شراكة تاريخية بين مصر والسعودية تعد بتغيير جذري في خريطة صناعة الدواء المصري، مع تأثير مباشر على حماية عيون 100 مليون مواطن عربي من فقدان البصر. هذه المبادرة التي أعلن عنها خلال لقاء سري في وزارة الصحة تحت إشراف الدكتور خالد عبدالغفار ووفد من شركة سعودية رفيعة المستوى، تستهدف إنهاء معاناة ملايين المرضى، خاصة 3.5 مليون مصري مهددين بالعجز البصري بسبب أمراض مثل الجلوكوما.
كيف ستغير الشراكة السعودية-المصرية خريطة صناعة الدواء في مصر؟
اجتماع وزارة الصحة بين الدكتور خالد عبدالغفار والوفد السعودي برئاسة الدكتور طارق حسني والدكتور علي يحيى كشف عن خطة طموحة؛ تسعى إلى تطوير القطاع الدوائي محليًا وتقليل الاعتماد على الواردات، حيث تشير البيانات إلى أن 70% من الأدوية في مصر مستوردة، مما يجعل المرضى عرضة لتقلبات أسعار عالمية صعبة السيطرة عليها، الأمر الذي أثر على حياة الكثيرين منهم. مثال على ذلك، أم محمد 58 عامًا، التي فقدت جزءًا من بصرها بسبب عدم تمكنها من تحمل تكلفة الكشف المبكر على الجلوكوما، مرورًا بضعف البنية الصناعية الدوائية في البلاد. هذا التغير في الصناعة السعودية من شأنه تخفيض استيراد الأدوية، ما ينعكس إيجابًا على تخفيف الأعباء المالية على المواطنين.
توطين الصناعة الدوائية ومواجهة تحديات الأمراض العينية
وراء هذا اللقاء سنوات من المعاناة والبحث عن حلول وطنية لمشكلة ارتفاع أسعار الأدوية، خاصة في ظل أزمة النقد الأجنبي. تعمل مصر الآن على تنفيذ استراتيجية طموحة بحلول 2030 لتوطين الصناعات الدوائية، تأكيدًا على نجاحها السابق في القضاء على فيروس سي، وتوجهها الجديد لمحاربة “اللص الصامت” الجلوكوما، الذي يسرق البصر تدريجياً دون أعراض واضحة. يتوقع الخبراء انخفاض أسعار الأدوية المتعلقة بعلاج أمراض العيون من 30% إلى 50% خلال السنوات الثلاث القادمة، ما قد يضع مصر ضمن مصدري الأدوية على مستوى إقليمي، وينسحب أثره الإيجابي على ملايين المرضى العرب.
أمل جديد للمصريين في مكافحة العمى بأساليب متقدمة وشاملة
داخل البيوت المصرية، تتداخل مشاعر الأمل مع المخاوف من تفشي أمراض العيون؛ حيث قصَّ محمد العامل البالغ من العمر 45 عامًا تجربته مع المرض، مؤكدًا أن الفحص المبكر لعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على بصره. ضمن هذا التوجه، بدأت الوحدات الطبية المتنقلة رحلاتها إلى القرى النائية لحمل رسائل توعية وعلاج مبكر للجلوكوما، إلى جانب دورات تدريب مكثفة للأطباء في مراكز الرعاية الأولية تشمل خطوات الكشف المبكر. يؤكد استشاري العيون الدكتور سامي الجندي أن 80% من حالات العمى يمكن تجنبها بالفحص الدوري للمرضى فوق سن الأربعين.
- تدريب الأطباء على تشخيص أمراض العيون مبكرًا
- توسيع خدمات الفحص لمنع تطور الجلوكوما
- توفير أدوية بأسعار مخفضة عبر الصناعة المحلية
- الوحدات المتنقلة للوصول إلى المناطق النائية
| عام | متوسط انخفاض أسعار الأدوية |
|---|---|
| 2024 | 30% |
| 2025 | 40% |
| 2026 | 50% |
رغم التقدم الملحوظ والإمكانيات الواعدة، يظل الشارع المصري والعربي مترقبًا نتائج هذه الشراكة التي وصفت بأنها “قوية كالهرم وسريعة كالنيل”. يطرح الجميع تساؤلات مهمة حول إمكانية أن تكون هذه الخطوة بداية حقيقية لإنهاء معاناة المرضى مع تقلبات أسعار الدواء، وسط أمل عميق بتحقق انتفاضة صحية حقيقية عبر هذه المبادرة التي قد تعدل مستقبل صناعة الدواء وتنعش آمال ملايين العيون المحتاجة للرعاية.
