رحيل سيدة العطاء.. وفاة هاجر مكاوي الشاعرة السودانية وصوت المرأة والأطفال نهاية 2025.

رحيل سيدة العطاء.. وفاة هاجر مكاوي الشاعرة السودانية وصوت المرأة والأطفال نهاية 2025.
رحيل سيدة العطاء.. وفاة هاجر مكاوي الشاعرة السودانية وصوت المرأة والأطفال نهاية 2025.

خيم الحزن العميق على المشهد الثقافي والأدبي في السودان عقب الإعلان عن رحيل الشاعرة الملهمة والناشطة البارزة في مجال أدب الطفل هاجر عبد الكريم مكاوي، التي ودعت عالمنا بعد مسيرة حافلة بالعطاء اللامحدود والإبداع الذي لامس قلوب الكثيرين، تاركة خلفها بصمة لا تُمحى في ذاكرة الأدب النسوي والعمل الإنساني، حيث شكل غيابها فقدًا عظيمًا للوسط الثقافي الذي طالما أثرته بوعيها وقيمها النبيلة.

صدى الحزن عقب وفاة هاجر مكاوي

شكل رحيل الأديبة السودانية صدمة كبيرة في الأوساط الثقافية، حيث نعاها الكثير من المثقفين والأدباء بكلمات مؤثرة تعكس مكانتها الرفيعة في قلوبهم، فقد كانت الراحلة رمزًا للإنسانية والوعي المتقدم، وعرفت بقدرتها الفائقة على تحويل القيم إلى أفعال ملموسة تخدم المجتمع وتنهض به.

تميزت مسيرتها بجمعها بين الإبداع الأدبي والعمل الاجتماعي المؤثر، مما جعل خبر وفاتها يتصدر المشهد، وقد عرفت هاجر بخصال حميدة عديدة ميزت شخصيتها الفريدة وجعلتها محط احترام الجميع سواء داخل السودان أو في دول المهجر التي عاشت فيها.

القيم التي غرستها الراحلة في محيطها الاجتماعي والثقافي كانت نابعة من تربيتها الأصيلة وبيئتها في مدينة كوستي، ولعل أبرز الصفات التي عرفت بها وتم تداولها بكثافة بعد رحيلها تتلخص في الجوانب الإنسانية والمهنية التالية:

  • التمتع بحس إنساني عالٍ والقدرة على استيعاب الآخرين بمحبة وتسامح.
  • الالتزام بقضايا المرأة والدفاع عنها من خلال الكلمة والفعل الثقافي.
  • الهدوء والرزانة في الطرح الفكري والتعامل مع مختلف القضايا المجتمعية.
  • القدرة الاستثنائية على التواصل مع الأطفال وفهم احتياجاتهم النفسية.

البدايات والمشوار قبل وفاة هاجر مكاوي

نشأت هاجر في مدينة كوستي وسط أسرة كريمة تعرف بالقيم الروحية العالية، وقد ساهمت هذه البيئة في تشكيل وجدانها الأدبي والإنساني منذ نعومة أظفارها، فكانت تلك المدينة هي المنطلق الأول لموهبتها التي تفتحت مبكرًا لتعانق قضايا وطنها وأمتها بأسلوب شعري ونثري فريد.

لم تكتف الراحلة بالموهبة الفطرية بل عملت على صقلها بالعلم والممارسة المستمرة، حيث مزجت بين الشعر والفكر المستنير في آن واحد، واهتمت بشكل خاص بتطوير أدواتها للتوافق مع متطلبات أدب الطفل الذي يعد من أصعب الفنون الأدبية وأكثرها حساسية.

ركزت هاجر جهودها على تأسيس مشاريع تعليمية وتربوية تهدف إلى بناء جيل واعٍ، حيث قامت بإنشاء مدارس تعتمد على مناهج مبتكرة لتنمية خيال الطفل، ويمكن تلخيص أبرز مرتكزات مشروعها التربوي والأدبي في النقاط الجوهرية الآتية:

  • دمج الإبداع الفني ضمن المناهج التربوية لتنمية مهارات التفكير لدى الأطفال.
  • تعزيز قيم الانتماء الوطني والوعي المجتمعي في نفوس النشء الجديد.
  • التركيز على الجوانب النفسية والتربوية الحديثة في التعامل مع الصغار.
  • استخدام الأدب والشعر كوسيلة لتهذيب السلوك ونشر ثقافة السلام.

الغربة والإنتاج الفكري لهاجر مكاوي

عاشت هاجر سنوات طويلة في جمهورية مصر العربية، حيث كانت فاعلة في المشهد الثقافي هناك ولم تنقطع صلتها بوطنها السودان، فقد استثمرت سنوات الغربة في تعميق تجربتها الأدبية والانفتاح على آفاق ثقافية جديدة أضافت الكثير لرصيدها المعرفي والإبداعي.

ظلت الراحلة تحمل هموم وطنها وقضاياه في حلها وترحالها، وانعكس ذلك بوضوح في كتاباتها ومشاركاتها المتعددة، حيث كانت تعتبر الكتابة وسيلة للمقاومة ونشر الوعي، وجسرًا للتواصل بين الثقافات والشعوب، مما جعلها صوتًا مسموعًا ومؤثرًا في كل المحافل التي شاركت فيها.

جمعت تجربتها في المهجر بين الحنين للوطن وبين الرغبة في اكتساب خبرات جديدة، وقد أثمرت هذه الفترة عن نضج فني كبير في أعمالها الأدبية، ونستعرض في الجدول التالي مقارنة سريعة توضح كيف تطورت اهتماماتها ومساراتها الإبداعية خلال محطات حياتها المختلفة:

مجال الاهتمام طبيعة النشاط والتأثير
أدب الطفل تأسيس مناهج تربوية تعزز الخيال والقيم
العمل النسوي دعم قضايا المرأة وتعزيز مكانتها مجتمعيًا
الشعر والأدب نشر قيم العدالة والسلام بلغة شاعرية رصينة

فقد الوسط الثقافي برحيل هاجر عبد الكريم مكاوي قامة أدبية وهامة إنسانية كبيرة، حيث سيظل إرثها في أدب الطفل والعمل النسوي نبراسًا يضيء الطريق للأجيال القادمة، وعلينا السعي الجاد للحفاظ على هذا الإرث الثمين وتدريسه للنشء لضمان استمرار رسالتها السامية. برأيك كيف يمكن للمؤسسات الثقافية تخليد ذكرى المبدعين الراحلين بشكل يليق بعطائهم؟

صحفية متخصصة في الشأن الرياضي والدولي، أتابع معكم أبرز الأحداث لحظة بلحظة، وأسعى دائماً لتقديم محتوى مهني يقرّبكم من كواليس الرياضة وما وراء الأخبار.