الإجهاد النفسي والتوتر الناتج عن ضغوط العمل اليومية يعتبران من العوامل الرئيسية المؤثرة على صحة الشعر بشكل مباشر، حيث يحدث اضطراب في دورة نموه الطبيعية، مما يؤدي إلى ضعف في بصيلات الشعر وزيادة ملحوظة في مشكلات تساقط الشعر التي يعاني منها الكثيرون بشكل متزايد
تأثير الإجهاد على فروة الرأس ودورة نمو الشعر
يؤدي الإجهاد الجسدي والنفسي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، التي تؤثر بشدة على دورة حياة الشعر فتدفع البصيلات للانتقال المبكر إلى مرحلة الراحة “Telogen Effluvium”؛ الأمر الذي يسبب تساقط الشعر بشكل ملحوظ بعد عدة أسابيع أو أشهر من التعرض المستمر للضغوط النفسية. ووفقًا للدكتورة إيمان سند، استشارية الأمراض الجلدية، فإن الضغوط الطويلة الأمد قد تتسبب في تساقط مؤقت أو تسرّع ظهور الصلع الوراثي لدى الأشخاص المعرضين لذلك، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين الإجهاد وتساقط الشعر التي قد لا تنتبه لها الكثير من الفئات
كيف يؤثر التوتر على صحة وسلامة الشعر؟
يعتبر التوتر من أكثر العوامل التي تسبب تساقط الشعر؛ إذ يُدفع عدد كبير من بصيلات الشعر إلى الدخول في مرحلة الراحة (التيلوجين)، مما يؤدي إلى تساقط مؤقت يظهر غالبًا بعد أشهر من فترة توتر شديدة. كما أن القلق قد يدفع البعض إلى هوس نتف الشعر، مسببًا ظهور بقع فارغة أو تساقطًا كاملاً، وهو ما يحتاج مستوى عالٍ من التدخل النفسي والطبي. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى تباطؤ نمو الشعر، مما ينعكس سلبًا على كثافته وجودته ويجعل الشعر أقل حيوية ومتانة، وهذا يدل على أن العلاقة بين التوتر وتساقط الشعر ليست سطحية بل معقدة ومتعددة الأبعاد
علامات وأعراض تساقط الشعر المرتبط بالإجهاد وكيفية التخفيف منه
تظهر أعراض تساقط الشعر المرتبطة بالإجهاد في فقدان الشعر بصورة مفاجئة أو متزايدة أثناء الاستحمام أو التمشيط، مع ظهور فراغات واضحة في فروة الرأس، إضافة إلى ضعف شعري وهشاشة تزيد من قابليته للتكسر بسهولة. للتقليل من هذه المشكلة، يُفضل اتباع عدة خطوات بسيطة وفعالة تساعد في إدارة الضغوط وتقليل تأثيرها على الشعر:
- ممارسة التأمل، واليوغا، أو المشي بانتظام لتحسين الحالة النفسية
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والحديد والزنك وفيتامين D لتعزيز صحة الشعر
- العناية بالشعر بلطف، وتفادي شد الشعر أو استخدام مواد كيميائية قاسية وتجنب التصفيف المفرط
- استشارة الطبيب في حالة استمرار التساقط لفترات طويلة حيث قد يصف علاجات موضعية أو أدوية لتقوية بصيلات الشعر وتحفيز نموه
يبقى الاهتمام بصحة النفس والابتعاد عن مصادر الضغط المستمرة من أهم الوسائل للحفاظ على صحة الشعر والتقليل من التساقط، مع الاستمرار في مراقبة التطورات التي قد تتطلب تدخلًا طبيًا لضمان أفضل النتائج.
