قرية أسترالية تمنع دخول الكلاب والقطط في إطار جهود الحفاظ على الحياة البرية ونظامها البيئي المحلي، اتخذت قرية كورومبين البيئية على ساحل جولد كوست تدابير صارمة تحظر إدخال الحيوانات الأليفة، بما في ذلك الكلاب والقطط، مع استثناء حيوانات الخدمة المعتمدة، وتقوم هذه الخطوة على مبدأ حماية الأنواع الأصلية والتوازن البيئي من تأثير الحيوانات المفترسة الأليفة.
قرية أسترالية تمنع دخول الكلاب والقطط حفاظًا على التوازن البيئي
تأسست قرية كورومبين قبل عقدين وتغطي مساحة تمتد إلى 110 هكتارات، وهي نموذج للحياة المستدامة التي تدمج بين الإنسان والطبيعة بصورة متناغمة، فقد صُممت القرية على يد مهندس ميكانيكي متقاعد يدعى «سمارت» لتكون ملاذًا آمِنًا للكائنات الأسترالية الأصلية مثل الكنغر والكوالا والنضناض وخلد الماء، ويُعتبر حظر الكلاب والقطط من أساسيات المحافظة على النظام البيئي؛ لأن هذه الحيوانات تفترس وتؤثر سلبًا على الحياة البرية، حسب تقرير صحيفة الجارديان.
يُشدّد مؤسس القرية على أن سكانها، الذين يبلغ عددهم حوالي 500 شخص من مختلف الخلفيات العمرية والاجتماعية، يتقبلون التضحية بامتلاك الحيوانات الأليفة حفاظًا على البيئة، مشيرًا إلى أن الكلاب رغم وفائها ورقتها، إلا أنها تشكل تهديدًا مباشرًا للكائنات البرية، مما يستوجب هذا القرار الحازم.
تتميز القرية بأسلوب حياة يستند إلى الاستدامة البيئية من خلال استخدام الطاقة الشمسية وجمع مياه الأمطار، إضافة إلى برامج إعادة التشجير ومشاريع مشتركة للحدائق وبرامج دعم غذائي للأشخاص المحتاجين، مما يعزز شعور التعاون والمسؤولية المجتمعية.
القرية الأسترالية ودور حظر الكلاب والقطط في حماية الحياة البرية
يمثل حظر الكلاب والقطط في قرية كورومبين نموذجًا بيئيًا فريدًا يوازن بين احتياجات الإنسان والبيئة، فقد أصبح حماية الحياة البرية من الحيوانات المفترسة الأليفة هدفًا مجتمعيًا مشتركًا، ويتعاون السكان لتحقيقه عبر الالتزام بهذه القوانين الصارمة.
إن الخطوة الفريدة بحظر الكلاب والقطط تعكس الوعي البيئي العميق للسكان، الذين وضعوا حماية الكنغر والكوالا وأنواع أخرى في مقدمة أولوياتهم، ما يضمن استمرارية وجود هذه الأنواع دون تعرضها لمخاطر الحيوانات الأليفة. كما يسمح السكان فقط بحيوانات الخدمة المعتمدة، مثل الكلاب المدربة والخيول الصغيرة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقات، مما يعزز سلامة الجميع ويُراعي الاحتياجات الخاصة.
سر نجاح المجتمع المستدام في القرية الأسترالية وحظر الكلاب والقطط
يُعد هذا المجتمع البيئي نموذجًا يحتذى به في التخطيط العمراني البيئي، إذ يجمع بين الحياة البشرية الطبيعية وحماية الطبيعة بطريقة متزنة ومستدامة، مستلهمًا من تاريخ التجارب البيئية ومجتمعات الهيبيز في أستراليا.
يتقاسم سكان القرية المسؤولية تجاه الحفاظ على الحياة البرية ويؤمنون بأن التعاون المجتمعي والمساهمة في المشاريع المحلية لهما الأولوية على المصلحة الفردية، ما يعزز استمرارية هذا التوازن الفريد بين الإنسان والطبيعة.
تتجلى جهود القرية من خلال المبادرات العملية التي تشمل:
- منع دخول الكلاب والقطط كحيوانات أليفة حفاظًا على التوازن الحيوي.
- استخدام الطاقة النظيفة عبر الألواح الشمسية لتعزيز الاستدامة.
- جمع مياه الأمطار لتقليل استهلاك الموارد الطبيعية.
- تنفيذ مشاريع إعادة التشجير وتجديد الغابات المحلية.
- تنظيم حدائق ومشاريع مجتمعية تدعم الغذاء والمساعدة للأعضاء المحتاجين.
تفرض هذه القرية بذلك نموذجًا فريدًا للحياة المستدامة التي تضع حماية الحياة البرية في صلب أولوياتها، متبعين حظر الكلاب والقطط كجزء أساسي من هذه الفلسفة، مما يبرهن على أن الإنسان والطبيعة يمكن أن يتعايشا بتناغم على أساس دراية واعية والتزام جماعي.
