انسحاب دول أوروبية من مسابقة يوروفيجن يسلط الضوء على انقسامات أوروبا بسبب سياسات إسرائيل
مسابقة يوروفيجن 2026 تتحول إلى محور أزمة سياسية وثقافية غير مسبوقة في أوروبا، حيث عبرت عدة دول عن رفضها استمرار مشاركة إسرائيل في المسابقة، ما دفع إسبانيا وهولندا وإيرلندا إلى الانسحاب رسميًا، وسط تهديدات من خمس دول أوروبية أخرى باللجوء إلى المقاطعة، في خطوة تعكس تصاعد الغضب تجاه السياسات الإسرائيلية في غزة وتأثيرها على وحدة موقف الاتحاد الأوروبي الإعلامي.
انكشاف أزمة يوروفيجن 2026 وتداعيات انسحاب إسبانيا وهولندا وإيرلندا
شهدت مسابقة يوروفيجن 2026 واحدة من أعنف أزماتها التاريخية بعد إعلان كل من إسبانيا وهولندا وإيرلندا انسحابها من المشاركة احتجاجًا على قرار الاتحاد الدولي للبث (UER) بالسماح لإسرائيل بالمشاركة، رغم استمرار النزاع العنيف في غزة. هذا القرار، الذي جاء عقب تصويت سري في اجتماع الجمعية العامة بجنيف، تضمن إدخال تعديلات تنظيمية تهدف لتعزيز الشفافية والحياد، لكنه لم يلق قبولًا عند الدول الثلاث، التي اعتبرت أن مشاركة إسرائيل في ظل الخسائر الإنسانية الجسيمة تتعارض جذريًا مع القيم التي يروج لها المهرجان. وتعد هذه الخطوة مؤشرًا على تصدع وحدة الصف الأوروبي، كما تعبر عن رفض شعبي ورسمياً للإبقاء على إسرائيل في منصة يوروفيجن خلال الأزمة الراهنة.
تزايد التهديدات بمقاطعة يوروفيجن 2026 وتصاعد الغضب الأوروبي ضد الاحتلال
لم تتوقف التصريحات عند انسحاب الدول الثلاث، إذ تكشف التهديدات التي أطلقتها دول أخرى مثل سلوفينيا وآيسلندا وبلجيكا والسويد وفنلندا عن احتمالية توسيع دائرة المقاطعة، وهو ما يهدد بفراغ واضح للمسابقة من عدد كبير من المشاركين الأوروبين. هذا الوضع يعكس تعقيدات سياسية وأخلاقية متشابكة، حيث يرى معارضو مشاركة إسرائيل أن الفن لا يمكن فصله تمامًا عن القيم الأخلاقية، ويعتبرون يوروفيجن اختبارًا حقيقيًا لوحدة أوروبا ومصداقية المهرجان في دعم قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما يجعله ساحة تضارب تتجاوز حدود التنافس الغنائي إلى صراع رمزي على ضمير القارة.
- إسبانيا، هولندا، إيرلندا تؤكد انسحابها من المسابقة رفضا لمشاركة إسرائيل
- دول أخرى تدرس خطوات مقاطعة مماثلة تدعم الموقف الأخلاقي والإنساني
- انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي بسبب السماح بمشاركة إسرائيل رغم الخسائر في غزة
رد إسرائيل على المقاطعة واعتبار المشاركة في يوروفيجن حقًا لا يقبل الجدل
من جانبها، أصدرت إسرائيل موقفاً قويًا يعلن رفضها لأي محاولات استبعاد من المسابقة، حيث اعتبر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج قرار استمرار المشاركة انتصارًا للعدالة وصدًا لمحاولات العزلة الدولية. وترى الحكومة الإسرائيلية أن حملة الضغوط الأوربية تستهدف أهدافًا سياسية مختبئة، وأن تحويل الفن إلى أداة للعقاب السياسي يضر بمبادئ الحوار والتفاهم. ويشير المراقبون إلى أن يوروفيجن يمثل بالنسبة لإسرائيل أداة قوة ناعمة مهمة تحافظ عليها رغم الحملة النقدية الواسعة التي تعرضت لها علاقاتها الثقافية والإعلامية مؤخرًا. هذه المواقف تؤكد وجود انقسام عميق بين الجوانب السياسية والثقافية والأخلاقية للمسألة، ما يفاقم أزمة يوروفيجن ويعقد آفاق حلها.
| الطرف | موقفه الرئيسي |
|---|---|
| دول الانسحاب (إسبانيا، هولندا، إيرلندا) | انسحاب احتجاجي على مشاركة إسرائيل بسبب الأزمة في غزة |
| الدول المهددة بالمقاطعة | دراسة اتخاذ نفس الخطوة لدعم الموقف الإنساني والأخلاقي |
| إسرائيل | تأكيد أن المشاركة حق أساسي ورفض استغلال الفن لصراعات سياسية |
تتشابك أزمة يوروفيجن 2026 بين ما هو أخلاقي وسياسي، إذ يمثل انسحاب بعض الدول موقفًا واضحًا ضد ما تعتبره استخدامًا مفرطًا للقوة في غزة، بينما يرون آخرون أن تسييس الفن يضر باستقلالية المهرجان ويعرض استمراريته للخطر، وسط حالة عجز أوروبية عن تحقيق توافق يرضي الجميع ويحول الحدث الثقافي إلى منصة صراع حاد يعكس النزاعات السياسية والاجتماعية في القارة. هذا المشهد يستدعي إعادة نظر في القيمة الحقيقية للمسابقات الثقافية الكبرى وعلى رأسها يوروفيجن، وكيف يمكن أن تظل رافعة لوحدة أوروبا وقيمها دون أن تتحول إلى ساحة انقسامات حادة.
