حقيقة اغتيال حميدتي والغموض المحيط بمصيره تشغل منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، حيث انتشرت موجة عارمة من الأنباء غير المؤكدة التي تزعم مقتل قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بلقب “حميدتي”، وقد أثارت هذه الشائعات حالة واسعة من الجدل والتساؤلات حول مصير أحد أبرز أطراف الصراع في السودان، في ظل غياب أي تصريح رسمي يقطع الشك باليقين.
تحليل شائعات اغتيال حميدتي: رواية الطائرة المسيرة تثير الجدل
تفاصيل الرواية الأكثر تداولاً ادعت أن مقتل حميدتي جاء نتيجة استهدافه المباشر عبر طائرة مسيرة متطورة من طراز “بيرقدار”، وهي رواية سرعان ما وجدت طريقها إلى آلاف الحسابات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لكن هذه الادعاءات افتقرت منذ البداية إلى أبسط مقومات المصداقية، فلم يتم تحديد مكان الهجوم المزعوم أو توقيته الدقيق، كما لم تُنسب المسؤولية عن الهجوم إلى أي جهة محددة، مما جعل فرضية كونها مجرد شائعة هي الأقرب للمنطق، ففي الحروب الحديثة، لا تقتصر المعارك على الميدان فقط، بل تمتد لتشمل حرباً إعلامية ونفسية تهدف إلى زعزعة استقرار الخصم، وهنا تكمن أهمية التساؤل حول حقيقة اغتيال حميدتي والغموض المحيط بمصيره الذي يخدم مصالح أطراف معينة في الصراع.
- الافتقار للمعلومات الأساسية مثل زمان ومكان الهجوم المزعوم.
- عدم تبني أي جهة رسمية، سواء الجيش السوداني أو خصومه، المسؤولية عن العملية.
- غياب أي دليل مادي أو مرئي يدعم رواية الاستهداف بالطائرة المسيرة.
- التجاهل التام للخبر من قبل وكالات الأنباء الدولية والإقليمية الموثوقة.
صمت رسمي يزيد من الغموض حول حقيقة اغتيال حميدتي
ما زاد من تعقيد المشهد هو الصمت المطبق من الجهات الرسمية التي يمكنها تأكيد أو نفي الخبر بشكل قاطع؛ فلم يصدر عن قيادة الجيش السوداني أي بيان رسمي يعلن مسؤوليته عن مثل هذه العملية النوعية، وهو أمر غير معتاد في حال تحقيق نصر استراتيجي بهذا الحجم، وفي المقابل، التزمت قوات الدعم السريع الصمت أيضاً ولم تصدر أي تعليق حول صحة الأنباء التي تمس قائدها الأعلى، وهذا الصمت المزدوج فتح الباب على مصراعيه أمام التكهنات والتأويلات المختلفة، فالبعض يرى فيه دليلاً على وجود ارتباك، بينما يفسره آخرون بأنه تكتيك لتجنب الرد على كل شائعة، لكن المؤكد أن هذا الغياب التام للمعلومات الرسمية يساهم بشكل مباشر في إبقاء حقيقة اغتيال حميدتي والغموض المحيط بمصيره في دائرة الشك.
| الادعاء المتداول عبر المنصات | الواقع والتحقق من المصداقية |
|---|---|
| مقتل حميدتي في هجوم بطائرة “بيرقدار” المسيرة. | لا يوجد أي دليل مادي أو تأكيد من أي جهة موثوقة، والتفاصيل غائبة تماماً. |
| قناة إخبارية عالمية كبرى بثت الخبر بشكل عاجل. | تم التحقق من منصات القناة المذكورة وتبيّن أنها لم تنشر أي شيء بهذا الخصوص. |
هل تم اغتيال حميدتي حقاً؟ دور الإعلام في تضخيم الأنباء الزائفة
وصلت موجة التضليل إلى ذروتها عندما حاول البعض إضفاء مصداقية على الشائعة عبر نسب الخبر إلى قناة إخبارية عالمية شهيرة، حيث انتشرت صور مفبركة لتنبيهات إخبارية عاجلة تحمل شعار القناة؛ وسرعان ما تبين أن هذا الادعاء زائف بالكامل، وأن القناة لم تورد أي تقرير أو خبر يتعلق بالحادث المزعوم، مما يكشف عن الآلية التي تعمل بها شبكات الأخبار الكاذبة على الإنترنت، والتي تعتمد على استغلال ثقة الجمهور في الأسماء الإعلامية الكبيرة لترويج معلومات مغلوطة، وهذا الحادث يسلط الضوء مجدداً على التحدي الكبير المتمثل في التحقق من المعلومات في عصر الإعلام الرقمي، ويؤكد أن حقيقة اغتيال حميدتي والغموض المحيط بمصيره لا تزال مجرد مادة للتداول الرقمي.
ويبقى الوضع الراهن محاطاً بالضبابية الكاملة، حيث تستمر الروايات غير الموثوقة بالانتشار كالنار في الهشيم عبر الفضاء الرقمي، في حين يظل غياب أي مصدر رسمي أو إعلامي مستقل يوثق الواقعة هو السمة الأبرز للمشهد، مما يضع الجميع في حالة ترقب وانتظار لما قد تكشفه الساعات أو الأيام القادمة.
