليدية، مع ميزات عملية كقرص خارجي لتخفيف الوزن وتحسين التبريد، مستوحاة من تصميم Vision Pro لشركة أبل، وهذا التطوير يعكس سعي ميتا لتحقيق التوازن بين الأداء المتميز والراحة للمستخدم، جنبًا إلى جنب مع تطوير أجهزة أخرى مثل Malibu 2 المزمع طرحه في 2026، وجيل جديد من سماعات Quest مع تحسينات في الأداء والألعاب الغامرة وإدارة الطاقة.

هذا التوجه الجديد يندرج ضمن الاستراتيجية التي تقرر تقليل الاستثمارات في الميتافيرس، وتوجيه الموارد الضخمة نحو الذكاء الاصطناعي الذي أعلنت ميتا عزمها إنفاق 72 مليار دولار عليه في 2025، وهو رقم قريب من حجم الاستثمارات السابقة في الميتافيرس، مما يؤكد تحول الشركة الجذري في الأولويات التقنية والاقتصادية.

• تركيز ميتا على الذكاء الاصطناعي كفرصة نمو رئيسية
• تقليل استثمارات الميتافيرس مع تقليص فريق Reality Labs
• تأجيل إطلاق نظارات Phoenix لمزيد من تحسين جودة المنتج
• تطوير أجهزة قابلة للارتداء مثل Malibu 2 وسماعات Quest الجديدة

الذكاء الاصطناعي يزيح الميتافيرس في قيادة مستقبل ميتا

يأتي تغيّر ميتا في استراتيجيتها نتيجة فشل الميتافيرس في تحقيق الأهداف المرجوة رغم ضخ 77 مليار دولار فيه، ويعكس هذا التحول ضرورة توافق تطوير المنتجات مثل Phoenix مع تركيز قوي على الذكاء الاصطناعي وأجهزة الواقع المختلط، وهو ما يتضح في طرح Ray-Ban Meta Gen 2 في السوق الهندية الذي جمع بين الذكاء الاصطناعي والواقع المختلط لتقديم تجارب مستخدم موسعة.

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في رسم ملامح مستقبل ميتا التقني، لأن التخلي عن حلم الميتافيرس وتغيير جدول إطلاق المنتجات ليسا مجرد خطوات تقنية، بل مؤشرات على استبدال الأولويات القديمة بأخرى تركز على الابتكار السريع والفعالية الاقتصادية. هذه الحركات تساعد ميتا في مواجهة تحديات السوق التي يشكلها التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي.