هواتف ذكية للأطفال في سن المدرسة الابتدائية ترتبط بزيادة خطر الاكتئاب والسمنة ونقص النوم، ما يستدعي اهتماماً خاصاً من الأهل والمختصين. تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأطفال الذين يمتلكون هواتف ذكية في عمر 12 سنة أو أقل يواجهون تحديات صحية ونفسية تضاهي أو تتجاوز أقرانهم الذين لا يملكون هذه الأجهزة.
الأضرار الصحية والنفسية لهواتف ذكية للأطفال في سن المدرسة الابتدائية
أظهرت دراسة واسعة شملت 10,588 طفلاً أن 6.5% من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 سنة ولديهم هاتف ذكي تم تشخيصهم بالاكتئاب، مقارنة بنسبة 4.5% لدى الأطفال الذين لا يملكون هاتفاً محمولاً؛ ما يوضح وجود علاقة بين الهواتف الذكية ومشاعر الحزن أو القلق. وأكد طبيب الأطفال والمراهقين ران بارزيليا أن هذه النتائج تثير ضرورة اتخاذ قرارات أكثر حذراً بشأن منح الهواتف الذكية للأطفال، معتبرًا أن الهواتف يمكن أن تكون عوامل تؤثر على الصحة النفسية للمراهقين، وبالتالي يجب التفكير ملياً في توقيت وكيفية استخدامها.
تأثير الهواتف الذكية على السمنة واضطرابات النوم عند الأطفال
لم تقتصر الأضرار على الصحة النفسية فقط، بل أظهرت الدراسة اختلافات ملحوظة في الوزن؛ حيث أن 18% من الأطفال الذين في عمر 12 سنة ويمتلكون هاتفاً ذكياً يعانون من السمنة مقارنة بـ 12% في المجموعة التي لا تستخدم هواتف ذكية. أما فيما يخص النوم، فإن نحو نصف الأطفال الذين لديهم هواتف ذكية ينامون أقل من تسع ساعات يومياً ويواجهون جودة نوم أقل مما يؤثر سلباً على نمط حياتهم وصحتهم العامة؛ ما يستدعي رقابة الأهل على وقت استخدام الشاشة.
التوازن واستخدام الهواتف الذكية بشكل صحيح للأطفال في سن المدرسة الابتدائية
ترى الدراسة والمختصون أن العلاقة بين الهواتف الذكية والاكتئاب أو السمنة ليست علاقة سببية حتمية، بل نتائج ملاحظة تستدعي المزيد من البحث والدراسة. يمكن للهواتف الذكية أن تساهم في التعلم والتواصل الاجتماعي إذا ما تم استخدامها بحكمة، مع ضرورة الاعتدال في الاستعمال. ينصح بارزيليا بما يلي لضمان الاستخدام المتوازن:
- تحديد أوقات محددة لاستخدام الهاتف الذكي بعيداً عن وقت النوم
- تشجيع النشاط البدني المنتظم لتعزيز الصحة العامة
- توفير بيئة تعليمية وتواصلية تقي الأطفال من التأثيرات السلبية
- مراقبة محتوى الاستخدام والاشتراك في حوارات مع الأطفال حول تجربتهم الرقمية
| الفئة | نسبة الاكتئاب | نسبة السمنة | نسبة النوم أقل من 9 ساعات |
|---|---|---|---|
| الأطفال الذين لديهم هواتف ذكية | 6.5% | 18% | 50% |
| الأطفال الذين لا يملكون هواتف ذكية | 4.5% | 12% | غير محددة |
تبقى الحاجة ملحة لأن يُوازن الأهل بين توفير الفوائد التعليمية والاجتماعية للهواتف الذكية للأطفال والحفاظ على صحتهم النفسية والبدنية؛ حيث يستوجب الأمر منح الأطفال فترات خالية من الشاشات، تشجعهم على الحركة والنشاط، ما يسهم في التقليل من السمنة وتحسين جودة النوم، وهي عوامل حيوية في بناء جيل صحي متوازن.
