سادت حالة من الحزن العميق أزقة صنعاء القديمة بعد انتشار خبر وفاة السيدة الفاضلة المعروفة بلقب بائعة الريحان، والتي ارتبطت بذاكرة المدينة وعطرها لسنوات طويلة أمام بوابة مقبرة خزيمة، حيث غادرت دنيانا بعد مسيرة حافلة بالعطاء الطيب والبساطة، تاركة خلفها سيرة عطرة تفوح كأغصان الشذاب التي كانت توزعها، لتطوى صفحة من صفحات الحياة اليومية الصنعانية برحيلها المؤلم الذي أحزن القلوب.
تفاصيل وفاة بائعة الريحان بعد معاناة
رحلت الفقيدة حرم محمد زيد عن عالمنا في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة الموافق الخامس من ديسمبر لعام 2025، وذلك بعد صراع مع المرض ألزمها الفراش وحرم رواد المدينة القديمة من رؤيتها في مكانها المألوف، ليفتقد المارة ابتسامتها المعهودة وحضورها الهادئ الذي اعتادوا عليه يومياً أثناء ذهابهم وإيابهم عبر الأزقة العتيقة نحو أعمالهم ومنازلهم.
عملت الفقيدة لسنوات طويلة في بيع النباتات العطرية وتنقلت بين عدة أحياء عريقة داخل صنعاء لبيع بضاعتها البسيطة التي أحبها الناس، ومن أبرز المناطق التي تواجدت فيها بصمتها الخاصة ما يلي:
- حي القاسمي ومنطقة بروم التاريخية
- حارة الوشلي بأزقتها القديمة
- أمام بوابة مقبرة خزيمة الرئيسية
موعد تشييع جنازة بائعة الريحان
احتشد جمع غفير من أهالي صنعاء القديمة وجيران الفقيدة صباح يوم السبت الموافق السادس من ديسمبر لتوديعها إلى مثواها الأخير، حيث أديت الصلاة على جثمانها الطاهر في جامع قبة المهدي الشهير وسط حالة من التأثر البالغ، قبل أن يتم نقلها لتدفن في مقبرة خزيمة التي قضت جل عمرها على أعتابها تبيع الورود والريحان للزوار.
جرت مراسم الدفن في أجواء مهيبة تليق بمكانة هذه السيدة التي اعتبرها الكثيرون جزءاً لا يتجزأ من هوية المكان، وقد شارك في الجنازة محبوها ومن اعتادوا شراء عقود الفل والريحان منها، داعين لها بالرحمة والمغفرة وأن يسكنها الله فسيح جناته جزاء ما قدمته من طيب تعامل وسيرة حسنة بين الناس.
لماذا أحزن الجميع خبر وفاة بائعة الريحان؟
نعى المواطن يحيى قاسم سرور الفقيدة بكلمات مؤثرة عبر منصات التواصل الاجتماعي واصفاً إياها بالأم الحنون، حيث لم تكن مجرد بائعة عابرة بل كانت رمزاً للكفاح الشريف والأخلاق الدمثة التي جعلتها تحظى بمكانة خاصة في قلوب كل من تعامل معها أو مر بجوارها، ليشكل رحيلها خسارة إنسانية ومعنوية لأهل الحي.
تميزت الراحلة بمجموعة من الصفات النبيلة التي جعلت غيابها يترك فراغاً كبيراً في المشهد اليومي للمدينة القديمة، ومن أهم الخصال التي عرفت بها وتداولها الناس في مجالس العزاء ما يأتي:
- الهدوء والسكينة في التعامل مع المارة
- الأمانة والبساطة في بيع الريحان والشذاب
- الابتسامة الصادقة رغم قسوة الظروف والمرض
تودع صنعاء القديمة برحيل هذه السيدة أيقونة من أيقونات العمل البسيط والشريف، حيث وارى جثمانها الثرى في نفس المكان الذي كانت تنثر فيه الروائح الطيبة، لتبقى ذكراها خالدة في أذهان كل من مر بباب خزيمة أو صلى في قبة المهدي، ولتظل قصتها درساً في الكفاح والعطاء الصامت، هل سبق لك أن التقيت بهذه السيدة أو شملتك دعواتها الطيبة؟
