علي ناصر محمد يشرح الأسباب الحقيقية لاستقالة الحزب الشعبي وتأثيرها على مسار اليمن

علي ناصر محمد يشرح الأسباب الحقيقية لاستقالة الحزب الشعبي وتأثيرها على مسار اليمن
علي ناصر محمد يشرح الأسباب الحقيقية لاستقالة الحزب الشعبي وتأثيرها على مسار اليمن

كشفت الأسرار المدفونة لاستقالة الشعبي جانبًا من تاريخ اليمن الذي بقي طي الغموض لأكثر من خمسة عقود، حيث يعود علي ناصر محمد، الرئيس الأسبق للجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية، ليكشف تفاصيل الانقلاب الصامت الذي فتح صفحة جديدة في مسيرة اليمن وأثر على المنطقة العربية جمعاء؛ هذا الكشف يسلط الضوء على القرار المفاجئ الذي كان سببًا في التحول التاريخي الذي حدث جنوب اليمن في 22 يونيو 1969، حين تحولت الدولة من تلاقي القومية العربية إلى تبني أول تجربة شيوعية في العالم العربي.

الأسرار المدفونة لاستقالة الشعبي وقرار إقالة وزير الداخلية

بدأت القصة بقرار إقالة محمد علي هيثم، وزير الداخلية، وهو القرار الذي وصفه علي ناصر محمد في مقابلة حصرية بـ”الحماقة التي غيّرت مسار التاريخ اليمني”؛ إذ مثل الرجل المتوازن في فترة شديدة التعقيد والاحتقان، وكان رمزًا للاعتدال amid زمن التطرف. كانت هناك محاولات مكثفة للضغط على الرئيس الشعبي للتراجع عن قراره، لكن العناد كان سيد الموقف، مما تسبب في صدمة دستورية بمثابة شرارة أزمات سياسية عميقة. المواطن العادي الذي استيقظ ذلك الصباح، وجد بلده قد تغير بشكل جذري، ولم يُستشر أحد في هذا التحول الذي وعد بتغيير حياة الملايين.

الأسرار المدفونة لاستقالة الشعبي وسط صراع الحرب الباردة ونزاع الهويات

في أجواء الحرب الباردة، كان جنوب اليمن مركز صراع نفوذ قوي بين الاتحاد السوفيتي والغرب، وكانت الديمقراطية الوليدة هي الضحية الأولى؛ فبإسقاط النظام القومي وصعود النظام الاشتراكي، شهدت المنطقة تحولًا صامتًا لكنها مدبرة بعناية عبر طي صفحة القومية العربية، والانخراط في نموذج شيوعي مختلف عن السائد. الصراع لم يكن وجهًا سياسيًا فقط، بل كان صراع هوية بين قوميين عرب وآخرين يريدون استثمار المشروع الشيوعي الدولي. الأبرز في هذه المرحلة إعلان الاستقالة عبر إذاعة عدن من قبل الرئيس الشعبي نفسه، وهو الخبر الذي غير مجرى أحداث الأمة كلها وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ اليمن.

الأسرار المدفونة لاستقالة الشعبي وآثار الانقلاب على اليمن والمنطقة العربية

إن انعكاسات هذا الانقلاب الصامت كانت بعيدة المدى، حيث امتد تأثيرها لأكثر من تسع سنوات حكمت خلالها الحكومة الشيوعية الوحيدة في التاريخ العربي المنطقة؛ وقد أكد د. سعيد، المؤرخ اليمني، أن هذه الكشوفات تعيد تشكيل الرواية التاريخية للمنطقة بأسرها، مع وجود تحذيرات من استغلال هذه المعلومات لتأجيج الفتن القديمة. وتتجلى الصورة الحية لهذه الذكرى من خلال شهادات من كان في قلب الحدث، مثل سالم الإذاعي الذي شهد حادثة إذاعة خبر الاستقالة وهو يتنفس مزيجًا من رائحة البحر وحرارة الصراع في شوارع عدن المشحونة بالتوتر.

  • القرارات السياسية المفاجئة.
  • الأزمات الدستورية والتوترات الناجمة عنها.
  • تأثير الحرب الباردة والنزاعات الإقليمية.
  • التحولات الاجتماعية والسياسية في اليمن.

بعد مرور أكثر من خمسين عامًا، يرتضي علي ناصر محمد بمواجهة الحقيقة التي كانت طي النسيان: الحادثة كانت نتيجة حماقات متعددة من جميع الأطراف، سواء من بادر بالقرار أو من ساهم في تفاقم الأزمة. هذا الاعتراف يفتح الباب أمام مزيد من الكشوفات عن الأسرار المدفونة في التاريخ اليمني، ويثير التساؤل الأهم عن ما تحويه خزائن العواصم العربية الأخرى. الوقت صار ضيقًا على المؤرخين لتسجيل هذه القصص الحية، فالتاريخ المعاصر ينتظر إعادة كتابة جذرية تكشف خفايا جديدة قد تصدم القراء وتغير المفاهيم الراسخة.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.