زلزال 7.5 يهدد 90 ألف مواطن في اليابان ويذكر بأهوال كارثة 2011 التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجميع بعدما اجتاح البلاد قبل 13 عاماً. في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، شهدت شمال شرق اليابان زلزالاً قوياً بقوة 7.5 درجة على بعد 80 كيلومتراً من ساحل أوموري، دفع بالآلاف إلى الفرار من منازلهم هرباً من موجات الخوف التي أصابت السكان، مما جعل عدد اللاجئين يفوق سكان مدينة كاملة. قوة هذا الزلزال تعادل انفجار ألف قنبلة ذرية، الأمر الذي أثار تحذيرات من خبراء الزلازل حول احتمال حدوث كارثة أكبر خلال الأسبوع القادم.
زلزال 7.5 يهدد 90 ألف مواطن وتأثيره على المناطق الشمالية الشرقية
في تمام الساعة 11:15 ليلاً، اهتزت الأرض بعنف لم يشهد له مثيل، حيث وصف السكان شعورهم بالمنزل وهو يتأرجح كالورقة، فيما استعادت ماي تاناكا، أم لطفلين، ذكريات كارثة 2011 وأمسكت بأطفالها لتخليهم إلى مكان آمن في ملجأ مؤقت. أصوات صفارات الإنذار ملأت الأجواء، مما اجبر حشوداً كبيرة على النزوح في الشوارع المظلمة وسط اهتزاز مصابيح الإنارة التي بدت كأنها ترقص ببطء مخيف. وأدى الزلزال لإصابة 30 شخصاً، منهم المرأة المسنة هيروكو ساتو التي تعرضت لكدمات أثناء محاولتها الهروب في لحظات الخطر.
الزلزال ليس مجرد حدث عابر بل تحذير من تكرار كارثة 2011
ما حدث ليس هزة عادية في بلد تعرف زلازل متكررة كل دقائق، بل هو تحذير واضح من احتمالية عودة كارثة مماثلة لكارثة فوكوشيما النووية التي وقعت في 11 مارس 2011 إثر زلزال بقوة 9 درجات تسبب في تسونامي مدمر أودى بحياة 20 ألف شخص ودمر محطة فوكوشيما النووية. عضو في هيئة الأرصاد اليابانية أكد وجود احتمال لحدوث زلازل أشد خلال الأيام المقبلة، وأكد خبير الزلازل د. كينيتشي يامادا أن هذا الزلزال هو إنذار طبيعي يدق ناقوس الخطر قبل حدوث زلزال أكبر محتمل.
تجارب اليابان في مواجهة الزلازل ونجاح أنظمة الإنذار المبكر
على الرغم من حجم الكارثة المتوقعة، استطاعت اليابان أن تحد من الأضرار هذه المرة بفضل تطوير أنظمة الإنذار المبكر بعد كارثة 2011، حيث تمكن مهندس محطة الكهرباء تاكيشي موراكامي من إعادة التيار الكهربائي لـ50 ألف منزل خلال 16 ساعة من العمل المتواصل. مع ذلك، فالحياة لم تعد طبيعية، إذ تقضي العائلات لياليها في ملاجئ باردة، وقطارات متوقفة تعطل حركة المواصلات بشكل تام، بينما يعيش السكان حالة من القلق والترقب الدائمين في بلد يتحمل 20% من الزلازل الكبرى على مستوى العالم، رغم أن مساحته تقل عن 1% من اليابسة. في الوقت نفسه، يعاني الأطفال من النوم على الأرض الباردة بعيداً عن دفء أسرّتهم، ويتساءل الأهالي بصوت منخفض عن مدى قدرة الأنظمة الحديثة على صمودهم في وجه الكوارث المقبلة.
- زلزال بقوة 7.5 درجة ضرب شمال شرق اليابان وأثر على 90 ألف شخص
- إصابة 30 فرداً بينهم مسنة خلال عمليات الانقاذ والفرار
- تحذيرات جدية من احتمال وقوع زلازل وتسونامي أكبر في الأيام القادمة
- نجاح أنظمة الإنذار المبكر في تقليل الأضرار بشكل ملحوظ
| الحدث | التفاصيل |
|---|---|
| شدة الزلزال | 7.5 درجة ريختر |
| عدد المتأثرين | 90 ألف مواطن فروا من منازلهم |
| عدد الإصابات | 30 شخصاً |
| مدة استعادة الكهرباء | 16 ساعة |
تثبت اليابان كل مرة أن التقدم التكنولوجي وأنظمة الإنذار لا تكفيان وحدهما لاحتواء غضب الطبيعة التي لا يمكن التنبؤ بها؛ إذ يبقى السؤال الكبير مطروحاً بقوة: إذا كانت اليابان مهد التطور في مواجهة الزلازل تعيش حالة من الرعب الدائم، فما هو حال بقية دول العالم التي لا تحظى بمثل هذه التحصينات؟ هذا الزلزال وحده يشكل تذكيراً قاسياً بأن الكوارث الكبرى لا تزال ممكنة وقريبة، وأن الطبيعة لا تعترف بالحدود أو التحصينات.
