شهدت المناطق الشرقية خلال الساعات الماضية حالة من الترقب عقب هطول أمطار غزيرة، مما دفع الجهات الرسمية إلى توضيح حقيقة الموقف المائي لطمأنة المواطنين بشأن البنية التحتية للسدود. وأكدت وزارة الموارد المائية أن الأوضاع مستقرة تمامًا وبعيدة عن مؤشرات الخطر، وذلك رغم تسجيل معدلات هطول مرتفعة في بنغازي والأبيار، حيث تعمل السدود حاليًا بكفاءة عالية ووفق خطط التصريف المعتمدة.
حقيقة أوضاع السدود في شرق ليبيا حاليًا
صرح مدير إدارة موارد السدود بوزارة الموارد المائية عبدالله الديفار بأن الوضع المائي تحت السيطرة الكاملة ولا يستدعي أي مخاوف، حيث جاءت هذه التطمينات بعد موجة الأمطار الأخيرة التي أثارت تساؤلات حول القدرة الاستيعابية. وأوضح المسؤول أن الكميات المتجمعة لا تزال أقل بكثير من الطاقة القصوى للتخزين، مما يعني وجود هوامش أمان واسعة لاستقبال كميات إضافية دون تشكيل أي تهديد على المناطق السكنية المجاورة أو السكان.
وأشار الديفار إلى أن المتابعة المستمرة لمناسيب المياه تؤكد استقرار البنية التحتية وجاهزيتها للتعامل مع التدفقات المائية الناتجة عن المنخفض الجوي، موضحًا أن الإجراءات التشغيلية تتم وفق المعايير الفنية الدقيقة.
البيانات الفنية لمخزون السدود الرئيسية
كشفت التصريحات الرسمية عن أرقام دقيقة توضح الفارق الكبير بين منسوب المياه الحالي والسعة التصميمية للسدود، مما يبرهن بلغة الأرقام على عدم وجود خطر في الوقت الراهن. ويبرز الجدول التالي مقارنة تفصيلية توضح الحالة الفنية والمخزون المائي للسدود التي استقبلت مياه الأمطار مؤخرًا:
| اسم السد | المخزون الحالي (متر مكعب) | الطاقة الاستيعابية (متر مكعب) | ملاحظات التشغيل |
|---|---|---|---|
| سد وادي القطارة الثانوي | 1.5 مليون | 7.5 مليون | الوضع مطمئن جدًا |
| سد وادي القطارة الرئيسي | 4 ملايين | 135 مليون | بعيد تمامًا عن الامتلاء |
| وادي جازا | صفر (لا يوجد تخزين) | – | البوابة مفتوحة للتصريف |
| وادي مرقص | 50 ألف | 150 ألف | لا مناطق سكنية أمامه |
ويظهر من خلال البيانات السابقة أن سد وادي القطارة الرئيسي يعمل بأقل من 3% من طاقته الاستيعابية، بينما يتم تصريف مياه وادي جازا بانتظام لمنع أي ضغط على جسم السد.
معدلات الأمطار المسجلة بالمناطق الشرقية
تزامنت التقارير المطمئنة مع رصد المركز الوطني للأرصاد الجوية لأعلى معدلات هطول للأمطار تركزت بشكل أساسي في مدن الساحل وجوانب الجبل الأخضر، وهذا التوزيع الجغرافي للأمطار ساهم في تغذية الوديان بالمياه. ونستعرض في النقاط التالية أبرز الكميات المطرية التي سجلتها محطات الرصد الجوي خلال اليومين الماضيين:
- محطة الأبيار سجلت أعلى معدل بواقع 54 ملم.
- محطة مطار بنينا سجلت هطولًا بلغت كميته 47 ملم.
- مركز الحدائق في مدينة بنغازي سجل 41.6 ملم.
- محطة مدينة البيضاء بالجبل الأخضر سجلت 26.5 ملم.
- منطقة برسس سجلت كميات أمطار بلغت 22 ملم.
- محطات طرابلس سجلت كميات أقل مثل سوق الجمعة بـ 4 ملم.
وتشير التوقعات الجوية إلى استمرار فرص هطول الأمطار على مناطق الخليج وسهل بنغازي، مع احتمالية امتدادها لتشمل مناطق أخرى بنسب متفاوتة مما يتطلب استمرار المتابعة.
إجراءات السلامة وتوصيات إدارة السدود
شدد المسؤولون على ضرورة التعامل بجدية مع ملف السدود من خلال إجراءات إدارية وفنية تضمن استدامة الأمان، خاصة مع تقلبات الطقس المفاجئة التي قد تشهدها المنطقة في فصل الشتاء. ودعا الديفار إلى ضرورة اعتماد آلية عمل دائمة لمراقبة جريان الأودية واتخاذ القرارات الاستباقية التي تحمي المواطنين، وفيما يلي أهم الخطوات الواجب اتباعها لتعزيز منظومة الأمان المائي:
- تشكيل لجنة طوارئ دائمة مختصة بمتابعة حالة السدود والوديان على مدار الساعة.
- القيام بعمليات صيانة دورية لبوابات التصريف لضمان عملها عند الحاجة.
- مراقبة مسارات جريان الأودية وإزالة أي عوائق قد تتسبب في فيضانات جانبية.
- تحديث بيانات الرصد الجوي بشكل لحظي لتقدير كميات المياه المتوقعة بدقة.
وتأتي هذه التوصيات لضمان بقاء أوضاع السدود في شرق ليبيا ضمن النطاق الآمن، مع التأكيد على أن الوضع الحالي لا يدعو لأي قلق ويسير وفق المخطط له.
أكدت البيانات الرسمية سلامة السدود وتوفر سعة تخزينية هائلة قادرة على استيعاب المزيد من الأمطار، مع ضرورة الالتزام بتعليمات لجان الطوارئ والابتعاد عن مجاري السيول والأودية كإجراء احترازي. برأيك، هل تساهم الشفافية في عرض أرقام السعة التخزينية في طمأنة سكان المناطق القريبة من السدود؟
