في ليلة كروية مزدحمة بالتوقعات وتحت أجواء مشتعلة في ملعب لوسيل بقطر، التقى منتخب مصر ومنتخب الإمارات في مباراة حملت بين طياتها الكثير من الندية والرغبة في تغيير مسار الجولة الثانية من دور المجموعات في كأس العرب 2025 جاءت هذه المواجهة في توقيت حساس للطرفين، حيث دخل المنتخب المصري بحثا عن استعادة توازنه بعد البداية المتذبذبة، بينما سعت الإمارات إلى انتزاع فرصة جديدة لإحياء آمالها. ومع كل دقيقة كانت تمضي، بدا واضحا أن الصراع لم يكن فنيا فحسب بل نفسيا أيضا، مما أضفى على اللقاء طابعا مشوقا حتى صافرة النهاية.
الشوط الأول ومحاولات السيطرة
شهد الشوط الأول بداية متوازنة بين المنتخبين، إذ حاولت مصر فرض إيقاع لعبها من خلال التحركات السريعة وتمرير الكرة في وسط الميدان، بينما فضل المنتخب الإماراتي التراجع والتنظيم الدفاعي ومع مرور الوقت، ازدادت محاولات مصر اختراق الخطوط الخلفية للإمارات، إلا أن تألق الحارس المصري في التصدي لعدد من الفرص الخطيرة منح الفريق ثباتا دفاعيا وأبقى المباراة بلا أهداف، ومع ذلك كانت الندية حاضرة في كل هجمة بفضل رغبة الطرفين في كسب الأفضلية مبكرا.
تقدم إماراتي مفاجئ
مع بداية الشوط الثاني، تغير إيقاع اللقاء تدريجيا، حيث نجحت الإمارات في استغلال هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة ستين لتسجيل هدف التقدم بعد عمل جماعي منظم، وقد شكل هذا الهدف نقطة تحول واضحة دفعت مصر إلى تعزيز ضغطها ومحاولة العودة إلى المباراة، خصوصا أن الخسارة كانت ستضع المنتخب المصري في وضع صعب على مستوى الترتيب.
تعادل مصري في اللحظات الأخيرة
ورغم قلة الفرص الصريحة ونجاح الإمارات في إغلاق المساحات، إلا أن الإصرار المصري ظهر جليا في الدقائق الأخيرة، حيث تمكن مروان حمدي من تسجيل هدف التعادل عبر رأسية متقنة قلبت مجريات اللقاء ومنحت مصر نقطة ثمينة، وقد شهدت الدقائق الأخيرة اندفاعا من الجانبين وهجمات متبادلة عكست روح الإصرار والرغبة في تحقيق نتيجة إيجابية.
نتيجة المباراة
انتهت المواجهة بالتعادل الإيجابي واحد مقابل واحد، لترتفع نقاط مصر إلى نقطتين في المركز الثاني، بينما حصدت الإمارات أول نقطة لها في البطولة، ورغم أن التعادل لم يحسم ملامح التأهل بعد، إلا أنه منح مصر دفعة معنوية، في حين أصبحت الإمارات مطالبة بالفوز في المواجهات المقبلة لتعويض البداية المتعثرة.
تقييم أداء المنتخبين
من خلال قراءة فنية سريعة، يمكن تلخيص الأداء كالتالي:
- مصر، أظهرت روحا قتالية ورغبة في العودة رغم التأخر، كما نجحت في استغلال آخر فرصة لإنقاذ الموقف.
- الإمارات، قدمت سرعة في التحولات وقدرة هجومية جيدة، لكنها افتقدت التركيز الدفاعي أمام الضغط المصري المتأخر.
- الجانبان، تأثرا بالضغط الجماهيري والرهانات العالية، مما انعكس على قرارات اللاعبين وأداء الفريقين طوال اللقاء.
