الرحمة في صمت القطط: لماذا تختار هذه الحيوانات الحرم وتقتصر على رجل واحد فقط؟

الرحمة في صمت القطط: لماذا تختار هذه الحيوانات الحرم وتقتصر على رجل واحد فقط؟
الرحمة في صمت القطط: لماذا تختار هذه الحيوانات الحرم وتقتصر على رجل واحد فقط؟

لماذا كانت القطط تتجاهل المئات وتأتي لهذا الرجل فقط في الحرم؟ هذه الحكاية تحمل في طياتها عمق الرحمة المفقودة في عالمنا اليوم، حيث تتصادم القسوة مع أنبل مشاعر الإنسان تجاه الكائنات الحية، فتبرز قصة رجل عاش مع 13 قطة في منزله بسلام، في مقابل قسوة استهدفت أطفالاً أبرياء في أماكن كثيرة من العالم، مما يثير تساؤلات حول مصير الإنسانية.

الرحمة المفقودة في زمن القسوة وكيف تعرف القطط النفوس الطاهرة

في أيام الحج بمشعر منى، شهد الجميع مشهداً قلبياً عندما تخطت قطة المصلين لتتجه فقط نحو البروفيسور حسن الزين، ذلك الرجل الذي لم يحمل سوى توكله على الله دون أمواله، والذي ورث الرحمة من أبيه الذي كان يعيش مع 13 قطاً في تآلف ومحبة. هذه القطط التي تعرف النفوس الطاهرة كما يجذب المغناطيس الحديد، تدل على أن الرحمة شعور يصنعه القلب ولا يره بالكثيرون. يشير الجاحظ في كتابه “الحيوان” إلى أن القطط تمتاز بحب ووفاء لا يراه مع الحيوانات الأخرى، وهي تحفظ كرامة نفسها وولدها حتى في شدة الجوع.

الرحمة بين تضاؤل القيم والأحداث المؤلمة في السودان

ما نشهده اليوم من قصفٍ روضة أطفال في جنوب كردفان بالسودان يشكل انحطاطاً أخلاقياً لا يستهان به، حيث تتلقى أرواح بريئة حتفها بلا رحمة من قِبل مسيرات قاتلة، بينما لا يجد المجرمون أي ذريعة أو ضمير. في المقابل، ينعى الشعب السوداني بفقدان قطة مُحبة واسمها “سانتوت”، التي قُتلت بوحشية، مظهراً حساسية عاطفية مخالفة تجاه قتل الحيوانات الأليفة المختلفة. هذه التناقضات الصارخة تثير سؤالاً محيراً عن طبيعة هؤلاء الذين يرتكبون الفظائع بحق الأطفال الأبرياء: هل هم حقاً من بني الإنسان؟

رسالة الرحمة في قصة القطط التي تختار النفوس الصالحة وأثرها العميق

إن قسوة الإنسان تبدأ صغيرة وتكبر إلى حد الوحشية، حيث أن اعتداءه على الحيوان قد يتحول إلى اعتداء على الإنسان، خصوصاً الطفل الضعيف، والقطة التي اختارت البروفيسور الزين ترسل رسالة بليغة أن الرحمة تنجذب لرحمة أخرى. في زمن باتت فيه القسوة شائعة، نحتاج لعودة حقيقية إلى أصالة الإنسانية وجذورها التي حذر الله منها في القرآن الكريم على من يحرم هرة من حريتها. إذا تلاشت الرحمة مع الضعفاء والمستضعفين، فلا يبقى حينها إلا قشرة خاوية بلا إنسانية.

  • الرحمة والتراحم أساس للروابط الإنسانية الصحيحة
  • القطط تعكس حساسية وفطنة في اختيار النفوس الطاهرة
  • الانحطاط الأخلاقي يؤدي إلى توغل القسوة مع الأطفال والضعفاء

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.