يعتبر تأثير محتوى يوتيوب المرعب على الأطفال من المخاطر النفسية الحقيقية التي يجب الانتباه إليها، خاصة مع قضاء الأطفال تحت سن 16 حوالي 3 ساعات يوميًا أمام المنصة، حيث يتعرضون لمقاطع قد تبدأ برياضية أو كرتونية ثم تتحول فجأة إلى مشاهد مرعبة أو عنيفة. استخدام النسخة الرئيسية من يوتيوب بدلًا من تطبيق YouTube Kids يعرضهم لمحتوى لا يناسب أعمارهم، مما يزيد من احتمالية تعرضهم لتأثيرات سلبية نفسية وسلوكية.
التأثير النفسي لمحتوى يوتيوب المرعب على الأطفال
يؤكد استشاري الصحة النفسية الدكتور وليد هندي أن تعرض الأطفال لمقاطع مرعبة وعنيفة على يوتيوب يترك آثارًا مباشرة على حالتهم النفسية، مما يجعلهم يعانون من قلق زائد، اضطرابات النوم، ميل للعزلة الاجتماعية، وأحيانًا تقليد سلوكيات مزعجة تظهر لهم. يتشابه الأطفال مع الشخصيات المخيفة التي يشاهدونها بشكل غير واعٍ، مما يؤثر على سلوكياتهم داخل البيت والمدرسة؛ حيث تصبح قدرتهم على التعاطف أقل، ويزيد قابلية حدوث نوبات غضب وانفعال. كما أن تعودهم على العنف كجزء من المحتوى اليومي قد يجعلهم يميلون إلى التصرفات الاندفاعية والعدوانية، خصوصًا عند قضاء وقت طويل أمام الشاشة بدون رقابة مناسبة.
كيف تحمي طفلك من تأثيرات محتوى يوتيوب المرعب؟
يبرز أهمية اتباع خطوات محددة للحفاظ على سلامة الطفل النفسية عند استخدامه يوتيوب، وتشمل هذه الإجراءات:
- تحديد وقت محدد لاستخدام الشاشة وعدم السماح له بالتصفح الحر على يوتيوب
- متابعة المحتوى الذي يشاهده الطفل والمشاركة معه لفهم طبيعة المقاطع
- تفعيل الرقابة الأبوية لمنع الوصول إلى المقاطع غير الملائمة
- تأمين الأدوات الخطرة في المنزل خوفًا من تقليد المشاهد الخطيرة
- توجيه الطفل للاستفادة من بدائل صحية مثل القراءة، الأنشطة الفنية، اللعب، وممارسة الرياضة
الوعي بأهمية يوتيوب كيدز وأثر محتوى الأطفال على صحتهم النفسية
رغم وجود تطبيق مخصص للأطفال مثل يوتيوب كيدز الذي يهدف إلى توفير محتوى آمن، إلا أن أغلب الأطفال يظلّون يستخدمون النسخة العادية من يوتيوب، مما يعرضهم لخطر مشاهدة مقاطع لا تلائم أعمارهم. يُظهر محتوى الأطفال على يوتيوب أن هناك تباينًا كبيرًا في جودة ما يتم عرضه، ويجب على الأهالي تعزيز الوعي حول خطورة محتوى الأطفال على تلك المنصة، وذلك من خلال مراقبة الاستخدام وإرشاد الطفل لاختيار المواد التي تناسب نموه العقلي والنفسي. يصبح دور الأسرةَ أساسيًا في حماية الطفل وتعزيز بيئة آمنة بعيدًا عن المؤثرات السلبية التي قد تحول ترفيه يوتيوب إلى تهديد نفسي دائم.
