يشهد الشارع المصري حالة من الترقب في انتظار إعادة افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة بعد فترة إغلاق طويلة خضعت خلالها الحديقة لبرنامج تطوير شامل هو الأكبر من نوعه منذ إنشائها ويأتي هذا المشروع ضمن خطة تهدف إلى تحويل الحديقة إلى مقصد ترفيهي وسياحي متكامل يليق بتاريخها العريق، مع الحفاظ على قيمتها الأثرية وتحديث بيئات الحيوانات بشكل كامل.
تطورات مشروع تطوير الحديقة
بدأت أعمال التطوير في النصف الثاني من عام 2023، وشملت ربط حديقة الحيوان وحديقة الأورمان عبر نفق جديد لتسهيل حركة الزوار بينهما، وتوفير تجربة تداول مرنة وآمنة كما تضمنت الخطة إعادة تأهيل المباني التاريخية والممرات القديمة، والحفاظ على الأشجار والنباتات النادرة، إلى جانب إدخال خدمات جديدة تعزز من جودة الزيارة، وتعمل وزارة الزراعة بالتعاون مع شركات متخصصة من القطاع الخاص على تنفيذ المشروع، بدعم من خبراء محليين ودوليين لضمان الالتزام بالمعايير العالمية في رعاية الحيوانات وتصميم البيئات الخاصة بها.

موعد افتتاح حديقة الحيوان بعد التطوير
أوضح وزير الزراعة أن الافتتاح التجريبي كان مقررا في سبتمبر الماضي لكنه تأجل لعدم اكتمال جميع مراحل العمل ومن المنتظر أن يتم الافتتاح على عدة مراحل، بدءا من مرحلة تجريبية جزئية، ثم مرحلة تشغيل موسعة قبل الافتتاح الكامل للجمهور المتوقع قبل نهاية عام 2026 وتأتي هذه الخطوة في إطار ضمان جاهزية جميع المرافق وبيئات الحيوانات قبل عودة الزوار.
نقل الحيوانات وتجهيز البيئات الجديدة
تعد عملية نقل الحيوانات من أصعب مراحل التطوير، إذ تتطلب تجهيز بيئات مؤقتة تتوافق مع طبيعة كل نوع لضمان سلامته وراحته ويشارك في الإشراف على هذه العملية خبراء من دول مختلفة لضمان تطبيق أعلى معايير الرفق بالحيوان وشملت الأعمال تطوير مناطق السافانا الافريقية والبيئات الاسيوية بشكل شامل بما يعكس الطابع الطبيعي للحيوانات.
اعتماد دولي وخطة تشغيل جديدة
حصل المشروع على اعتماد عدد من المؤسسات الدولية المتخصصة في إدارة الحدائق، بعد مراجعة التصميمات وعمليات الترميم كما تم تدريب كوادر العمل داخل الحديقتين على طرق الإدارة الحديثة، استعدادا لنظام تشغيل يعتمد فيه القطاع الخاص على الإدارة اليومية بينما تتولى الوزارة الرقابة والإشراف العام يمثل مشروع تطوير حديقة الحيوان بالجيزة خطوة مهمة لإحياء واحد من أهم المعالم التاريخية والسياحية في مصر ومع اقتراب مراحل الافتتاح التدريجية، تتطلع الأسر المصرية إلى عودة هذا الصرح بحلة جديدة تجمع بين الحفاظ على التراث وتقديم تجربة ترفيهية ومعرفية متكاملة.
