وزارة الرياضة وهيئة التخصصات الصحية تتفقان: المدرب الرياضي سيُصنف “ممارسًا صحيًا” معتمدًا.
يشكل توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الرياضة والهيئة السعودية للتخصصات الصحية خطوة استراتيجية نحو تطوير منظومة الطب الرياضي في المملكة، حيث يهدف هذا التعاون، الذي يشارك فيه الاتحاد السعودي للطب الرياضي، إلى بناء جسر متين بين القطاعين الصحي والرياضي، بما يضمن تقديم رعاية متكاملة للرياضيين والكوادر الطبية العاملة معهم وتعزيز مستوى الخدمات المقدمة لهم.
جاء الإعلان عن هذه الشراكة النوعية ضمن فعاليات “ملتقى الصحة العالمي” الذي أقيم في العاصمة الرياض، وشهد التوقيع حضور شخصيات رفيعة المستوى يتقدمهم الدكتورة مزنة بنت عبدالرحمن المرزوقي، مدير عام معهد إعداد القادة، والدكتور محمد بن يوسف الرسي، الرئيس التنفيذي للتطوير والتميز المؤسسي في الهيئة، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها الطرفان لهذا التعاون الذي يمهد لمرحلة جديدة من التكامل المؤسسي.
حوكمة التراخيص وتأهيل الكوادر: أولى خطوات تطوير منظومة الطب الرياضي في المملكة
تضع هذه المذكرة إطارًا مؤسسيًا واضحًا لحوكمة تراخيص الممارسين في مجال الطب الرياضي، مما يضمن وجود اعتماد مهني دقيق وإشراف متكامل بين وزارة الرياضة والهيئة والاتحاد المعني، وتهدف هذه الخطوة إلى تنظيم القطاع ورفع مستوى الموثوقية في الكوادر العاملة به، كما تسعى الاتفاقية إلى تمكين الكفاءات الوطنية وتوسيع مجالات التدريب المهني في تخصصات الطب الرياضي عبر شراكات استراتيجية مستدامة، ويعد الاستثمار في هذا المجال خطوة أساسية نحو تحقيق بيئة رياضية صحية وآمنة، لأن تطوير منظومة الطب الرياضي في المملكة لا يقتصر فقط على العلاج بل يمتد ليشمل الوقاية والأداء الأمثل.
تمثل المذكرة انطلاقة حقيقية لإطلاق برامج تدريبية وبحثية متخصصة تهدف إلى تأهيل الكفاءات السعودية، وتعزيز حضورها المهني في هذا القطاع الحيوي الذي يشهد نموًا متسارعًا على الصعيد العالمي، وتتجسد أهمية هذا التعاون في كونه لبنة إضافية في مسار تطوير البنية التحتية للقطاعين الرياضي والصحي، بما يتماشى مع الرؤية الطموحة للمملكة نحو مستقبل أكثر صحة وجودة، ويعتبر هذا الاتفاق امتدادًا لجهود معهد إعداد القادة في دعم الكوادر الوطنية من خلال توفير بيئة تعليمية ومهنية متطورة.
مبادرات مشتركة لتعزيز ممارسات الطب الرياضي وفق المعايير العالمية
تسعى الجهات الموقعة من خلال هذه الشراكة إلى الارتقاء بمستوى الممارسات المهنية في القطاع الرياضي، وتوحيد معايير الترخيص والتدريب لضمان جودة الخدمات المقدمة للرياضيين في مختلف الألعاب والمستويات، وسيتم بموجب الاتفاق تنفيذ مبادرات مشتركة تستهدف الممارسين الصحيين العاملين في الأندية والاتحادات الرياضية عبر برامج تأهيلية متقدمة، تراعي أحدث المستجدات العلمية في مجال الطب الرياضي والتمارين العلاجية، وتعتبر هذه المبادرات جزءًا لا يتجزأ من مشروع تطوير منظومة الطب الرياضي في المملكة.
يشمل التعاون بين الطرفين عدة محاور أساسية لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، حيث ستركز الجهود المشتركة على مجالات حيوية من شأنها إحداث نقلة نوعية في القطاع، وتتضمن هذه المحاور:
- تعزيز التعاون البحثي وإجراء دراسات مشتركة حول الإصابات الرياضية وطرق الوقاية منها.
- تطوير بروتوكولات علاجية حديثة ومتوافقة مع المعايير الدولية المعتمدة.
- تبادل الخبرات والمعارف مع الخبراء المحليين والدوليين لتنمية القدرات الوطنية.
- تطوير الكفاءات في مجالات التأهيل والعلاج وإدارة الإصابات الرياضية بشكل فعال.
كيف يخدم تطوير منظومة الطب الرياضي في المملكة أهداف رؤية 2030؟
يُنتظر أن تسهم هذه الخطوة بشكل مباشر في بناء منظومة وطنية متكاملة لتأهيل المتخصصين في الطب الرياضي، لتواكب النمو الكبير الذي يشهده القطاع الرياضي في المملكة خلال السنوات الأخيرة، وتأتي هذه الشراكة ضمن التوجهات الاستراتيجية للهيئة السعودية للتخصصات الصحية في توسيع نطاق تعاونها مع القطاعات الحيوية الأخرى لرفع كفاءة الكوادر الصحية في مجالات جديدة تخدم المجتمع، وهو ما يصب في مصلحة تطوير منظومة الطب الرياضي في المملكة بأكملها.
تؤكد هذه المبادرة التزام وزارة الرياضة بتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة في القطاع الرياضي، بما يتماشى مع أهداف برنامج جودة الحياة، أحد البرامج الرئيسية لرؤية السعودية 2030، حيث تحرص الوزارة على دعم جميع المبادرات التي تعزز الجوانب الصحية والبدنية للرياضيين، باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الأداء الأمثل والحفاظ على سلامتهم، وينعكس هذا التعاون إيجابًا على جودة الخدمات الصحية المقدمة داخل الأندية والمراكز المتخصصة، من خلال تأهيل كوادر مواكبة لأحدث الممارسات العالمية، مما يجعل تطوير منظومة الطب الرياضي في المملكة مكونًا رئيسيًا في تحقيق التميز الرياضي.
وبهذه المذكرة، ترسخ وزارة الرياضة والهيئة السعودية للتخصصات الصحية شراكتهما لبناء منظومة مهنية متكاملة تدعم التميز والاحترافية في الخدمات الطبية المقدمة للرياضيين.
