بـ 90 مليون مشترك.. كيف يعيد الإنترنت المحمول تشكيل الاقتصاد والمجتمع في مصر؟

بـ 90 مليون مشترك.. كيف يعيد الإنترنت المحمول تشكيل الاقتصاد والمجتمع في مصر؟

مؤشرات الطفرة الرقمية في قطاع الاتصالات بمصر تظهر بوضوح من خلال الأرقام والإنجازات التي أعلن عنها الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات؛ حيث أكد المتحدث الرسمي المهندس محمد إبراهيم أن البلاد تشهد قفزة نوعية غير مسبوقة، مدعومة باستثمارات ضخمة في البنية التحتية وزيادة هائلة في أعداد المشتركين، مما يرسخ مكانة مصر كمركز رقمي إقليمي واعد.

بالأرقام: كيف تعكس مؤشرات الطفرة الرقمية في قطاع الاتصالات بمصر نموًا هائلاً؟

تعكس لغة الأرقام حجم التطور الهائل الذي يشهده قطاع الاتصالات؛ حيث تجاوز عدد المشتركين في خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول حاجز الـ 90 مليون مشترك، وهو رقم يكشف مدى الاعتماد المتزايد على الاتصال بالإنترنت أثناء التنقل، وفي المقابل، وصل عدد مشتركي الإنترنت الثابت إلى ما يقارب 12 مليون مشترك، وهو ما يشير إلى استقرار الطلب على الخدمات المنزلية عالية السرعة، وتكتمل الصورة العامة للقطاع مع وصول إجمالي مشتركي الهاتف المحمول إلى أكثر من 120 مليون مشترك، بينما بلغ عدد خطوط الهاتف الأرضي 13.5 مليون خط، وهذه الزيادة الشاملة في قاعدة المشتركين تعد من أبرز مؤشرات الطفرة الرقمية في قطاع الاتصالات بمصر التي تترجم الجهود المبذولة لتوسيع قاعدة الخدمات الرقمية.

نوع الخدمة عدد المشتركين (تقريبي)
مشتركو الهاتف المحمول 120 مليون
مشتركو إنترنت المحمول 90 مليون
خطوط الهاتف الأرضي 13.5 مليون
مشتركو الإنترنت الثابت 12 مليون

أساس الطفرة الرقمية في قطاع الاتصالات بمصر: بنية تحتية قوية وخدمات مبتكرة

لم تكن هذه القفزة لتتحقق لولا وجود استثمارات ضخمة وجهت لتطوير وتحديث البنية التحتية بشكل جذري؛ حيث تم إحلال كابلات الألياف الضوئية (الفايبر) محل الشبكات النحاسية القديمة، وهي خطوة استراتيجية أسهمت مباشرة في رفع سرعة وجودة الإنترنت الثابت بشكل ملحوظ للمستخدمين في جميع أنحاء البلاد، وعلى صعيد شبكات المحمول، شهدت البلاد توسعًا غير مسبوق في عدد أبراج الاتصالات التي زاد عددها ليصبح أكثر من 37 ألف برج، ومن اللافت للنظر أنه تم إنشاء 12 ألف برج منها خلال السنوات الأربع الأخيرة فقط؛ وهو ما يعادل نصف ما تم بناؤه على مدار العقدين الماضيين، وهذا التسارع في التطوير يوضح مدى جدية الدولة في تحقيق أهدافها، كما أن استيعاب هذا النمو كان يتطلب إطلاق خدمات تواكب التطور العالمي، وهو ما يمثل دليلاً آخر على مؤشرات الطفرة الرقمية في قطاع الاتصالات بمصر.
ولم يقتصر التطور على البنية التحتية المادية فقط؛ بل امتد ليشمل إطلاق حزمة من الخدمات والتقنيات الحديثة التي تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية المتاحة، وهذا التحول النوعي نحو الابتكار يمثل جوهر مؤشرات الطفرة الرقمية في قطاع الاتصالات بمصر، ومن أبرز هذه الخدمات التي تم إطلاقها مؤخرًا:

  • تقنية الجيل الخامس (5G): التي تعد بنقلة ثورية في سرعات الإنترنت وتطبيقاتها المستقبلية مثل إنترنت الأشياء والمدن الذكية.
  • الشريحة الإلكترونية (eSIM): التي توفر مرونة أكبر للمستخدمين في تغيير شركات الاتصالات دون الحاجة لتبديل الشريحة الفعلية.
  • خدمة الاتصال عبر الواي فاي (Wi-Fi Calling): وهي تقنية تضمن تحسين جودة المكالمات الصوتية بشكل كبير داخل المباني والأماكن ذات التغطية الضعيفة.

توسيع نطاق الطفرة الرقمية: جهود تغطية المناطق النائية وتأثيرها الاقتصادي

إدراكًا لأهمية تحقيق العدالة الرقمية وضمان وصول الخدمات لجميع المواطنين دون استثناء؛ تم وضع خطة استراتيجية لمعالجة تحديات التغطية في المحافظات الحدودية والمناطق النائية، ويلعب “صندوق الخدمة الشاملة” التابع للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات دورًا محوريًا في هذا الصدد؛ حيث استثمر أكثر من مليار جنيه خلال العام الماضي فقط لتحسين وتوسيع نطاق الخدمات في المناطق التي تعتبر غير مجدية اقتصاديًا لشركات الاتصالات، وهذه الجهود تضمن ألا تقتصر مؤشرات الطفرة الرقمية في قطاع الاتصالات بمصر على المدن الكبرى فقط؛ بل تمتد لتشمل كل ربوع الوطن، مما يعزز مبدأ الشمول الرقمي.
إن هذه القفزة الرقمية الشاملة لا يقتصر تأثيرها على تسهيل حياة المواطنين اليومية فحسب؛ بل تتجاوزه لتفتح آفاقًا اقتصادية واجتماعية واسعة، فالبنية التحتية القوية والخدمات المتطورة تخلق بيئة خصبة لنمو المشروعات الرقمية الناشئة، وتدعم فرص العمل في مجالات جديدة، وتتيح إمكانيات غير محدودة للتعليم عن بعد، وكل هذه العوامل مجتمعة تعزز من مكانة مصر كقوة إقليمية مؤثرة في مجال الاقتصاد الرقمي، وتؤكد أن مؤشرات الطفرة الرقمية في قطاع الاتصالات بمصر هي محرك أساسي للتنمية المستدامة.
هذا التحول العميق يعيد تشكيل المشهد الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، ويؤسس لمستقبل يعتمد بشكل متزايد على الابتكار والتكنولوجيا لتمكين الأفراد والمؤسسات من تحقيق أقصى إمكاناتهم في عالم رقمي متسارع التغير.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.