تثبيت سعر الفائدة ببنك الاحتياطي الأسترالي في آخر اجتماع لعام 2025 يعكس استقرار السياسة النقدية

بنك الاحتياطي الأسترالي المركزي يقرر تثبيت سعر الفائدة في آخر اجتماعات 2025، محافظًا على سعر الفائدة عند 3.60% للمرة الثالثة على التوالي، في خطوة تعكس التزام البنك بسياسة نقدية متوازنة وسط التحديات الاقتصادية الراهنة، ما يعزز توقعات الأسواق نحو زيادة محتملة في أسعار الفائدة في الشهور المقبلة على خلفية ارتفاع التضخم والإنفاق الاستهلاكي.

تثبيت سعر الفائدة وبوادر زيادة متوقعة من بنك الاحتياطي الأسترالي المركزي

أعلن بنك الاحتياطي الأسترالي المركزي اليوم الثلاثاء بعد اجتماع لجنة السياسة النقدية عن قراره بالإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي ثابتًا عند 3.60%، وهو القرار الثالث على التوالي بعد أن خفض البنك السعر في ابْرِيل الماضي إلى هذا المستوى، وبذلك جاء القرار مطابقًا لتوقعات غالبية المتخصصين في الأسواق المالية. وعلى الرغم من تثبيت سعر الفائدة في الوقت الراهن، فإن التوقعات تشير إلى احتمالية رفع سعر الفائدة خلال الشهور القادمة، في ظل ارتفاع معدل التضخم وزيادة الإنفاق الاستهلاكي في أستراليا عن التوقعات المعلنة. وتحذّر البيانات الأخيرة التي رصدتها وكالة الأنباء الألمانية من استمرار الضغوط التضخمية لفترة أطول مما كان متوقعًا، ما يزيد من فرص تعزيز البنك سياسته النقدية التشديدية لدعم استقرار الأسعار.

رد فعل الدولار الأسترالي بعد قرار تثبيت سعر الفائدة

شهد الدولار الأسترالي ارتفاعًا طفيفًا تراوحت نسبته حول 0.2% لتصل قيمته إلى 0.6639 دولار في تداولات يوم الثلاثاء؛ تعقيبًا على تثبيت سعر الفائدة عند 3.60% من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي المركزي. ويأتي هذا الارتفاع في وقت يترقب فيه المستثمرون انعقاد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع الجاري، ما يجعل تحركات الدولار الأسترالي محط اهتمام كبير. وقد شهدت حركة العملة الأسترالية دعمًا إضافيًا نتيجة التصريحات الصادرة عن محافظ البنك ميشيل بولوك، التي أكدت فيها عدم وجود حاجة في الوقت الراهن لخفض سعر الفائدة، مما يعكس الحذر الأسترالي من الخضوع لضغوط اقتصادية تعيق تعافي الاقتصاد الوطني. وتعكس هذه التطورات طبيعة البيئة الاقتصادية التي تحيط باستراتيجيات البنك، إذ تترافق مع تحذير ضمني من احتمال استمرار تأثير العوامل التضخمية على الاقتصاد لفترة ممتدة.

تحذيرات ميل التشديد في السياسة النقدية من بنك الاحتياطي الأسترالي المركزي

أوضح محللو الأسواق المالية أن بنك الاحتياطي الأسترالي المركزي اتبع نهجًا واضحًا في عدم التخفيف من توقعات المستثمرين نحو اتخاذ إجراءات تشديدية في السياسة النقدية خلال الفترات القادمة. وبيّن سيم موه سيونغ، محلل العملات في بنك سنغافورة، أن التصريحات الرسمية الصادرة عن البنك جاءت متوافقة مع التوجه العام نحو تشديد السياسة النقدية خوفًا من تفاقم الضغوط التضخمية. وقد تجلّت آثار هذا الموقف في سوق العملات، إذ سجل الدولار الأسترالي مكاسب بعد تأكيد محافظ البنك ميشيل بولوك خلال مؤتمره الصحفي على عدم وجود مسعى خفض أسعار الفائدة حاليًا. ويرى خبراء أن هذه الخطوة تعكس حرص البنك على تعزيز استقرار الاقتصاد الأسترالي وعدم الاندفاع نحو إجراءات نقدية قد تؤثر سلبًا على النمو. وتتوقع الأسواق مجموعة من العوامل التي قد تؤدي إلى تعديل السياسة النقدية قريبًا، منها:

• ارتفاع معدلات التضخم عن المستويات المستهدفة
• زيادة الإنفاق الاستهلاكي المحلي بوتيرة أسرع
• توقع تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي
• التقلبات في أسواق العملات العالمية

تؤكد هذه التطورات أن لجنة السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الأسترالي المركزي تمضي بحذر في ضبط سعر الفائدة، محافظين على توازن بين دعم النمو الاقتصادي وضبط الضغوط التضخمية، مع مراقبة دقيقة لمؤشرات السوق المتغيرة التي قد تستدعي تعديل السياسة النقدية مستقبلاً، لضمان استقرار الاقتصاد الوطني وسط التحديات العالمية والإقليمية المعقدة.