تأثير ارتفاع أسعار السكر في البرازيل وانعكاسه على سوق الكحول العالمي

تغير مسار إنتاج قصب السكر في البرازيل تجاه إنتاج الإيثانول بدلًا من السكر يشكل تهديدًا واضحًا على أسعار السكر عالمياً، فمن خلال هذا التحول تظهر تقلبات كبيرة في السوق العالمي للسكر، حيث تعد البرازيل أكبر منتج ومصدر لهذا السلعة الحيوية، ما يؤدي إلى ضغوط على العرض العالمي وارتفاع محتمل في الأسعار خلال الفترة المقبلة.

ارتفاع أسعار السكر بسبب انخفاض الإنتاج في البرازيل

شهدت أسعار السكر ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية نتيجة للمخاوف المتزايدة من انخفاض إنتاج البرازيل للسكر، إذ أشارت صحيفة أوجلوبو البرازيلية إلى أن العقود المستقبلية للسكر ارتفعت بنسبة 0.7% لتصل إلى 15.09 سنتًا لكل رطل في بورصة نيويورك، وهذا الارتفاع هو الثاني على التوالي خلال الأسبوع الحالي، ويعزى بشكل أساسي لتحول مصانع البرازيل من إنتاج السكر إلى إيثانول. هذا التغير في سياسة الإنتاج يضغط على المعروض العالمي من السكر ويثير قلقًا بشأن تذبذب الأسعار بوتيرة أكبر.

الإيثانول كلمة سر تغير أسعار السكر وتأثيرها العالمي

يلعب الإيثانول دورًا محوريًا في تقلبات أسعار السكر العالمية؛ حيث تحول جزء كبير من قصب السكر بالبرازيل إلى إنتاج الإيثانول الذي يستخدم كوقود حيوي، وبذلك تظل الكميات المنتجة من السكر عند مستوى الحصاد الحالي البالغ حوالي 40.8 مليون طن، برغم زيادة مخصصات القصب للصناعة الحيوية الجديدة. هذا التحول يؤثر بشكل مباشر على توافر السكر في الأسواق العالمية، إذ أصبحت كلمة “الإيثانول” رمزًا لتذبذب الأسعار ولعبة معقدة تؤثر على ملايين المستهلكين حول العالم. أشار كلاوديو كوفريج من Covrig Analytics إلى ضرورة ارتفاع أسعار السكر لتشجيع مصانع البرازيل على زيادة إنتاج السكر في موسم الطحن القادم لتعويض الأرباح، وقد تفوق الأسعار العقود المستقبلية مستوى تعادل الإيثانول الذي يبلغ حاليًا 16.5 سنتًا، خصوصًا بعد تقليص مساحة الزراعة في موسم 2025-2026 ما أدى إلى أدنى مستويات إنتاج السكر خلال ثلاث سنوات.

التوجه نحو الإيثانول وأثره على سوق السكر العالمي

بات لدى مصانع قصب السكر في البرازيل خيار واضح بين تحويل القصب إلى سكر أو إلى إيثانول، ومع تذبذب أسعار السكر وهبوطها في السنوات الأخيرة، إضافةً إلى تحسن أسعار الإيثانول على المستويين المحلي والعالمي، أصبح إنتاج الإيثانول خيارًا أكثر ربحية. هذا التوجه أدى إلى تقلص المعروض من السكر المتوقع لموسم 2025-2026، حيث تشير التحليلات إلى أن فائض السكر العالمي الذي كان متوقعًا سيقل بشكل ملحوظ، مما يجعل السوق أكثر هشاشة ويزيد من احتمال حدوث تقلبات سعرية وشح في العرض. بعد فترة من الانخفاض في أسعار السكر العالمية التي نتجت عن مخاوف الطلب وفائض المعروض، قد يشهد السوق صعودًا جديدًا في الأسعار مع تقلص المعروض وتزايد الضغط على الكميات المتاحة.

• تحول نحو الإيثانول لأسباب اقتصادية بسبب تقلبات أسعار السكر
• تأثير انخفاض المساحات المزروعة على إنتاج السكر
• تراجع فائض العرض العالمي وزيادة هشاشة السوق

أهمية التحول البرازيلي وتأثيره على السوق العالمي للسكر

يرى الخبراء أن ما يحدث في البرازيل له أهمية قصوى، فهي تمثل حوالي 25% من الإنتاج العالمي للسكر، وأي تغيير في اتجاهها الإنتاجي مثل الاعتماد على الإيثانول يؤثر بشكل مباشر على أسعار السكر في الأسواق العالمية؛ إذ يؤدي أي تراجع في صادرات البرازيل أو الانخفاض في المعروض إلى ارتفاع أسعار السكر، خاصة للدول التي تعتمد على الاستيراد، وتزداد هذه المخاطر في ظل الاضطرابات المحتملة الناتجة عن عوامل طبيعية أو نباتية أو تغييرات سياسية. تأثر ملايين المستهلكين في أنحاء العالم يُعزى إلى هذا التغيير الاستراتيجي في سياسة الإنتاج البرازيلية، مما يجعل متابعة هذا الملف ضروريًا لفهم توقعات أسعار السكر في المستقبل القريب.