تشهد أسعار الذهب وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي حالة من الاهتمام المتزايد في أوساط المستثمرين والأسواق على المستويين المحلي والعالمي؛ حيث سجل المعدن الثمين ارتفاعات كبيرة في الأيام الأخيرة مدفوعًا بتحركات الدولار وتغير التوقعات المتعلقة بالسياسة النقدية الأمريكية، ومع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي وتذبذب بيانات التضخم، برز الذهب كخيار رئيسي للمستثمرين والراغبين في الشراء داخل مصر.
تحركات أسعار الذهب وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي في السوق المصرية
شهدت السوق المحلية في مصر قفزة واضحة في الأسعار، وهو ما أكده سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، مشيرًا إلى أن أسعار الذهب حققت نموًا بنسبة تقارب 2% خلال تعاملات الأسبوع الماضي؛ حيث زاد سعر جرام الذهب عيار 21، الذي يعد الأكثر انتشارًا وتداولًا، بقيمة 110 جنيهات، مرتفعًا من مستوى 5345 جنيهًا في بداية الأسبوع ليصل إلى 5455 جنيهًا عند إغلاق التعاملات، وتأتي هذه التحركات المحلية بالتزامن مع الأوضاع العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي التي تعد المحرك الرئيسي للأسواق، فلم يقتصر الارتفاع على الصعيد المحلي فقط؛ بل امتد ليشمل الأسواق العالمية، حيث قفزت الأوقية بمقدار 85 دولارًا، لتصعد من 4001 دولار إلى 4086 دولارًا، مستفيدة من تراجع الدولار وانتعاش الآمال في الأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
شهدت الأسعار تباينًا ملحوظًا بين مختلف العيارات في السوق المصرية خلال الأسبوع، مما يعكس الديناميكية المستمرة التي تحكم أسعار الذهب وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي التي تؤثر على كل من المستهلك والمستثمر، وقد سجلت التعاملات اليومية تراجعًا طفيفًا يوم السبت بقيمة 10 جنيهات لعيار 21، وهو ما يُعزى بشكل أساسي إلى توقف التداول في البورصات العالمية خلال العطلة الأسبوعية، الأمر الذي يحد من حركة الأسعار المحلية بشكل مؤقت.
| العيار | السعر بالجنيه المصري |
|---|---|
| عيار 24 | 6234 جنيهًا |
| عيار 18 | 4676 جنيهًا |
| الجنيه الذهب | 43,640 جنيهًا |
ضبابية الأسواق العالمية وتأثيرها على أسعار الذهب وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي
على الرغم من التعافي الملحوظ في سعر الأوقية عالميًا، إلا أن عجز الذهب عن اختراق حاجز 4200 دولار يشير إلى أن السوق لا تزال بحاجة إلى مزيد من المحفزات لتحقيق استقرار حقيقي، ويرى المحللون أن الاتجاه الصاعد للمعدن النفيس على المدى الطويل ما زال قائمًا؛ لكن الشكوك بدأت تتزايد في الأسواق حول قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تنفيذ خفض قريب لأسعار الفائدة، وهو العامل الأكثر تأثيرًا في تحديد مسار أسعار الذهب وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي، ويزيد من تعقيد المشهد انتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، والذي استمر 43 يومًا، مما يثير مخاوف جدية حول دقة وموثوقية البيانات الاقتصادية القادمة، فتأخر صدور مؤشرات حيوية مثل بيانات التضخم وأرقام الوظائف قد يفاقم حالة الضبابية قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، مما يدفع المستثمرين إلى توخي المزيد من الحذر في تداولاتهم على الذهب في المدى القريب.
توقعات مستقبل أسعار الذهب وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي وسط التحديات الاقتصادية
تلقي التطورات الأخيرة بظلالها على توقعات السياسة النقدية؛ فقد أظهرت أداة CME FedWatch تراجعًا حادًا في احتمالات خفض الفائدة خلال اجتماع ديسمبر المقبل، حيث انخفضت النسبة إلى أقل من 50% بعد أن كانت تتجاوز 90% قبل شهر واحد فقط، وهذا التحول في التوقعات شكل ضغطًا كبيرًا على تداولات المعدن الأصفر بالرغم من الارتفاع الأسبوعي الذي حققه، ولا يزال سعر الذهب منخفضًا بنسبة 3.5% تقريبًا عن الذروة التي سجلها يوم الخميس، وفي سياق متصل، تتصدر أزمة الديون الأمريكية المشهد الاقتصادي العالمي، وسط جدل متصاعد بشأن زيادة الاقت الحكومي وتراجع الإقبال على شراء السندات طويلة الأجل، كما أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي حول تمويل شيكات بقيمة 2000 دولار عبر الرسوم الجمركية جدلاً واسعًا، مما يضيف طبقة جديدة من عدم اليقين تؤثر على أسعار الذهب وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي.
يتفق الخبراء على أن استمرار حالة الغموض والتوترات الاقتصادية سيظل يقدم دعمًا قويًا لأسعار الذهب خلال الفترة القادمة، حيث تترقب الأسواق ببالغ الاهتمام صدور مجموعة من البيانات الهامة التي ستوضح مسار الاقتصاد.
- محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي الأخير.
- تقارير مديري المشتريات في قطاع التصنيع.
- بيانات معدلات البطالة ومؤشرات سوق العمل.
- مؤشرات ثقة المستهلك التي تعكس المزاج العام.
كما أن الأنظار تتجه نحو مستقبل رئاسة جيروم باول للاحتياطي الفيدرالي مع اقتراب انتهاء ولايته في شهر مايو المقبل، وهو عامل إضافي من شأنه أن يعيد تشكيل اتجاهات أسعار الذهب وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي في المستقبل القريب.
